دراسة جديدة تكشف ان تطور اللغة عند الاطفال هي مهارة متعلمة، ومرتبطة بشكل معقد بقدرتهم على التعرف على الانماط في بيئتهم.
بواسطة دراسة قام بها باحثون من جامعة سيدني باستراليا والجامعة الوطنية الاسترالية، وجد ان الاطفال الذين لديهم القدرة على التعرف على الانماط في النشاطات غير اللفظية لديهم أيضاً معرفة افضل بقواعد اللغة.
حتى عندما تؤخذ عوامل اخرى كالذكاء والذاكرة بالاعتبار، فان النتائج ما تزال تشير الى ان مهارة تعلم الانماط مرتبطة بشكل وثيق بتطور اللغة.
لقرون مضت، جادل العلماء حول السبب في اكتساب بعض الاطفال للغة اسرع من غيرهم، والنقاش فيما اذا كانت اللغة مكتسبة ام فطرية.
الاستاذ المشارك ايفان كيد (evan kidd) من مركز التميز الاسترالي للبحوث حول دينماية اللغة (Australian Research Council Centre of Excellence for the Dynamics of Language) قال ان هذه النتئاج تعارض ما هو متعارف عليه من النظريات التقليدية حول اللغة، وحول أن قواعد اللغة لا يمكن ان تكون مُتعلمة.
يقول كيد: “لفترة طويلة ظَنَّ الناس أَن قواعِدَ اللغة هي نوع من انواع الانظمة المعرفية لدى الانسان، مثل صندوق داخل ادمغتنا وقد ولدنا به، لكن دراستنا كشفت ان اللغة هي مهارة متعلمة، مما يفسر لماذا يكتسبها بعض الناس اسرع من غيرهم”.
“هذه النتائج مثيرة لانها وعلى المدى الطويل بامكانها ان تساعدنا في تطوير استراتيجيات لمساعدة الاطفال الذين لم يطوروا اللغة بالشكل الطبيعي”.
نشر في الدراسة، انها قيمت 68 طفلا اعمارهم بين السادسة والثامنة بإستخدام اختبارين حاسمين منفصلين، احدهما يتعلق بمعرفة القواعد اللغوية، والاخر عبارة عن مهمة تقيس قدرتهم على تمييز الانماط المرئية (حيث لم يكن على الاطفال ان يكونوا قد تعلموا شيئا)، والطور الثالث عبارة عن اختبار مفاجئ.
كان هُناك علاقةٌ قويةٌ بين اولئك القادرين على التعرف على الانماط فيما يبدو لسلسلة بسيطة من الصور الكاريكاتورية لكائنات فضائية متتابعة على الكمبيوتر، والاداء الممتاز في اختبار قواعد اللغة.
عالم النفس اللغوي المشارك الاستاذ جوين ارسيولي (Joanne Arciuli) من جامعة سيدني وكاتب مشارك في الدراسة التي اجريت وزميل مستقبلي في مركز البحث الاسترالي قال: “أن البحث يرينا أن الاطفال لديهم قدرة فائقة على التعلم من دون استخدام ادراكهم او وعيهم، وإن الدراسة تخبرنا أنه يبدو وكأن لدينا الكثير من علماء الاحصاء الصغار يتجولون حولنا. بشكل مجهول حتى على الاطفال انفسهم، تقوم ادمغتهم بشكل دائم بحساب هذه الانماط او الاحصائيات – على سبيل المثال اي كلمة تظهر بعد الاخرى عادة، والسياقات المختلفة التي تستعمل فيها هذه الكلمات. قدرتهم على تمييز الانماط مرتببطة بشكل كبير بكيفية تعلم استخدام اللغة باشكالها المتعددة”.
اعتمادا على هذه النتائج، الباحثون مولوا من قبل المركز الاسترالي للبحث ليقوموا بدراسة لمدة ثلاثة سنوات لتقصي الاليات المعرفية المكونة لتطور اللغة عند الاطفال.
حالياً، يقومون بجلب الاطفال من ذوي عمر الخمس سنوات، وهي أول دراسة مطولة للبحث حول كيف يمكن أن تكون عملية تمييز الانماط مرتبطة بتعلم الطفل لقواعد اللغة، احد اهم جوانب اكتساب اللغة.
“هذا البحث بالغ الاهمية، حيث يبين أن تطور اللغة والقدرة على التواصل مرتبطٌ بشكلٍ وَثيق بالمحصلات الايجابية في الحياة، متضمنة الانجازات الاكاديمية، الوظيفة والسلامة العقلية” كما يقول الاستاذ المشارك ارسيلوي.
المصدر: https://www.sciencedaily.com/releases/2016/05/160505222938.htm