تقول الأسطورة أن رجلاً يتكلم الفرنسية عثر عليه في مطار باليابان في الخمسينات وتحديداً عام 1954، الرجل كان متجهاً لشرطة فحص جوازات السفر اليابانيين وهناك حدثت المفاجأة المزعومة، حيث ان الرجل قال أنه من دولة تدعى تاورد، وقد يأس ضباط الجوازات من معرفة هذه الدولة فأشار لهم على الخارطة في موضع أندورا وهي دولة صغيرة تقع بين اسباني وفرنسا. تتنوع الروايات بعد ذلك حول اختفاء الرجل فتارة يقال أنه ذهب الى الفندق في المطار واختفى وفي موقع آخر يقال أنه اختفى فحسب. وتنتهي القصة لتأتي تفسيرات غير منطقية ولا تمت للعلم بصلة فيقولون إن هذا الشخص مسافر عبر العوالم الموازية.

أول ملاحظة لدينا حول هذه القصة هو أنه ليس لها مصدر رسمي، توحي رواية القصة أنها مثبتة من جهاز رسمي بالغ الدقة وهو سلطات المطار في اليابان، غير أن هذا ليس صحيحاً فليس هناك أي مصدر رسمي أو توثيق للقصة ولا يوجد شيء كهذا لدى اليابانيين. يتم تداول صورة مصنوعة بالفوتوشوب لجواز سفر من تاوريد أيضاً لإعطاء القصة المزيد من الصلاحية، وهذا أيضاً غير صحيح فالصورة مؤلفة حديثاً ولا تعود لسنة 1954، ولا تفترض الإشاعة من الأساس وجود صورة.

الأمر الثاني هو التنوع الكبير في الروايات عبر الانترنت، فهناك من يرويها على أنها حدثت عام 2005 ونحن نعلم أنها لو حدثت في 2005 لقامت الدنيا ولم تقعد لتوافر الأضواء الإعلامية أكثر من أي وقت مضى من تاريخ البشر على الأرض. لكن معظم الروايات الأخرى تذكر أنها حدثت في الخمسينات وفي عام 1954. المطار أيضاً يختلف ففي كل مرة يذكر في القصة مطار مختلف. وهكذا فإن تفاصيل اختفاء الرجل تختلف أيضاً وتفاصيل حواره مع الشرطة في إرشادهم لتفاصيل زيارته ولبلده. يدل هذا ببساطة على عدم وجود قصة أصلية وقد لاحظنا ذلك بعدم وجود أي رواية رسمية يعتد بها حول الأمر.

السيناريو المحتمل يذكره أحد الأشخاص في موقع كورا، حيث يقول أن الأمر قد يكون سوء فهم لشخص يقول أنه من بلد أندورا وبالفرنسية (terre d’Andorra) والتي ستلفظ “تير داندورا”، ولربما ركز الشرطة على “تير د” فتحولت بلفظهم الياباني إلى “تاوريد” او هكذا فهمت. نضيف لتفسير هذا الشخص، أن الأمر قد يكون بدأ بقصة اعتيادية حول سوء فهم يحدث بشكل يومي في المطار وبقصة نقلها أحد الشرطة الذين ظنوا أن الدولة غير موجودة في البداية ثم تحرفت القصة مع النقل وتحولت إلى هذا الشكل بعد أن وصلت الى مهووسي الغرائب.

عندما نفكر بالعوالم الموازية والسفر بينها ألا يفترض أن نرى اشياءاً أخرى مختلفة؟ اللغة مثلاً والملابس وحتى اشكال البشر، لكن أن يتكلم الشخص الفرنسية ويشير لأندورا ولا يوجد أي شيء غريب في ملابسه أو أي تفاصيل أخرى. ثم لماذا سيهبط هذا الشخص في المطار حيث تكثر القصص المشابهة بين الشرطة والناس وتكثر حالات سوء الفهم في اللغة. 

هناك اشاعات مشابهة لجوفر فورين الهندي الذي عثر عليه في المانيا وكان يتكلم المانية سيئة، من الواضح أن اسمه جعفر وان اسمه الثاني لفظ بشكل خاطئ وانه يعيش أصلا في المانيا لفترة محددة بحيث تعلم الألمانية ولا يوجد أي سبب يجعل القصة تُفسر بأنه مسافر عبر الزمن.

باختصار، ونظراً لخلل في فهم الجغرافيا ورغبة جامحة في تأليف قصص الغرائب فقد نتجت لنا هذه القصة واضيف اليها الكثير من الملح لتبدو بهذا الشكل.