الشواهد (القصص والحكايات التي تروى لتدعيم الادعاء) ليست علما. وإذا لم يكن لدينا دليل فإن عشرة شواهد ليست أفضل من شاهد واحد. ولن تكون مئات الشواهد أفضل من عشرة شواهد لو غاب الدليل المادي والبرهان الملوس.

هذه الحكايات  “ يرويها الانسان وهو غير معصوم من الخطأ. وربما كان المزارع بوب ( يدعي هذا المزارع في امريكا بانه تم خطفه من قبل كائنات فضائية  )  ليس عرضة للوهم إذ هو أمين لن يتردد على الكنيسة وهو رب اسرة  لا يقرا ولا يكتب   ولكننا سنحتاج إلى دليل مادي لكي نصدق حكايته عن عملية الهبوط والخطف التي قامت بها كائنات ومركبة غريبة في شارع  مهجور الساعة الثالثة صباحا.

كثير من الادعاءات الطبية هي من هذا النوع. إن قصة شفاء العمة ماري من السرطان لمشاهدتها أفلام الاخوة ماركس أو لانها أكلت قطعة من كبد ديك مخصي، هي قصة لا معنى لها. وربما كان السرطان مر بمرحلة تراجع وهي ظاهرة تمر بها بعض أنواع السرطانات وربما كان التشخيص خاطئا .. أو .. أو ..

  ما نحتاجه هو تجارب محكمة وليس شواهد وحكايات. ولنقوم بذلك نأخذ مثل، 100 مصاب بالسرطان تم فحصهم طبيا بعناية. ثم نأخذ 25 منهم في مجموعة ليشاهدوا أفلام الاخوة ماركس و 25 آخرين ليشاهدوا أفلام ألفريد هيتشكوك  و25 اخرين يشاهدون اخبار و25 لا يشاهدون اي شيء  وإذا عرفنا االمعدل المتعارف عليه لتراجع هذا السرطان، نقوم  بتحليل البيانات إحصائيا أ لنعرف  الفروقات الدقيقة بين مجموعة الاختبار هذه   واذا وجدنا  فرقا احصائيا واضحا  فمن الافضل ان نؤكد النتيجة بعرضها على علماء اخرين  يجرون تجربتهم الخاصة  قبل ان نقول بعمل مؤتمر صحفي لنعلن فيه شفاء مرض السرطان 

من كتاب  لماذا يؤمن الناس بالاشياء الغريبة لمايكل شيرمر