الكاتب:- ستيفن نوفيلا  (من موقع sciencebasedmedicine.com) من الجيد أن نرى العلماء في معظم الاختصاصات يركزون على كشف الخرافات في اختصاصهم، وتصحيح أفكار الناس عنها. وخصوصاً أولئك المختصين في الطب، لأن الخرافات في هذا المجال تكون مرتبطة بشكل مباشر مع صحة الأفراد.

في السنوات الأخيرة، ازدادت مشاكل النوم بشكل واضح، والتي تكون مرتبطة بعدد من الحالات المرضية الأخرى.  أصبح سؤال المرضى عن أوضاع نومهم أمرا مهماً هذه الأيام، ومن المؤسف أن كثيراً من المرضى لا يعتقدون أن هناك صلة بين حالتهم الطبية او النفسية ومشاكل النوم لديهم. اعتمادا على خبرتي، فإن أغلبية المرضى لا يتكلمون عن مشاكل نومهم بصورة طوعية مالم يسأل الطبيب عن ذلك. أم عند توجيه السؤال مباشرة إليهم، فإنهم يتحدثون كيف أن نومهم فظيع وكيف أنه يزيد حالتهم سوءاً.

إن أولى الخرافات التي سوف نناقشها تقول “أن معظم البالغين لا يحتاجون إلا إلى خمسة ساعات أو أقل من النوم” هذا أمر مهم لأن بعض الأشخاص لا يحصلون إلا على 3-5 ساعات نوم ليلاً  ولا يعتبرون ذلك مشكلة مهمة، يعتقد بعضهم أنه يمكنهم تعويض ذلك بأخذ قيلولة خلال اليوم، أو النوم في عطلة نهاية الأسبوع. الأعمال الكثيرة ورعاية الأطفال لا تسمح لمعظم الأشخاص بالنوم بصورة كافية.

في الحقيقة فإن قلة النوم أصبح اليوم من أكبر المشكلات التي تواجهنا. في بعض الأحيان يصبح قلة النوم أمرا مزمناً بحيث أن النوم لساعات قليلة أصبح روتين اعتيادي عند بعض الأشخاص، وهم يشكون كذلك من أعراض قلة النوم ( النسيان، التشنجات، وزيادة الوزن)

كل شخص يحتاج بصورة طبيعية على الأقل إلى 7 ساعات نوم متواصلة بدون أن تقطع أو تقسم خلال اليوم. كذلك فإن وقت النوم يجب أن يكون ثابت للمحافظة على تنظيم ساعتنا البيولوجية.

من أهم التوصيات لتحقيق ذلك، أبعاد الأجهزة الإلكترونية عن مكان النوم، الإضاءة المنخفضة قبل النوم بقليل لتهيئة العقل للنوم، تجنب الأكل قبل الذهاب إلى السرير.

ولكن ماذا إذا لم تستطع الحصول على 7 ساعات نوم؟ هل يمكن تعويضها بأخذ القيلولة؟  في الحقيقة فإن الغفوة خلال النوم يمكن أن تعوض بعض الشيء ولكنها تتداخل مع دورة النوم الطبيعية مؤدية إلى تغييرها. وكذلك ينطبق نفس الشيء على النوم الطويل في عطل نهاية الأسبوع.

الخرافة الثانية تقول ان شرب القليل من الكحول يمكن أن يساعد على النوم بسرعة بينما الأمر عكس ذلك تماماً، فالكحول يؤدي إلى تغير دورة النوم، وبالتالي فهو يؤدي إلى نوم غير منتظم.

أما بالنسبة للكافيين، فالاعتقاد الخاطئ يقول إن استهلاك الكافيين في وقت بعيد عن وقت النوم لا يؤثر على النوم الطبيعي. ولكن الحقيقة أن شرب الكافيين قبل النوم بـ 6 ساعات يؤدي إلى تأخر وقت النوم.

كذلك يركز المقال  على مشكلة الشخير، حيث يعتقد معظم الناس أنها مشكلة وقتية وليست دائمة. في الغالب فهي وقتية، ولكن في بعض الحالات قد تكون أحد أعراض حالة انقطاع النفس الانسدادي النومي (OSA) والتي تعني انسداد المجرى التنفسي نتيجة استرخاء العضلات. تشير العديد من الأدلة إلى ترابط بين OSA وبين  السمنة. حيث تمثل السمنة السبب الرئيسي لانسداد المجرى التنفسي.

تعتبر OSA مشكلة صحية خطيرة حيث تؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب والجلطات. ولا يلاحظ أغلب المرضى أو مرافقيهم أنهم مصابون بـ OSA فيعتقدون أن الأمر شخير عادي.  ينهض المرضى بعد النوم متعبين وكأنهم لم يناموا ابداً وتظهر عليهم أعراض قلة النوم. يتم معالجة حالة OSA في معظم الأحيان، باستخدام جهاز الضغط الإيجابي المستمر (CPAP) لحفظ مجرى التنفس مفتوح أثناء النوم. العلاج الثاني يكون عن طريق الجراحة لتوسيع المجرى التنفسي.

بأعتقادي أن أكثر الخرافات الخطرة هي الاعتقاد أن قلة النوم ليست حالة مرضية. فمن المحتمل أن يكون هناك حالة مرضية خطرة تسبب قلة النوم مثل OSA أو تململ الساقين ( اضطراب في الجهاز العصبي يؤدي إلى تحريك الساقين أثناء النوم) في أحيان أخرى قد تكون الأدوية هي السبب، وهنا يجب أن ينبه الطبيب مريضه بذلك.

لذلك إذا كان لديك قلة نوم، فإن الخطوة الأولى هي عدم تصديق خرافات النوم. ثم تبني عادات نوم جيدة. إذا لم ينجح ذلك، فيجب ان تستشير المختص حول ما يجب أن تكون عليه عاداتك في النوم، أما إذا كان لديك أي أعراض تتعلق بالشخير الشديد، فعلیك أيضاً أن تستشير الطبيب.

المصدر

Steven Novella, Debunking Sleep Myths, April 17, 2019, sciencebasedmedicine.org