هل يمكن ان نعرف نسبة السكر بالدم عن طريق الدموع؟ هذا ما شاع في الايام الاخيرة حول اختراع شركة جوجل لجهاز قادر على تتبع نسبة السكر في الدم بشكل دائم طيلة الوقت عبر جهاز شبيه بالعدسة اللاصقة يعتمد على قياس نسبة السكر في الدم عن طريق الدموع وقد انتشر الخبر كالنار في الهشيم كالعادة دون تتبع وتقصي او سؤال. فما مدى صحة ذلك؟

الصورة التي شاعت للعدسة التي اخترعتها كوكل

الصورة التي شاعت للعدسة التي اخترعتها كوكل

 قبل 34 سنة نشرت احدى الدوريات العلمية بحثا عن نسبة السكر في دموع الانسان ومقارنتها بين الانسان العادي ومرضى السكري. التجربة شملت 50 مريضا بالسكري تم فحص دموعهم وبولهم وقد وجد ان النسبة لدى الاشخاص العاديين تبلغ في حالة الصيام (Fasting)  نسبة 3.6 ملغم بالـ 100 مل. من الدموع. بينما تصل الى 16.6 لدى مريض السكر.

الموضوع لم تقم له قائمة منذ ذلك الحين ودخلنا في عصر اجهزة قياس السكر التي تعود تجارة اشرطتها في الولايات المتحدة وحدها بـمليار دولار فما بالنا بالعالم بأسره. واليوم هي متوفرة وسائدة الى حد كبير. ليس هذا فحسب بل ان كلفة مرض السكر بصورة عامة هي كلفة باهضة اذ تزيد على 130 مليار دولار في الولايات المتحدة وتستهلك 10% من اجمالي مصروفات القطاع الصحي كما ان مرضى السكري هناك يشكلون 7% من السكان.

حتى ظهر قبل فترة خبر انتشر في مواقع تقنية ذات طابع صحفي خبري غير علمي عن ان شركة كوكل ستنتج عدسات قادرة على اعطاء نسبة السكر بالدم عن طريق الدموع ويا لكثرة الاخبار من هذا النوع وسرعة انتشارها كالنار في الهشيم. فما مدى واقعية هذا الافتراض علميا؟

فيما يلي يتضح من المخطط المواد الموجودة في الدموع ونسبها لغير المصابين بالسكري. وهي اتية من مجموعة من الدراسات منذ 1930 حتى يومنا. وتتضح نقطة هامة من المخطط حيث يبين تركيز المواد المختلفة الموجودة في الدموع واختلافه تحت تأثير الضغط الميكانيكي او الكيميائي او الحالة الطبيعية مما يشكل عقبة رئيسية امام فحص السكر بواسطة الدموع.

نسب المواد الموجودة في الدموع تحت التأثير الكيميائي والميكانيكي (الضغط على العين) والوضع الطبيعي

نسب المواد الموجودة في الدموع تحت التأثير الكيميائي والميكانيكي (الضغط على العين) والوضع الطبيعي

المعضلة الاولى التي تعترض اختبارا من هذا النوع ووفق تجارب كثيرة اجريت في هذا المجال هي الحاجز الزمني بين نسبة السكر الحالية وبين ما تقوله نسبة السكر في الدموع الان. ان الامر مرتبط بالالية المعقدة لانتقال الجلوكوز الى الدموع والتي تؤدي الى حدوث تأخير يمكن فهمه من المخططات الاتية:

رسم بياني يجمع نسبة الجلوكوز في العينين ونسبة الجلوكوز في الدم ومقدار التأخير في ظهور النتيجة

رسم بياني يجمع نسبة الجلوكوز في العينين ونسبة الجلوكوز في الدم ومقدار التأخير في ظهور النتيجة

المحور السيني في الرسم البياني يوضح الفارق الزمني الخط الازرق هو العين اليسرى والاخضر هو العين اليمنى ويلاحظ وجود اختلاف بينهما. اما الخط الاحمر فهو نسبة الجلوكوز في الدم والتي تعكس المقدار الحقيقي الاني لنسبة السكر في الدم. الخط على اليمين يمثل قراءات السكر في الدم والذي على اليسار يمثل قراءات السكر في الدموع.

ويلاحظ التفاوت في القراءة بين العين اليمنى واليسرى بالاضافة الى الفارق الزمني بين ما يقوله الدم وما تقوله الدموع.

الامر الثاني الذي بينته الدراسات هو ان نسبة الجلوكوز في الدموع تختلف من شخص الى شخص ومن عين الى عين ومن وقت الى وقت اخر اثناء اليوم بالمقارنة مع نسبة الجلوكوز التي يتم تناولها فمويا والادهى من ذلك هو عدم وجود  اي صفة بايولوجية حتى الان يمكن الاستناد اليها لتبيان اسباب هذه الاختلافات بين الاعين والاشخاص والاوقات.

لذا يمكن القول ان الفصل في امكانية استخدام الدموع او عدم امكانية ذلك في قياس السكر ما زال غير ممكنا وبالاضافة لذلك فان النتائج المستحصلة كما بيننا تفصلها فترة زمنية عن النتائج الفعلية للسكر في الدم.

كما ان طريقة سحب سحب الدموع التي اعتمدت في الدراسات كانت ميكانيكية في الغالب وتسبب ضغطا على العين وهذا الضغط الميكانيكي يؤدي الى زيادة نسبة السكر في الدموع كما اتضح في تجارب عديدة. اي لو قام احدنا بفرك عينيه فهو قد يصنف كمصاب بالسكر وفق هذا النوع من الاختبارات.

وبالاضافة لجميع ذلك فإن اعادة التجارب بمطابقة كافة الظروف ادى الى ظهور نتائج مختلفة.

وباختصار يمكن القول عن ما انتشر انه غير واقعي. شركة كوكل قامت بإصدار نموذج اولي وهي تنتظر موافقة مؤسسة FDA لاصدار الجهاز. وبناءا على الادلة العلمية الموجودة فهي لن تحصل على هذه الموافقة.

المصدر:

Tear Glucose Analysis for the Noninvasive Detection and Monitoring of Diabetes Mellitus

JUSTIN T. BACA, PHD,1 DAVID N. FINEGOLD, MD,2 AND SANFORD A. ASHER, PHD1,2

Accepted for publication August 2007.

From the

1Department of Chemistry, Chevron Science Center, University of Pittsburgh, and

2Department of Human Genetics, University of Pittsburgh School of Medicine, Pittsburgh, Pennsylvania. Supported by the National Institutes of Health fellowship 1 F31 EB004181-

01A1 to Justin T. Baca, and grant 2 R01 EB004132-04 to Sanford A. Asher. Sanford A. Asher is the scientific founder of Glucose Sensing Technologies LLC, a company developing PCCA sensors for glucose sensing. The authors gratefully acknowledge the assistance of Christopher R. Taormina in the mass spectral analysis of tear samples. Single-copy reprint requests to Prof. Sanford A. Asher, PhD (address below).

Corresponding author: Prof. Sanford A. Asher, PhD, Department of Chemistry, 701 Chevron Science Center, 219 Parkman Avenue, Pittsburgh, PA 15260. Tel: 412-624-8570. Fax: 412-624-0588. Email: asher@pitt.edu.