إكتساب اللغة في بحث Now-or-Never Bottleneck لجامعة كورنيل : في حياتنا نتعرض للكثير من المدخلات اللغوية، لكن عقولنا غير قادرة على تذكر السلسلة الطويلة من المفاهيم  اللغوية. فكيف لدماغ هنا ان يفسر ذلك الطوفان المستمر من الاصوات؟

في ورقة بحثية جديدة في علوم السلوك  والدماغ، اطلق عليها عنق الزجاجة الحالي المطلق (The Now-or-Never Bottleneck) حول القيود الاساسية في اللغة. يناقش استاذا علم النفس في جامعة كورنيل مورتن كريستانسن (Morten Christiansen) ونيك تشات (Nick Chater) من جامعة وارويك المملكة المتحدة (University of Warwick) المعالجة اللغوية، تكوينها وإكتسابها وتطورها، بالاضافة الى هيكلية اللغة نفسها. وكلها تشكلت بشكل واسع من خلال البحث الذي اطلقوا عليه عنق الزجاجة المطلق الحالي: القيود الرئيسية  في الذاكرة الحسية والإدراكية، وهم يقترحون ان نظاماً لمعالجة اللغة في الدماغ يقهر هذه العقبة عن طريق معالجة المدخلات اللغوية فوراً قبل ان يتم طمسها من قبل المدخلات الاخرى وفقدانها الى الابد.

يقول المؤلفان ان الدماغ يفعل ذالك بواسطة التدريج المتصاعد “تجزئة المدخلات”. المادة اللغوية  في تسلسلها عبارة عن بنيان هرمي ملخص  من مواد مدخلة متصاعدة من وحدات صوتية إلى مقاطع لفظية ثم كلمات ثم جمل. وعندما نتكلم، فإن سلسلة العمليات المجزئة يتم عكسها وتجميعها.

يقول كريستيانسن  وتشاتر ان تلك المعالجة لا تختص باللغة فقط. وانما تنبع من المبادئ العامة لمعالجة الادراك الحركي  والذاكرة ( perceptuo-motor processing and memory) حيث أظهرت الدراسات ان الكثير من المعلومات الصوتية تُفقد بعد 50 ملي ثانية، بالإضافة الى أن التتبع السمعي يذهب بعد 100 ملي ثانية. وعلى  نحوٍ مماثلٍ  وذو صلةٍ بلغة الإشارة يُمكننا الاحتفاظ بالمعلومات الصورية بعد 60 الى 70 ميلي ثانية أما اذا لم يتم معالجة المعلومات الصورية فسيتم استبدالها بسرعة أو يحصل تداخل مع مدخلات جديدة.

يحوي ذلك مضموناً قوياً حول إكتساب اللغة. لأنها الوحيدة التي توضح كيفية معالجة اللغة في الوقت الحالي. إذا ما لم يتم تقسيم المدخلات اللغوية بشكل صحيح، فأنها ستفقد ولا يمكن تكوين اسس للتعلم اللاحق.

يطلب بحث جامعة كورنيل أن يُنظر الى اكتساب اللغة كنوع من انواع تعلم المهارات، كتعلم السياقة، الممارسة على الكمان،  او تعلم الشطرنج.

يشرح كُتاب البحث ان هذا التعلم هو محلي بطبيعته، الآن المعلومات متاحة لفترة زمنية محدودة فقط  وهذا يفرض على النظام اللغوي نشر جميع المعلومات اللغوية المتاحة عبر مستويات متعددة  من التصوير لتمثيل ضمان التعامل مع  اللغة المحلية  بشكل صحيح من المرة الاولى. اذا ما كانت  واحدة من المدخلات الاصلية قد فُقدت. فليس هنالك وسيلة يملكها نظام اللغة لإسترداده  يطلقون على هذه   تجزئة   وعبور (“chunk-and-pass”).  في هذا النظام، يعتبرون البنية النحوية  هي تأريخ اساس عمليات المعالجة اللغوية للفرد المتكلم والمستمع.

يفترض كرستيانسن وتشاتر ان العمليات الكثيرة  قصيرة الاجل المحلية في مجمع اللغة  تؤدي الى التطور اللغوي على المدى البعيد.

تنجو اللغة عندما تكون سهلة الانتاج والفهم. من منظور لغوي كنظام متطور، معالجة  اللغة في جدول زمني قصير  يترتب عليه اثار لفترات زمنية اطول لكتساب اللغة وتطورها.

المصدر: https://www.sciencedaily.com/releases/2016/06/160610140815.htm