بعض البالغين يتعلمون لغةً ثانيةً بشكلٍ أفضل من الاخرين وسِرهم قد يكون في الايقاعات في نشاط ادمغتهم أو نمط النشاط الدماغي. اكتشافٌ جديد بواسطة العلماء في جامعة واشنطن وجدوا فيه أن قياس خمسة دقائق من أنشطة استراحة الدماغ تتنبأ بمدى سرعة تعلم البالغين للغة ثانية.
الدراسة نشرت في عدد حزيران-تموز من مجلة الدماغ واللغة Brain and Language وهي الاولى لاستخدام نمط من ايقاعات الدماغ أو نمط النشاط الدماغي في حالة الاستراحة للتنبأ بنسبة تعلم اللغة التالية.
وصرح المؤلف الرئيسي جانتل بارت (Chantel Prat) وباحث كلية في معهد التعلم وعلوم الدماغ و استاذ مساعد في علم النفس في جامعة يو دبليو “وجدنا أن مميزات عقل الشخص في الاستراحة تنبئ بـ 60% من التغيرات في قدراته لتعلم لغة ثانية في فترة البلوغ”.
في بداية التجربة كان هناك 19 متطوع بعمر من 18 الى 31 سنة ليس لديهم اي خبرة في تعلم اللغة الفرنسية جلسوا لخمس دقائق وعيونهم مغلقة بينما يرتدون جهاز الرسم الكهربائي للدماغ EEG. الجهاز يقيس الانماط التي تحدث طبيعيا في نشاط الدماغ.
المشاركون جاؤوا للمختبر مرتين في الاسبوع لمدة 8 اسابيع لاخذ دروس اللغة الفرنسية التي توصل اليهم من خلال غمرهم في برنامج كمبيوتر للواقع الأفتراضي. دائرة البحث البحري الامريكية كانت هي التي مولت الدراسة الحالية وايضا مولت برامج التدريب لتطوير اللغة.
وسمي البرنامج بنظام التدريب الثقافي واللغة التشغيلية (OLCTS) ويهدف لحصول العسكريين على المهارات والاتقان العملي للغة اجنبية في 20 ساعة من التدريب. والبرنامج ذاتي يقود المستخدمين من خلال سلسة من المشاهد والقصص. وعنصر الادراك الصوتي يمكن المستخدمين لفحص تلفظهم.
ولضمان أن المشتركين سيوجهون اهتماهم فقد استخدم الباحثون اختباراتٍ دوريةٍ تتطلبُ حداً أدنى من الدرجات قبل الشروع بالدرس الاخر. الاختبارات القصيرة تعطي ايضا قياساً لمدى سرعة حركة اي مشارك خلال المنهج.
وفي نهاية برنامج الثمانية اسابيع، المشاركين اكملوا اختبار الكفاءة وتغطيته مع ذلك وأنهوا عدة دروس. اسرع شخص تعلم بضعف السرعة لكنه كان فقط كأفضل المتعلمين البطيئين للغة.
التسجيلات من جهاز EEG اوضحت أن نمط النشاط الدماغي المتعلق بعمليات اللغة ارتبط بقوة بنسبة المشاركين في التعلم.
لذلك ينبغي للناس الذين لايملكون هذه الميول الحيوية أن لا يحاولوا تعلم لغة جديدة؟ برات صرحت “كلا، ولسببين اولا، نتائجنا اظهرت ان 60% من المتغيرات في تعلم اللغة الثانية مرتبط بنمط النشاط الدماغي وذلك يترك العديد من الفرص لتغيرات مهمة مثل الطفرات للتاثير على التعلم . ثانيا ، من الممكن تغيير نشاط حالة استراحة الدماغ باستخدام تدريب التغذية الراجعة للاعصاب (neurofeedback training)” وهو شيء هي تدرسه الان في مختبرها. التغذية العصبية الراجعة هي شكل من حمية تدريب للدماغ يستطيع الاشخاص تقوية انماط نشاط الدماغ التي ترتبط بتحسين القدرات الادراكية بواسطته.
وصرحت برات “نحن نتطلع لخصائص من عمل الدماغ ذات صلة بجعله مستعدا للتعلم بشكل افضل وهدفنا استخدام هذا البحث في دمجه مع التقنيات مثل تدريب التغذية العصبية الراجعة لمساعدة اي شخص للعمل بشكل احسن”.
وفي النهاية تدريب التغذية العصبية الراجعة باستطاعته مساعدة الناس الذين يريدون تعلم لغة ثانية مع وجود نقص في انماط الدماغ المرغوبة. وهم يرغبون بعمل تمارين تدريب الدماغ اولا وثم عمل برنامج اللغة.
وصرحت برات “بواسطة دراسة الاختلاف بين الافراد في الدماغ، ومعرفتنا للمعوقات الرئيسية في التعلم ومعالجة المعلومات في امل الحصول على طرق متطورة للتحسين تعليم اللغة و اخيرا التعلم بشكل اكثر عموماً”

Journal Reference:
Chantel S. Prat, Brianna L. Yamasaki, Reina A. Kluender, Andrea Stocco.Resting-state qEEG predicts rate of second language learning in adults. Brain and Language, 2016; 157-158: 44 DOI:10.1016/j.bandl.2016.04.007

المصدر:https://www.sciencedaily.com/releases/2016/05/160510134304.htm