عالم الجسيمات دون الذرية (the sub_atomic particles):
هذا العالم الخلاب و المبهر هو من اروع ما خلقه الله الخالق العظيم و العلي القدير الذي قدر و بنى هذا الكون الخلاب .

ربما نحن نعتمد على ما تقوله الفيزياء لنا و على ما تتحصل عليه من معلومات و نتائج من تجربة هنا و بحث هناك, و من ما يتم التوصل اليه من نتائج و حلول للمعادلات الرياضية المعقدة مثل معادلة شرودنغر الموجية و معادلة تكافيء الطاقة و المادة لاينشتاين و صيغة بلانك الرياضية و حسابات فيرنير هايزنبيرغ التي تعتمد على ميكانيكية المصفوفات و مخططات فينمان و غيرها.
لكن لو تركنا كل هذه التعقيدات و قرئنا عن هذا العالم الخالب المعروف بالجسيمات دون الذرية سنجده عالم ساحر.
تخبرنا الفيزياء بان هناك 12 جسيما دون ذري مسؤولة عن عالمنا المادي , هذه الجسيمات تقسم الى قسمين جسيمات مسؤولة عن تكوين نواة الذرة و هي الكواركات الستة (up quark الكوارك العلوي و dawn quark الكوارك السفلي و strange quark الكوارك الغريب و charm quark الكوارك الجذاب و bottom quark الكوارك القعري و top quark الكوارك القمي) و الكواركات هي من تكون الهادرونات التي تؤلف نواة الذرة مثل الباريونات (البروتونات و النيوترونات) و الميزونات و التراكيب الهادرونية الاخرى , فالبروتون يتالف من كواركين علووين و كوارك سفلي , و النيوترون يتكون من كواركين سفليين و كوارك علوي ,تترابط الكواركات مع بعضها من خلال القوة النووية الشديدة التي تحمل على كم طاقة لا يمتلك كتلة و يمتلك مستوى طاقة تعرف باللغلوون , الهادرونات بعضها مشحونة بشحنة موجبة مثل البروتونات و الاخر متعادل الشحنة مثل النيوترونات , و بعضها سالب الشحنة مثل بعض انواع الميزونات , و الميزونات هي جسيمات تتالف من الكواركات و اضدادها تلعب دور اساسي في عملية التحول التبادلي التي تحكم التجاذب النووي بين البروتونات و النيوترونات, و الهادرونات هي جسيمات ثقيلة نسبيا تمتلك كتل و مستويات طاقة كبيرة .
تكون الكواركات ز الغلوونات موجودة على شكل ثلال اطياف رئيسية هي الاحمر و الاخضر و الازرق و تكون هذه الاطياف مجتمعة الطيف الابيض و تمثل مستويات الطاقة الخاصة بالكواركات و الغلوونات, الكواركات بحد ذاتها غير مشحونة بشحنة كهربائية لكنها ضمن تركيبة الباريونات مثل البروتون و بعض الميزونات التي هي مشحونة بشحنة كهربائية و ذلك ضمن حالة تعرف بال (bound state) و هي حالة تتالف من جسيمين او اكثر تسلك سوك جسيم منفرد و تمتلك طبيعة و خصائص مميزة لا تمتلكها الجسيمات الاصغر التي تكونها و تكون محددة بحاجز طاقة (potential wall) مثل البروتون و النيوترون و الذرة و نواة الذرة , الا ان الكواركات مشحونة بشحنة خاصة تعرف بالشحنة اللونية و هي الشحنة التي تمثل طبيعة و مستويات طاقة الكواركات, تخضع الكواركاتو الغلوونات التي تحمل عليها القوة النووية الشديدة الى مبدأ و حاصية الحصر (quark confinement ) و تعني انه من غير الممكن للكواركات ان توجدبشكل منفرد و انما دائما تكون موجودة على شكل مجاميع, و هذا ما تخضع له ايضا الغلوونات اكمام الطاقة التي تحمل عليها القوة النووية الشديدة.
