لماذا مشككو علم المناخ مخطئون حول الاحتباس الحراري ؟ في مرحلة ما من تاريخ كل النظريات العلمية، فقط الأقلية من العلماء _او ربما عالم واحد_ كان يؤيد النظرية العلمية، قبل تراكم الأدلة الى حد القبول العام. نموذج كوبرنيكوس، نظرية الجرثومة، مبدأ التطعيم، النشوء والأرتقاء في التطور، الفصائح التكتونية و نظرية الانفجار العظيم كلها كانت ذات مرة افكار مهرطقة والتي العلم متفق على صحتها. كيف حدث هذا؟

يمكن ان نجد الاجابة في ما دعاه فيلسوف القرن التاسع عشر وليام  هويول (William Whewell) “اجماع الحيثيات”.يرى هويول ان النظرية لكي تكون مقبولة يجب الاعتماد على اكثر من حيثية او تعميم واحد مستمد من الحقائق. يجب ان تحتوي على عدة حيثيات تقارب بعضها البعض، بشكل مستقل ولكنها تكون مقترنة مع بعضها. “وفقا لتلك الحالات حيث تكون الحيثيات من فئات من حقائق مختلفة تماما تجتمع لتكون مع بعضها” وكتب في كتابه 1840 فلسفة علوم الاستقراء، “افضل النظريات الموضوعة في تاريخ العلم هي  تلك التي تتضمن ما يدعوه : تقارب الادلة.”  

اجماع العلم عبارة نسمعها اليوم وتكون عادة مقرونة بالاحتباس الحراري. هل هناك اجماع على الاحتباس الحراري؟ نعم هناك عشرات الالاف من العلماء الذين ينتمون الى المنظمة الامريكية لتقدم العلوم، الجمعية الكيميائية الامريكية، الاتحاد الجيوفيزيائي الامريكي، الجمعية الطبية الامريكية،الجمعية الامريكية للارصاد الجوية، الجمعية الفيزيائية الامريكية، الجمعية الجيولوجية في اميركا، الاكاديمية الوطنية الامريكية للعلوم، وأبرزها، الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير  المناخ كلها تتفق على ان الاحتباس الحراري حقيقة. لماذا؟

ليس بسبب العدد الهائل من العلماء. فبعد كل هذا، العلم لا يجرى بعملية اقتراع. كما قال البرت اينشتاين ردا على الكتاب الذي نشر في 1931 الذي يشكك في صحة النظرية النسبية وبعنوان 100 عالم ضد اينشتاين، رد عليهم قائلا”لماذا 100؟ اذا كنت مخطأ حقا، واحد فقط سوف يكون كافيا.” والجواب هو ان هناك تقارب في الادلة من خطوط عدة للاستعلام والاستفسار- حبوب اللقاح، حلقات الاشجار، العينات الجليدية والشعب المرجانية والجليدية والجليد القطبي والحد الاقصى للذوبان، وارتفاع مستوى سطح البحر، والتحولات البيئية، وزيادة ثاني اكسيد الكربون، ومعدل ارتفاع درجات الحرارة لم يسبق له مثيل- كلها تقودنا الى استنتاج واحد. الاحتباس الحراري. ويشير المتشككون في الاحتباس الحراري الى الشذوذ احيانا في مجموعة معينة من البيانات، كما لو ان هناك عدم توافقية في خط واحد من الادلة إنكار كل خطوط الادلة الأخرى. ولكن اجماع العلم لا يعمل هكذا. ولكي ينقض المشككين الاجماع على الاحتباس الحراري، فأنهم بحاجة الى:

  • إيجاد العيوب من جميع خطوط الادلة الداعمة وإظهار تقارب ثابت من الادلة نحو  
  • نظرية مختلفة توضح البيانات. (الخلقيين لديهم نفس المشكلة في نقد التطور).

في دراسة نشرت في 2013 في رسائل الابحاث البيئية من قبل باحثين استراليين جون كوك، دانا نوسيتيلا ومساعديهم درسوا ملخصات 11944 ورقة مناخ نشرت من 1991 الى 2011. من تلك الاوراق التي اخذت موقفا من الاحتباس الحراري، خلصت حوالي 97 من مئة ان التغير المناخي حقيقي ويتسبب من قبل البشر. ماذا عن ال3 بالمئة المتبقية او نحو ذلك من الدراسات؟ ماذا لو كانت هي الصحيحة؟ في 2015 نشرت ورقة في علم المناخ التطبيقي والنظري، راسموس بينستاد من معهد الأرصاد الجوية النرويجية، نوسيتيلا وزملائهم فحصوا هذه ال3 من مئة ووجدوا “عدد من العيوب المنهجية ونمط من الأخطاء المشتركة” هذا هو ، بالإضافة إلى 3 من مئة من الاوراق التي تتقارب لتقدم شرح افضل من التي قدمتها ال97 من مئة، فشلت في تقريب الى اي شئ.

لا يوجد نظرية متماسكة ومتسقة بديلة لظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة من الانسان،اختتم نوسيتيلا في 25 اغسطس، 2015 التعليق في صحيفة غارديان.”البعض يلقي اللوم على الشمس والبعض الدورات المدارية للكواكب الاخرى والبعض على دورات المحيط وهكذا” هناك اجماع 97% على النظرية المتماسكة بأغلبية ساحقة مدعومة بالادلة العلمية، ولكن من2-3% من الاوراق التي تعارض الاجماع من كل الأنحاء، حتى انها تعارض بعضها البعض. الشئ الذي يبدو انها تشترك في عيوب منهجية مثل قطف الكرز، تناسب المنحنى، تجاهل البيانات غير المناسبة، وتجاهل الفيزياء المعروفة. مثال، ورقة مشككة واحدة تعزي تغير المناخ الى الكسوف او الخسوف.

هذه المممارسات الخادعة تفشل في زيادة تطوير علوم المناخ عندما تتعرض لتدقيق متشكك، وهو عنصر اساسي في العملية العلمية.   

المصدر:

http://www.scientificamerican.com/article/why-climate-skeptics-are-wrong/