في الشرق الأوسط تُعد مناطق الفصل الديني إحدى أبرز السمات والعلامات الفارقة في المجتمعات، في بغداد هناك مناطق قديمة للمسيحيين واليهود مثل حي التوراة وعكد النصارى، في حلب هناك الميدان حيث يعيش الكثير من الارمن ومناطق اخرى للمسيحيين، بينما هناك قرى يعيش فيها المسيحيون في سهل نينوى في الموصل ومناطق أخرى داخل مدينة الموصل يُمكن ملاحظة نسبة أكبر للمسيحيين فيها، بينما في أربيل يتواجد المسيحيون في عينكاوه. وفي لبنان الأمثلة أكثر للمسلمين والدروز والمسيحيين بكنائسهم المختلفة. وكذلك الأمر ينعكس مع اليهود في الغرب وحتى تواجد المسلمين الحديث نسبياً في المانيا وبريطانيا ودول غربية اخرى صار يمتاز بهذا الطابع من التكتل في مناطق معينة. فما هي مخاطر هذا النوع من العيش؟

أفاد تقرير مشترك بين جامعة معهد ليفربول للدراسات الإيرلندية (University of Liverpool’s Institute of Irish Studies) و جامعة كوينز(Queen’s University) في بلفسات وجامعة نوتردام  (University of Notre Dame) في إندايانا، بأن هناك مخاطر بالنسبة للأطفال والشباب الذين يعيشون في مناطق العزل الديني عالية  المستوى. نُشر هذا التقرير في 25 مارس 2016.

المجتمعات المنفصلة في ايرلندا الشمالية هي تلك المناطق التي  يعيش فيها  ا مجموعات من الناس المنفصلة  قوميا والمشتركة حدوديا ضمن بلفاست وهي المناطق الأكثر ارتباطا بالعنف الطائفي والحرمان الأجتماعي.

التأثير السلبي

ركز الكاتب ضمن هذا التقرير على مجموعة من المخاطر التي واجهت الشباب والأطفال بسبب العنف والطائفيه  واللاطائفيه والكحول والمخدرات ومشاكل سلوكية أوسع.

حيث وجد أن الخطر وتجربة الألم والعنف ممكن أن تؤدي الى تأثير سلبي على التنمية والعاطفة والآفاق المستقبلية لكلا من الاطفال والشباب. أن هدف التقرير كان الحصول على تفهم أفضل لأنواع المخاطر التي يواجهها الشباب والأطفال في تطوير استجابتهم الملائمة من حيث مساعدتهم في التنمية الشخصية والمجتمعيه وفيما يتعلق بالصحة والعمل والتعليم والخوف والتعصب.

كشف التقرير أن العديد من حياة الشباب متأثرة سلبياً بمخاطر مرتبطة بالعنف بين المجتمعات والادمان على الكحول والمخدرات والمشاكل العائلية والأقصاء عبر الأجيال ومشاكل سلوكية في المدارس.

السلوك والموقف

وجد التقرير ايضا بأن هناك أرتباط بين اولئك الذين يعيشون في خطر بين سلوكياتهم ومواقفهم في علاقاتهم مع عوائلهم. حيث أن المزيد من الثقة و التفاعل في العلاقات الأسرية يعني أحتمالية أقل في الانخراط في سلوكيات محفوفة  بالمخاطر.

البروفيسور بيتر شيرلو (Peter Shirlow)  رئيس و مدير جامعة المعهد الأيرلندية للدراسات (University’s Institute of Irish Studies) يقول ” ما يشير اليه هذا البحث أن هناك ارتباطات بين العاطفة والعقل والسعادة، والانخراط في السلوكيات المعادية للمجتمع كالطائفية  والجريمة وغيرها.

كذلك لاحظنا أن أولئك الذين يرتبطون بسلوك طائفي يميلون الى تمييز الأشخاص فيما اذا كانوا كاثوليك او بروتستانت اكثر من الذين لايميلون إلى هكذا سلوك. كذلك الشباب والاطفال بشكل عام يجربون المرحله نفسها من العنف الطائفي ضد اولئك الذين ردات فعلهم مختلفة.أما واولئك الذين لديهم علاقات اسرية جيدة كانوا اقل عرضه للاستجابة لهذه التجربة.

“لذلك فأن مايثير الاهتمام هو من حيث الانخراط في السلوك المعادي للمجتمع أو الطائفي هو الرابط مع العقلية الصحيحة وتسوية مشاكل الشباب و العلاقات الأسرية بشكل حاسم . وهذا مايوحي من حيث معالجة قضايا  المخاطر التي تهدد المجتمعات لمساعدة الاسر على التعامل مع المخاطر والغضب وتكيف الشباب وقضايا الصحة النفسية والعقليه وهذا يشكل أنشقاق عن بقية الافكار التي تتعلق بسبل افضل لفهم معالجة الطائفية في مثل هذه المجتمعات.

تماسك الأسرة

كما لاحظ الدكتور كلاري دايور (Clare Dwyer) من كلية الحقوق جامعة ملكة بلفاست (Queen’s University Belfast): ” في الماضي كانت الصراعات بين ومع المجتمعات مرتبطة مع المذاهب وتجربة الاذى ودور المجموعات في تشكيل استجابة المجتمع الى العنف”.

وما وجد هنا هو الرابط بين الهويه والطائفيه والعنف المرتبط  بتماسك الأسر والعاطفة  ومستويات النفور من المخاطر. يقدم هذا البحث قاعدة جيدة لتطوير الأستجابات والقضاء على هذه المخاطر أو على الأقل التخلي عنها”.
المصدر :https://www.sciencedaily.com/releas…/2016/…/160325093706.htm
ترجمة : نورس حسن