تورد تجارب اليقظة أو الوعي (من تعاليم بوذا) لغرض تحسين الصحة الذهنية نتائجا ايجابية بشكل انتقائي. ولكن يوجد القليل من الاعتقاد المتزايد بشأن اليقظة، ومن المراوغة (التشويه) كيف يقدم الباحثين دراستهم للتقنية.

حلل الباحثون في جامعة ماك جيل (McGill University) في كندا (124) تجربة منشورة حول اليقظة كعلاج للأمراض النفسية ووجدوا ان العلماء اوردوا نتائج ايجابية (60%) اكثر من المرجح احصائيا. وقام الفريق بفحص (21) تجربة اخرى سُجلت مع قواعد البيانات مثل (ClinicalTrials.gov)، من هذه، وكانت (62%) منها غير منشورة بعد (30) شهرا من الانتهاء منها. تلمح الحقائق – المذكورة في PLoS ONE  في الثامن من نيسان – ان النتائج السلبية لم تنشر!.

اليقظة هي تجربة ادراك الافكار والمشاعر دون الحكم بأنها جيدة او سيئة. تتضمن علاجات الصحة النفسية التي تركز على هذه الطريقة تقليل التوتر المبني على اساس اليقظة – برنامج مستند على مجموعة 8 اسابيع ويتضمن اليوغا و التأمل اليومي – والعلاج الادراكي المستند على اليقظة.

بحسب كريستوفر فيرغسون (Christopher Ferguson)، الاختصاصي بعلم النفس في جامعة ستايتون (Stetson University)، فلوريدا فإن هناك تحيزاً في نشر الدراسات التي تجد ان هذه التقنية لتكون فعالة؛ تحجب معلومات هامة حول الصحة العقلية عن الاطباء والمرضى. ” اعتقد ان هذه معلومات مهمة جداً، سنستثمر الكثير من رؤوس الاموال الاجتماعية والمالية في هذه المسألة، و يمكن للكثير من ذلك ان يكون بغير محله ما لم نكن نمتلك بيانات جيدة”.

الدراسات حول اليقظة والإنحياز في النشر

على مدى 124 تجربة، احصى الباحثون احتمالية انه يمكن لتجربة بحجم عينة معينة اكتشاف النتائج المذكورة. تتأثر التجارب ذات احجام العينات الاصغر بالفرصة اكثر، ومن ثم فهي اسوء بالكشف عن النتائج الايجابية المهمة احصائيا. تقترح حسابات العلماء ان 66 من اصل 124 تجربة قد يكون لها نتائج ايجابية.  بينما  وُجد ان 108 تجربة تملك نتائج ايجابية. ولم تحدد تجربة من ال21 المسجلة بشكل كافٍ اي من المتغيرات التي تعقبتها ستكون الاساسية والمستخدمة لغرض تقييم النجاح.

لايقترح هذا بالضرورة انه ولا واحدة من معالجات اليقظة تعمل، كما تقول دراسة شارك بتأليفها بيرت ثوماس، اخصائي بعلم النفس في ماك هيل و في المستشفى اليهودي العام في مونتريال. يقول “لا اشك بمساعدة اليقظة للكثيرين من الناس” و “لستُ ضد اليقظة. اعتقد اننا نحتاج امتلاك دليل منقول (مذكور) بصدق و بشكل كامل لغرض معرفة من تفيد اليقظة والى اي حد”. ستعتبر التجارب بأحجام عينات اكبر – وبالتالي قدرة احصائية اكبر – تحسنا. في فرق تحليل ماكغيل، لم تظهر التجارب ال30 ذات القدرة الاحصائية العظمى افراط في الابلاغ عن النتائج الايجابية.

التحيز نحو ذكر النتائج الايجابية متعارف عليه في بحوث الصحة العقلية و النفسية و الطبية كما يقول فيرغسون. مثال على ذلك، نظرية افناء الذات (استنفاد الانا) المشاعة على نطاق واسع – حيث يملك الناس ضبطاً محدوداً للنفس في القرارات – فشلت مؤخرا في الصمود امام تجربة تكرار كبيرة. “اوردت الكثير من هذه الاشياء على انها حقيقية، فهي في احاديث TEDx” كما يقول ” نرى الان، عندما ننظر الى الاشياء عن كثبٍ اكثر بكثير، لقد كنا نوعا ما نتحدث بهراء للناس لمدة عقد”.

فهو يؤيد الدراسات التي فيها تراجع المجلة الدراسة و تقبلها – بضمنها النتائج و التي ستقيسها – قبل بدء جمع البيانات. بهذه الطريقة تنشر المجلة نتائج التجربة بغض النظر عن كونها ايجابية او سلبية.

دون اتفاق من هذا النوع، من المحتمل ان تنشر المجلات (الجرائد) النتائج الايجابية فقط و يحتاج العلماء ابحاثا منشروة للحصول على نواتج و ضمان الحيازة. يخلق هذا حافزاً ضالاً  والذي لا معنى له من حيثية المسؤولية. يقول ثوماس ” لنظام الرعاية الصحية، وبنفس القدر من الاهمية، معرفة مالذي لا يعمل”

 

المصدر:

http://www.nature.com/news/power-of-positive-thinking-skews-mindfulness-studies-1.19776