ترجمة: المجتبى الوائلي

______________

 

المحيط الذي أبحرت فيه سفينة تايتانك قبل حوالي 100 سنة كان مختلف جدا عن المحيط الذي نتمتع بالسباحة فيه اليوم. الاحتباس الحراري و زيادة درجات حرارة المحيطات و أضرار الشبكات الغذائية البحرية.النتروجين المعاد من الأسمدة هو الذي يسبب المناطق الميتة في السواحل.فريق بحث بقيادة ماكجيل اكمل الآن اول دراسةعالمية للتغيرات التي حدثت في عنصر أساسي في كيمياء المحيط,دورة النايتروجين,في نهاية العصر الجليدي الأخير.نتائج دراستهم قد أكدت أن المحيطات جيدة في تحقيق التوازن بالنسبة لدورة النايتروجين على النطاق العالمي.و لكن البيانات تظهر أيضا أن عملها بطيء و قد يستغرق عدة قرون,او حتى آلاف السنين مما يثير المخاوف حول الآثار المترتبة على حجم و سرعة التغيرات الجارية في المحيط.

“للمرة الأولى يمكننا تحديد كيفية أستجابة المحيطات لأبطاء,الأحترار المناخي الطبيعي كما خرج العالم من العصر الجليديالأخير”,كما يقول البروفيسور ايريك غالبريت من جامعة ماكجيل قسم علوم الأرض و المحيطات,الذي قاد الدراسة.و أضاف”ما هو واضح هو أن هناك حساسية مناخية قوية في دورة النايتروجين في المحيط”.

دورة النايتروجين هي عنصر أساسي لعملية التمثيل الغذائي في محيطات العالم. مثل البروتينات التي تعتبر أساسية لصحة الأنسان,النايتروجين ايضا ذو أهمية كبيرة بالنسبة لصحة المحيطات.و تماما كما تنفذ البروتينات عن طريق الدم و توزع في جسم الأنساس,يحفظ النايتروجين في المحيط بصورةمتوازنة عن طريق بكتيريا بحرية من خلال دورة معقدة للحفاظ على صحة المحيطات.العوالق النباتية(كائنات مجهرية في قاعدة السلسلة الغذائية) تصلح النايتروجين في المياه السطحية المضاءة بأشعة الشمس,في المحيط. و بعد موتها و غرقها,يتم التخلص من النايتروجين (بعملية تعرف بأسم’نزع النايتروجين’) في الظلام.الجيوب الفقيرة للأوكسجين في الأعماق.

و بأستخدام الرواسب التي تم جمعهامن قاع المحيط في مناطق مختلفة من العالم,كان الباحثون قادرون على تأكيد أن ما بدأ ذوبان الصفائح الجليدية و أرتفاع درجة حرارة المناخ يصل الى نهاية العصر الجليدي الأخير,قبل 18000 سنة,دورة النايتروجين بدأت بالتعجيل.و المحيط كان قد أستقر من جديد و أصبح أكثر دفئا,و دورة النايتروجين الكلية اصبحت تجري بصورة أسرع,قبل حوالي 8000 سنة مضت.ونظرا للمعدل الحالي للتغيرات الدراماتيكية في دورة نيتروجين المحيط, الباحثون ليسوا متأكدين كم من الوقت سيستغرق للنظم الإيكولوجية البحرية على التكيف.

“نعمل على تغيير هذا الكوكب بطرق نحن لسنا على علم بها حتى”، ويقول غالبريث. “كنت لا أعتقد أن طرح ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي من شأنه أن يغير كمية النيتروجين المتوفرة لصيد السمك في المحيط، ولكنه بشكل واضح. ومن المهم أن تدرك مدى ترابط كل شيء.”

وقد تم تمويل هذا البحث من قبل: المعهد الكندي للأبحاث المتقدمة (CIFAR) من خلال برنامج تطوير نظام الأرض.

المصدر:

http://www.sciencedaily.com/releases/2013/06/130614111606.htm