قد تكون ممن جاءته للتو رسالة إلكترونية من صديق يتسائل فيها عن سبب إخبار ناسا لهم أنهم لم يعودوا بعد الآن ينتمون لبرج العقرب أو أن الأبراج الفلكية قد تغيرت، وأنهم صاروا من برج الحواء، أنت على الأرجح لست وحدك.

انتشرت أنباء تفيد أن وكالة ناسا قررت تحديث الأبراج الفلكية لأول مرة في 2000 سنة، وأصيب الناس بالذعر لأن نسبة 86 في المئة منا الآن لديهم برج فلكي مغاير.

إذا كان أول رد لك هو “من يبالي؟” فنحن نثمن ذلك. لكن هناك مجموعة كبيرة من الناس حول العالم، يأخذون رموز النجوم و الأبراج الفلكية على محمل الجد، ومع أكثر من 25 في المئة من المشاركين في هذا الاستطلاع الأخير ممن قالوا أن التنجيم “علمي جدا”، يتبين أن هناك مشكلة كبيرة هنا.

حسنا، إليكم أولا خلفية بسيطة لما حدث.

هناك صفحة تعليمية للأطفال تديرها وكالة ناسا وتسمى “Space Place”، وتناقش كيف كان البابليون القدماء قبل نحو 3000 سنة، حريصين على مراقبة السماء، ويعتقدون أن المواقع المتغيرة للأبراج على مدار السنة يمكن ربطها ببعض السلوكيات أو الأحداث على الأرض.

ولذلك اخترعوا دائرة الأبراج – دائرة مكونة من (12) برجا بناء على مسار واضح تتخذه الشمس عبر كرة سماوية مُتَخَيَّلَة على مدار السنة.

تقول صفحة صفحة ناسا مفسرة: “وهكذا، كما تدور الأرض حول الشمس، فإن الشمس يمكن أن تظهر وهي تمر من خلال كل من الـ12 جزء من دائرة الأبراج،”. “هناك تقويم مكون من 12 شهرا (حسب مراحل القمر) منذ البابليين، حيث هناك حصة معينة من دائرة الأبراج لكل شهر”.

ولكن كما نرى هذا حدث قبل 3000 سنة، كانت الأمور اعتباطية بعض الشيء، ولسبب ما، تخلى البابليون عن برج من دائرة الأبراج الخاصة بهم – وهو الحواء.

تقول صفحة ناسا “وحتى ذلك الحين، بعض من الأبراج الـ12 المختارة لم تتفق تماما مع الشريحة المخصصة لها من الكعكة، وتخطت الحدود إلى الشريحة الأخرى”.

ومن أجل إنشاء جزأين متشابهين بواسطة تقويمهم المكون من 12 شهرا، تجاهل البابليون حقيقة أن الشمس تتحرك في الواقع من خلال 13 برجا، وليس 12.”

وتُشيروناسا (وكل فلكي غير ناسا) أنه بسبب الانزياح الضئيل في محور الأرض، فإن الأبراج لم تعد تتواجد في نفس الموقع من السماء كما كانت قبل 3000 سنة.

كما أوضح كريستوفر كروكيت (Christopher Crockett) لـ Earthsky.org، هذا التذبذب في المحور هو فائق الدقة – ويستغرق 26 ألف سنة كي يتأرجح حوله مرة واحدة – ولكن يمكن للتأثيرات أن تتشكل داخل شيء ملحوظ.

يقول كروكيت: “في انقلاب يونيو قبل 2000 سنة، كانت الشمس تتواجد في منتصف المسافة تقريبا بين الجوزاء والسرطان”. ويضيف: “في انقلاب يونيو من هذا العام، كانت الشمس تتواجد بين الجوزاء والثور. وفي العام 4609، فإن نقطة انقلاب يونيو سوف تمر بها من كوكبة الثور وفي كوكبة الحمل.”

وعلى الرغم من التوضيح الضخم في الجزء العلوي من صفحة ناسا “Space Place”، التي مفادها أن “علم التنجيم ليس هو علم الفلك!”، فإن منشورات مثل كوزمو (Cosmo) و أخبار ياهو (Yahoo News) وماري كلير (Marie Clare)، قررت نشر مجموعة كاملة من تواريخ جديدة لرموز النجوم، وإضافة الأبراج الـ13، وتنسب التغييرات لوكالة ناسا:

برج الجدي: 20 يناير – 16 فبراير

برج الدلو: 16-11 فبراير مارس

برج الحوت: نيسان أبريل 11-18

برج الحمل: يونيو 18-13 مايو

برج الثور: مي 13-21 يونيو

برج الجوزاء: يوليو 21-20 يوليو

برج السرطان: 20 يوليو – 10 أغسطس

برج الأسد: 10-16 أغسطس سبتمبر

برج العذراء: 16 سبتمبر – 30 أكتوبر

برج الميزان: 30 أكتوبر – 23 نوفمبر

برج العقرب: 23 نوفمبر – 29 نوفمبر

برج الحواء: 29 نوفمبر – 17 ديسمبر

برج القوس: 17 ديسمبر – 20 يناير

إلا أن وكالة ناسا لا تريد شيئا من هذه الفوضى.

كما قال المتحدث باسم ناسا دواين براون (Dwayne Brown):

“لم نغير أي من علامات الأبراج، نحن فقط قمنا ببعض الحسابات الرياضية، ومقال موقع (Space Place) التابع لناسا كان حول كيف أن التنجيم ليس علم الفلك، وكيف أنه من مخلفات التاريخ القديم، وأشار إلى العلوم والرياضيات التي لم تأتي من ملاحظات سماء الليل.”

لذا أخبر أصدقاءك أنه يمكنهم أن يصدقوا ما يريدون عندما يتعلق الأمر بالأبراج والتنجيم، ولكن من فضلكم لا تقحموا ناسا في هذا. فهي مشغولة جدا في محاولة معرفة جديد بلوتو.

المصدر:

BEC CREW, Stop freaking out, NASA did not just change your Zodiac sign, Science Alert, 19 SEP 2016