اما اللبتونات فهي جسيمات خفيفة نسبيا لا تدخل في تركيبة نواة الذرة تمتلك كتل و مستويات طاقة خفيفة , و هي تمثل الانواع الستة الاخرى التي هي الاكترون و الميون و التاو و النيوترينوهات المرافقة لها و التي هي نيوترينو الالكترون و نيوترينو الميون و نيوترينو التاو الميون و التاو هي جسيمات تمتلك اعمار نصف قصيرة و تتحلل الى الجسيمات الاصغر و التي هي الالكترونات و النيوترينوهات , الالكترونات و الميونات و التاوونات كلها مشحونة بشحنة سالبة و هي لا تتاثر بالغلوونات التي تحمل عليها القوة النووية الشديدة لكنها تتاثر بالفوتونات التي تحمل عليها القوة الكهرومغناطيسية و التي تجعل الالكترونات تدور في مدارات و مستويات طاقة حول نواة الذرة, اما النيوترنوهات فهي جسيمات صعيرة جدا تمتلك مستوى طاقة محدود تنبعث مع الاشعة الكونية من الشمس و النجوم و المجرات النيوترينوهات غير مشحونة بشحنة كهربائية لذلك لا تتاثر بالفوتونات التي تحمل عليها القوة الكهرومغناطيسية و لا تتاثر بالغلوونات التي تحمل عليها القوة النووية الشديدة التي ترتبط بها الكواركات, توجد النيوترينوهات على ثلاث انواع هي نيوترنو الالكترون وهو النيوترينو المرافق للالكترون و نيوترينو الميون النيوترينو المرافق للميون و نيوترينو التاو و هو النيوترينو المرافق للتاو, تتاثر كل الجسيمات بالقوة النووية الضعيفة التي تحكم تفاعلات الانحلالات الجسيمية و التي تحمل على جسيمات وسطية تدعى ببوزونات W+ و W- و Z , كما ان جميع الجسيمات تتاثر بالقوة الثقالة التي تحمل على اكمام طاقة جسيمات افتراضية لا تمتلك كتلة و انما تمتلك مستوى طاقة تدعى الغرافتونات, و القوى المؤثرة على الجسيمات و التي ترتبط بها الجسيمات مع بعضها البعض يعني التي تحكم الترابط المادي و ايضا تعتبر مصدر الطاقة هي القوى الاربعة التي مر ذكرها و التي هي ( القوة النووية الشديدة التي هي اكبر القوى من حيث التاثير لكن اقصرها مدى و حدود تاثيرها لا يتعدى عشرة مرفوعة للاس سالب 14 متر و التي تمثل قطر نواة الذرة و هي القوة التي ترتبط بها الكواركات مع بعضها البعض ضمن تركيبة الجسيمات الهادرونية التي تؤلف نواة الذرة و التي تحمل على كم طاقة لا يمتلك كتلة و انما يمتلك مستوى طاقة يدعى بالغلوون gluon, و القوة النووية الضعيفة التي تحكم الانحلالات الجسيمية و التي تؤثر على كل الجسيمات دون الذرية مهما كان حجمها و مستوى طاقتها و كونها هادرونية او لبتونية و هي تحمل جسيمات وسطية تمتلك كتلة هي بوزونات W+ و W- و Z , و القوة الكهرومغناطيسية التي ترتبط بها الجسيمات المشحونة مثل الاكترونات و ارتباطها في دورانها حول نواة الذرة الموجبة الشحنة بشحنة البروتونات التي تكونها و تحمل على جسيم افتراضي لا يمتك كتلة و انما يمتلك مستوى طاقة يدعى بالفوتون photon , و القوة الثقالة التي ابعد القوى من حيث مدى التاثير لكن اضعفها من حيث التاثير و هي الجاذبية التي تخضع لتفسيرات مختلفة من عدة نظريات لكنها من وجهة نظر نظرية الكم تحمل على جسيم افتراضي لا يمتلك كتلة لكن يمتلك مستوى طاقة وهو كم طاقة يدعى غرافتون graviton و هي قوة تؤثر على كل الاجسام بمختلف حجومها من النيوترينو الى الحشد المجري).
تصنف الجسيمات بحسب عزمها الذاتي او دورانها حول نفسها الى :
1_ بوزونات وهي الجسيمات التي تخضع الى احصائية بوز _ اينشتاين و التي تكون عزمها الذاتي او دورانها حول نفسها spin يساوي صفر او عدد صحيح و تمثل كل حوامل الطاقة ( الغلوونات التي تحمل عليها القوة النووية الشديدة و بوزونات W+و W- و Z التي تحمل عليها القوة النووية الضعيفة و الفوتونات التي تحمل عليها القوة الكهرومغناطيسية و الغرافتونات التي تحمل عليها القوة الثقالة ) و بعض جسيمات المادة مثل الميزونات و الميون احد انواع اللبتونات و الجسيمات الوسطية مثل بوزونات هيغز مولدات مجال هيغز الذي تتفاعل معه جسيمات المادة حتى تكتسب كتلتها و بوزونات غولدستون مولدات انكسار التناظر التلقائي الذي يؤدي الى حدوث تغيرات طورية تؤدي الى تكون جسيمات جديدة و مستويات طاقة جديدة .
2_ الفيرمونات و هي الجسيمات التي تخضع الى احصائية فيرمي_ديراك و التي زخمها الزاوي او عزمها الذاتي لا يساوي عدد صحيح و غالبا ما يساوي 1/2 و تمثل اغلبية جسيمات المادة مثل الكواركات و الالكترونات و التاو و النيوترينوهات و الباريونات (البروتونات و النيوترونات)
تخضع جميع الجسيمات الى مبدأ التناظر الفائق و الذي يعتمد على فرضية سويات الطاقة التي طرحها بول ديراك العالم الانكليزي و الذي يفترض وجود جسيمات ضديدة لجميع الجسيمات المعروفة بالكون تمتلك نفس كتلة وطاقة تلك الجسيمات لكن بشحنة مغايرة و زخم زاوي مغاير, يعني اذا كان الجسيم فيرموني بشحنة سالبة فضديده بوزوني بشحنة موجبة مثل الالكترون الجسيم الفيرموني المشحون بشحنة سالبة يمتلك ضديد بوزوني مشحون بشحنة موجبة يدعى البيزوترون يمتلك نفس كتلة و طاقة الالكترون و هكذا لكل الجسيمات.