هل تعرف من هو صديقك؟ هل ترى انكما أصدقاء للأبد؟ هل ترى الصداقة المثالية حقيقية؟ معظم الناس لا يعلمون ذلك، طبقاً لدراسة حديثة نشرت في بلوس ون (PLoS One).

طبقاً لباحثين من جامعة تل أبيب (Tel Aviv University) ومن معهد ماساشوستس للتكنولوجيا (Massachusetts Institute of Technology)، تقريباً حوالي نصف الأشخاص الذين تصفهم بالأصدقاء لا يتفق معهم هذا الوصف. سوء الفهم هذا ممكن ان يؤدي بالعديد من الأشخاص الى المبالغة في تقدير تأثيرهم بين أقرانهم وشكل العلاقة التعاونية معهم.

النفوذ او التأثير الاجتماعي لا يعني الحصول على اعجابات كثيرة لصورة توضع على الفيس بوك من جميع أصدقائك. كما أشار الى ذلك الباحثون في تلك الدراسة، انه القدرة على الاقناع للعب دور في أشياء مهمة كثيرة بدءاً من القيام بعمل جماعي في حركة او عمل سياسي حاشد، وانتهاءاً بالترويج لمنتوج.

عاملان مهمان يلعبان دوراً مهماً في النفوذ او التأثير الاجتماعي، التبادلية (المعاملة بالمثل) والتوجيه.

يقول الباحثون “يعتقد الافراد عادة ان علاقاتهم العاطفية تكون متبادلة افتراضاً”. بمعنى اخر، اذا اعتبرتك صديقاً لي، فبالتأكيد انت تفكر بنفس الشيء تجاهي. تلك الافتراضات تبدو خاطئة بنسبة تصل الى ٥٠٪‏ استناداً الى بيانات تم جمعها في دراسة شارك فيه حوالي ٦٠٠ طالب كلية.

في احد الاستطلاعات، مثلاً قام كل طالب بذكر تصوراته عن علاقاته بمشتركين اخرين ضمن مقياس متدرج من صفر الى ٥، حيث يمثل الصفر “انا لا اعرف هذا الشخص” وصولاً الى ” احد افضل أصدقائي”. ٩٥٪‏ من المشاركين اساؤوا في تقييم العلاقات كعلاقات صداقات متبادلة.

ايضاً قام الباحثون بإنشاء “خوارزمية الصداقة” والتي تتنبأ بالتبادلية اعتماداً على عدة عوامل، مثل العدد الكلي للأصدقاء وعدد الأصدقاء المشتركين بين شخصين.

التوجيه يرتبط بالتبادلية. الصداقات اما ان تكون تبادلية أي توفر المزيد من رأس المال الاجتماعي لكلا الطرفين او ان تكون خلاف ذلك وتوفر رأس المال الاجتماعي لجانب واحد فقط – احادية الجانب، وهي التي تكون كمية التأثير الممارس من الفرد بشكل كلي بإتجاه الصداقة. الشخص الذي يخطيء في تقدير الشخص الاخر كصديق يستجيب بسهولة اكثر للضغط الاجتماعي، بينما الاخر يميل لان يكون اكثر مقاومة.

ان الذي يجعل التبادلية مهمة في التأثير الاجتماعي هو الإحساس بالمديونية، طبقاً الى ” التأثير: العلم والممارسة” لروبرت سيلاديني. في تفسيره للمبادلة بالمثل، أشار سيلاديني الى تبادل الاستحسان، وهذا المفهوم يمكن تطبيقه على الصداقات. الفرد الذي يدرك بان الاخر صديقه فانه عادة يشعر بالمديونية  نحوه. اذا فقد هذا الشعور بالمديونية، كما هو الحال في العلاقات احادية الاتجاه، فان التعاون بين الطرفين سينتهي.

إذن في المرة القادمة اذا طلب منك صديق خدمة ما وانت لا ترغب القيام بها، أسئل نفسك : هل سيفعل ذلك الشخص نفس الشيء لي ؟ اذا كان الجواب لا، فان من المحتمل ان هذا الشخص ليس صديقاً لك.

المصدر:

http://news.discovery.com/human/psychology/best-friends-forever-dont-count-on-it-160509.htm