أصيب البشر بفوبيا السمنة، حيث نشاهد إعلانات الرشاقة والتنحيف قد ملئت وسائل الإعلام، ونلاحظ أيضا انتشار كتب الحمية، وانتشار تصنيع آلات التمرين. فالجميع أما يحاول إن يتفادى السمنة أو يحاول إن يتخلص منها، أما العلماء فيحاولون إن يقضوا عليها نهائياً، لكن كيف يمكن ذلك؟

العلوم الحقيقة

من خلال فهم كيف يصاب الإنسان بالسمنة ولماذا يمكن إن نتفادى المواد التي تسبب السمنة. فالباحثين يحاولون فهم الأساس الجزيئي للسمنة ومن ثم إيجاد الحلول.
يصاب الإنسان بالسمنة لأسباب تطورية، فقد نشأ معتمداً في غذائه على الصيد وجمع الفواكه، فهو يعيش في بيئة تفتقر للدهون “الدسم” والحلويات، فقد تطور جسده للحفاظ عليها وخزنها داخل الجسد لوقت الحاجة وهي في وقتها تعتبر ميزة تطورية، وعند دخولنا لعصر الوفرة ونحن نمتلك جسد ذو قابلية عالية على التخزين. لذلك أصبحت الميزة التي أنقذتنا في العصور السابقة نقمة علينا.
وبذلك نكون أما خيارين، أما إن نستبدل الدسم بمواد أخرى لا يخزنها الجسد، أو نضيف مواد أو نعدل الدسم بحيث لا يتم خزنه داخل الجسد. يحمل الاختيار الأول بنظر الباحثين صعوبة أكثر من الاختيار الثاني؛ لكوننا نميل إلى الدسم بفضل حاسة الشم، فعند استبداله بأي مادة أخرى لا تعوض شهيتنا إلى الدسم، وكان الطعام يصبح بدون طعم “لنتذكر الوجبات التي نتناولها ونحن مصابين بالزكام” كما إن الإحساس الزلق الذي يسببه الدسم داخل الفم يكون مفضل لدى الناس عادة، لذلك تحاول الشركات البحث عن الجزيئات التي تكون الدسم واستبدالها ببروتينات أو السكريات، والتي تحتوي على 4 سعرات حرارية في الغرام الواحد مقابل 9 سعرات حرارية في الغرام الواحد من الدسم، أما الإحساس الذي يسببه الدسم في الفم فيستخدم عادة السكريات والاصماغ النباتية التي تتكتل ككرات داخل الفم مسببه إحساس زلق كالذي يسببه الدسم.
وقبل الكلام عن الاختيار الثاني لحل مشكلة السمنة (إضافة مواد إلى الدسم) سوف أتكلم عن أنواع الدهون وأين تذهب في الجسد. فالدهن على نوعان، أما طبيعي الذي يوجد في النباتات والحيوانات وأما يكون مصنع. والدهن بنوعيه يمتص عند تناوله في الأمعاء وينتقل إلى الدم، لكن الدهن الطبيعي يتخلص من الدم بسهولة اكبر من الدهن الصناعي والذي عادة ما يكون مقترن بالأمراض الخطيرة بسبب صعوبة امتصاصه، مثل انسداد الشرايين. والدهن الطبيعي يكون مفيد عادة في الكثير من العمليات الحيوية داخل الجسد، مثل مساعدة الكبد على القيام بوظائفه.
نرجع ألان إلى الاختيار الثاني الذي يمتلكه الخبراء لحل مشكلة السمنة، إلا وهو إضافة مواد إلى الدسم لمنع عمليه امتصاصه أو خزنه. فعلى الباحثين معرفة التركيب الجزيئي للدهن لكي يتسنى لهم مواد بديلة أو مكمله للدسم مع المحافظة على خواصه وطعمه الصحيحين كما يمكنه الصمود في درجات الحرارة العالية إثناء الطبخ، تبدو مهمة الباحثين صعبه بعض الشيء. ولكون هدف المقال هو التبسيط المعلومات لا تعقيدها سوف ابتعد عن المصطلحات العلمية قدر الإمكان، ومن يرغب في التعمق في الموضوع ما عليه سوى قراءة المصادر.
يطلق على الدسم في الكيمياء العضوية اسم ثلاثي الغليسريد triglyeride ويبدو كل جزيء من الدسم على شكل حرف Y، اي يكون ذو ثلاث اذرع، مركز التقاء الثلاث اذرع هو مادة كحولية تدعى glycerol. عند دخول جزيء الدسم إلى قناة الأمعاء البشرية سوف يقوم إنزيم خاص بتقطيع الأذرع الثلاثة ومن ثم تقوم إنزيمات أخرى بهضم الأذرع المقطعة. لذلك على الباحثين منع تقطيع الأذرع لكي لا تتم عملية الهضم، وهو ما تم بتغيير الشكل الهندسي لجزيء الدسم بإضافة من 6 إلى 8 اذرع أضافية، فلا تعمل الإنزيمات البشرية فلا تحصل عملية الهضم.
وتمت بالفعل الموافقة على بعض البدائل للدسم من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في عام 1996، لكن رافق تلك المواد جدل لكونها تسبب الإسهال في بعض الأحيان، ومن تلك المواد البديلة تمت الموافقة على مادة تدعى olestra.
ما علينا ألان إلى انتظار من يقع إيجاد البدائل من ضمن عملهم من علماء وباحثين وشركات مهتمة وأشخاص إن يقوموا بتوفير بدائل، وخلال فترة انتظارنا يجب إن نحافظ على أوزاننا ونكبت شهيتنا للدسم، وممارسة التمارين الرياضية أهم من كل أنواع الحميات والأدوية المزيفة التي يروج على أنها تنحف وتزيل الدهون من لجسد.

كتب المقال بالاعتماد على:
1- كتاب 101 قضية علمية قد لا نعرفها – جيمس تريفل
2- موسوعة ويكيبيديا الانكليزية
3- http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/high-blood-cholesterol/in-depth/triglycerides/art-20048186
4- https://www.cspinet.org/olestra/11cons.html