دراسة سلوك الجماعات المتطرفة في المواقع الاجتماعية . ان مراقبة مناصري ما يعرف بتنظيم الدولة او داعش في مواقع التواصل الاجتماعي وهم يشكلون الجماعات ربما يمنح فرصة كبيرة للتنبؤ بمكان هجومهم الإرهابي القادم، طبقاً لدراسة جديدة.

تلك التجمعات الافتراضية هي التي تقود نشاطات داعش على موقع التواصل الاجتماعي الروسي فيكونتاكت  VKontakte الشبيه بالفيس بوك، يقول الفيزيائي نيل جونسون وزملائه من جامعة ميامي إن هذا الموقع يستقطب حوالي ٣٥٠ مليون مشترك، ويسمح بتبادل الرسائل بين مشتركيه بعدة لغات مختلفة.

جونسون وفريقه طرحوا نموذج رياضي يُبين  ان المجاميع الداعمة لداعش عبر الإنترنيت تتكاثر ويزداد نشاطها قبل اي هجوم لذلك التنظيم بعدة ايام. هذا ماحدث فعلا في أيلول ٢٠١٤، حسب قول الباحثون. على سبيل المثال تكاثرت وازداد نشاط المجاميع الموالية لداعش على موقع VKontakte قبل يوم من اجتياح داعش لمدينة كوباني السورية.

أطلق الباحثون على تلك المجموعات التي تشكل عبر النت تلقائياً بالمجاميع. “تقترح الدراسة لمراقبة نشاطات داعش عبر النت، نحتاج الى التركيز على المجاميع بدلاً من التركيز على الافراد،” جونسون.

تلك المجاميع الموالية لداعش تتبادل المعلومات المتعلقة بتجنيد المقاتلين للقتال في سوريا وكيفية تجنب هجمات الطائرات المسيرة  على موقع التواصل VKnotakte.

هذا النموذج الرياضي المقترح من الباحثين يقترح على السلطات تعطيل عمل تلك المجاميع وهي في مراحل تشكيلها الاولى. ان تلك المجاميع الصغيرة تتسع بالتدريج عندما تترك دون مراقبة لتندمج ضمن تجمع اكبر بكثير يكون من الصعب تفكيكه بعد ذلك، تكهنات نموذج جونسون.

يقول عالم الحاسوب سبرهمانيان (V.S. Subrahmanian) “تلك هي اول دراسة جادة كبيرة تعتمد على البيانات توضح كيف يتطور الدعم عبر النت للمجاميع الإرهابية مثل داعش”. لكننا ننتظر لنرى اذا ما كان باستطاعت هذا النموذج التنبؤ بموعد ووقت الهجمات التي تقوم بها داعش، سبرهمانيان أضاف.

حدد جونسون وفريقه ١٩٦ مجموعة موالية لداعش، تتألف من ١٠٧٠٨٦ شخص، و أمتد عملها من ١/١ الى  ١٣/٨ في العام ٢٠١٥. وكالات استخبارات، قراصنة ومشرفين على الإنترنيت يعملون على تعطيل تلك المجموعات، لكن في موقع فيسبوك اكثر مما في VKONTAKTE.

تلك المجاميع تتكيف سريعاً لتنجو من تلك التهديدات عبر عدة طرق، طبقاً الباحثون. ١٥٪‏ منها تغير عناوينها الموجودة على مواقع التواصل؛ ٧٪‏ تتقلب بين حين وآخر  من عرض محتوياتها لجميع المستخدمين الموجودين على موقع التواصل الى عرض المحتويات فقط للأصدقاء من الموالين؛ ٤٪‏ منها تعمل وفق مبدأ التقمص والإستنساخ الرقمي. تلك المجاميع الموالية لداعش تكون عادة تحت تأثير هجمات مكثفة يقوم بها القراصنة واخرين اختاروا تقمص شخصياتهم للتأثير على أنصارهم كما يقول جونسون.

ان تقمص واستنساخ الصفحات الذي تقوم به تلك المجاميع يختفي ويعود، عادة ضمن فترة اسابيع مع اسماء جديدة وتقريباً ٦٠٪‏ من نفس المتابعين. المجاميع التي اختفت يبدوا انها تعيد تجميع نفسها دون اي اتجاه ويتم تنشيطها من قبل عضو واحد او عدد قليل من الأعضاء، جونسون. ان الأسماء الجديدة المستعملة في التقمص الرقمي تشابه عادة الأسماء الأصلية الى حد ما يكفي لإشعار الموالين لهم بذلك، ولا يكفي لملاحظة النظام الآلي ذلك حتى لا تصنف على انها مجاميع محتملة موالية للمتشددين، أشار لذلك جونسون.

يقول العلماء: كما هو الحال مع توقعات الهجمات الإرهابية المستندة على اتساع نشاطات تلك المجاميع الموالية لداعش، فان هذا النموذج الجديد يبدوا قادراً على تنبؤ حدوث الاحتجاجات الجماهيرية الحاشدة استناداً على الزيادة المفاجئة بإعداد المجاميع الداعمة لإحتجاج كهذا. هناك فرق: حيث أن التقمص والاستنساخ لم يظهر خلال الثلاث سنوات السابقة بين مجاميع الفيسبوك الداعية للاحتجاجات المدنية في البرازيل وعدد من دول امريكا اللاتينية، هذا ما وجده الباحثون. قد يكون السبب ان تلك المجاميع تواجه عادة ضغط اقل لاغلاق صفحاتها بالمقارنة مع المجاميع الموالية لداعش على VKNOTAKTE.

ان تحليل ودراسة جونسون لتشكيل المجاميع المتشددة عبر النت تعتبر خطوة متقدمة في هذا المجال، J.M. بيرگر أخصائي في تحليل الاٍرهاب من جامعة جورج واشنطن. لكن من المرجح ان عدد الأعضاء المتشددين لداعش اقل بكثير جداً من العدد الموجود في التحليل الجديد، أكد ذلك بيرگر. لقد بذلت جهود حقيقية لاغلاق العديد من الشبكات الإرهابية والتي قللت عدد داعمي داعش المستعملين  لوسائل التواصل الاجتماعي، بيرگر. ايضاً لقد وجد بيرگر وزملائه ان استعمال تويتر باللغة الانكليزية قد انخفض بشكل حاد من قبل مناصري داعش خلال السنتين السابقتين، والسبب هو تعطيل حساباتهم من قبل الموقع.

ويتوقع جونسون ان معظم أعضاء أعضاء تلك المجاميع هم في الأصل موالين مخلصين، نظراً لان تلك المجاميع كانت تزيح أولئك الذين يتبين عدم جديتهم  او المعادين لداعش.

يستعمل الارهابيون سلسلة من المواقع الاجتماعية او الرسائل حتى الوصول الى نهاياتها كما يقول سبرهمانيان. فكيف يعمل ذلك،  وإذا ما كانت تعمل تحت هيئات مختلفة من موقع لآخر، فإن هذا بحاجة الى دراسة.

 

المصدر:

https://www.sciencenews.org/article/monitoring-online-groups-offers-insight-isis-attacks