اضطراب الافراط الجنسي قد يدرج ضمن التحديث لدليل التشخيص النفسي الامريكي لكن اولاً على العلماء أن يقوموا بتعريفه وعلماء جامعة كاليفورنيا لديهم بعض المقترحات.

تيكر وود (Tiger Woods) وتشارلي شين (Charlie Sheen) وغيرهم من المشاهير مع إعترافاتهم بالإدمان الجنسي على ميول جنسية عفيفة قد يكونون قريبا كحالات دراسة تشخيصية، إذ أظهر بحثٌ جديدٌ أن ادمان الجنس في الواقع اضطراب في الصحة العقلية  وهو أحد الحالات التي يمكن أن يتمَ تشخيصها بدقة وسهولة.

البحث بامكانه دعم الجهود المبذولة لتضمين الادمان الجنسي في الدليل التشخيصي النفسي للإضطرابات العقلية (DSM IV) والذي يحتوي على معايير لتشخيص اي حالة نفسية ابتداءً من مرض التوحد الى مرض انفصام الشخصية. الدليل يُخضع اولى مراجعاته الرئيسية لاكثر من عقد من الزمان ويحثُ نقاشاً حامياً حولَ الإضطرابات التي ينبغي او لا ينبغي ان تُضمن مع الدليل ومنها الادمان الجنسي.

لكن ما هو الادمان الجنسي بالضبط؟ الدراسة وفرت بعض التعاريف الريئسية. وانه يُدعى رسمياً ” الاضطراب الجنسي المفرط” (hypersexual disorder) و هو اكبر بكثير من الاستمتاع بالجنس. وفيما يلي بعض المعايير :   

  • نمط تكرار التخيلات الجنسية، الالحاح والسلوكيات قد تستمر لمدة ستة اشهر او اكثر والتي لا تتسبب أثر مشاكل اخرى مثل تعاطي المخدرات او ظرف صحي معين اخر او نوبات الهوس المرتبطة  بالاضطراب ثنائي القطب.
  • نمط النشاط الجنسي بالاستجابة لحالات المزاج المزعجة مثل الشعور بالكأبة او نمط اعادة استخدام الجنس كطريقة للتعامل مع الضغوطات.
  • النقص في القدرة على تقليل او ايقاف الممارسات الجنسية وايمان المريض بانها مشكلة.
  • كونها “محنة شخصية” تتسبب بسلوكيات مثل التداخل بالممارسة الجنسية مع العمل او العلاقات.

بينما انها تبدو عامة، فإن خبراء الصحة العقلية تمكنوا من استخدام هذه الاعراض المقترحة لتقسيم الناس بشكل دقيق الى مجموعتين: اولئك الذين لديهم مرض الادمان الجنسي واولئك الذين لا يعانون من المرض.

التمييز بين الاثنين مهم لان اظهر ان الناس من المحتمل ان يكونوا مخطئين بالتصنيف و بحسب روري ريد (Rory Reid) وهو باحث نفساني واستاذ مساعد في الطب النفسي في معهد سيميل لعلم الاعصاب وسلوك الانسان في جامعة كالفيورنيا (Semel Institute of Neuroscience and Human Behavior)، ليس هناك قياس لكمية الجنس والكثير من الجنس بلرغم من ان الدراسة التي اختبرت هذه المعايير ووجدت انه مرضى الادمان الجنسي لديهم 15 شريك في السنة كمعدل.

رايد قاد فريق البحث الذين جاءوا بهذه المعايير. اعضاء الفريق قابلوا 207 مريض في عيادات الصحة النفسية حول الولايات المتحدة واغلبيتهم كانوا من الذكور البيض حوالي 150 منهم كانوا يبحثون عن مساعدة في مشاكل الادمان الجنسي وحوالي 50 منهم يبحثون عن علاجات للاكتئاب والقلق. المعايير انفة الذكر نجحت في تأشير 88% من مرضى الافراط الجنسي او الادمان الجنسي حيث اصبح هؤلاء مفرطي الجنس بحسب الدراسة . في الجانب المقلوب 93% من المرضى الذين كانوا يبحثون عن مساعدة لاضطراباتهم لم يتوافقوا مع المعايير.

وهذا ليس تحولا عن الشائع، السلوك الاعتيادي – مثل المناظر الاباحية او الجنس المتكرر ليس بالضرورة اضطراباً. الناس الذين لديهم افراط جنسي  قالوا انهم لم يستطيعوا السيطرة على دوافعهم و حتى أنهم اضاعوا وظائفهم لعدم قدرتهم على الامتناع من الاباحية في العمل. من 207 مريض الذين فُحصوا 17% اضاعوا وظائفهم مرة واحدة على الاقل، 39% لديهم علاقات منتهية مع شريكاتهم و28% اصيبوا بعدوى منقولة جنسيا بحسب ما وجده الباحثون.

وصرح رايد “وليس فحسب أن الكثير من الناس ينالون مخاطراً جنسية من وقت لاخر او يستخدمون الجنس في مناسبات للتعامل مع الضغوطات او للهرب” “لكن لهؤلاء المرضى نمط ثابت يصعد حتى رغباتهم للجنس ويسيطر على اي جانب من حياتهم و هم يشعرون انهم عاجزين في جهودهم للتغير” . الدراسة ظهرت في مجلة الطب النفسي Journal of Sexual Medicine.