ممارسات الطرق الصوفية وتفسيرها الطبي من الطعن وإطلاق النار دون ضرر. هذا المقال هو سلسلة من المقالات التي تتناول ممارسات الصوفية من طعن وإطلاق نار وتقطيع وغرس للأسلحة الحادة في مواضع من الجسم، تابع باقي المقالات في الروابط أسفل المقال.

في الحقيقة، إن الجروح الثقبية (Puncture wounds) البسيطة تنزف بشكل عام أقل بكثير من أنواع الجروح الأخرى، الجروح الجلدية الأكبر تنزف بمقدار أكبر نظراً لفتح الجرح نفسه. والجروح الثقبية هي الجروح الغالبة في ممارسات السيوف والطعن بالأسياخ في جانب البطن. الذي تتركز معظم الممارسات في البطن فيه[1].

أيضاً إلى جانب الجزء الجانبي من البطن هناك من يمرر السيخ في شحم البطن في حال وجود نسبة كافية من الشحوم وجميع هذه الطعنات غير ضارة وغير مؤلمة إلى حد كبير. أما ما يؤلم إلى حد كبير فهو ما يقومون به في الفم كالخدين، اسفل اللسان، تقطيع اللسان وتسبب هذه الممارسات آلامًا شديدة تستمر لأيام بعد الممارسة ويفوق الألم الذي يحدث لاحقاً الألم الذي يشعرون به عند إدخال السيخ او القطعة المعدنية(هذا بسبب وجود الكثير من النهايات العصبية في هذه الأجزاء من الجسم).

في تشريح جسم الإنسان تتكون جدران البطن (من السطح إلى العمق) من: الجلد (Skin)، الأنسجة تحت الجلد (Subcutaneous tissue) وتتكون الأخيرة من الطبقات الآتية مثل [2]:

  • اللفافة (Fascia) وتشمل: لفافة كامبر أو الطبقة الدهنية تحت الجلد (Camper’s fascia – fatty superficial layer)، لفافة سكاربا أو الطبقة الليفية العميقة (Scarpa’s fascia – deep fibrous layer).
  • العضلات وتشمل: العضلة المنحرفة الخارجية (External oblique abdominal muscle)، العضلة المنحرفة الداخلية (Internal oblique abdominal muscle)، العضلة المستقيمة البطنية (Rectus abdominis)، العضلة المستعرضة البطنية (Transverse abdominal muscle)، وأخيراً العضلة الهرمية (Pyramidalis muscle).
  • اللفافة المستعرضة وتقع تحت العضلات وفوق البريتون وهي طبقة رقيقة جداً.
  • البريتون وهو غشاء البطن الداخلي الذي يغلِّف الأحشاء ويثبتها في أماكنها التشريحية.

التأثيرات النفسية على أحاسيس الألم

العوامل النفسية تعد أمراً محورياً بالنسبة للشعور بالألم وعلى تأثير مسكنات الآلام الفعالة للآلام المزمنة[3]. دراسات عديدة أكدت علاقة اليقظة بالألم مما يُعزز أمرين لهما صلة بممارسات المتصوفة في الطعن وغيرها وهما: تأكيد أهمية التأثير النفسي من جهة (الجمهور والهتافات… إلخ)، وتأكيد أهمية أجواء عدم التركيز وعدم الانتباه على تقليل الشعور بالألم من جهة ثانية (نتيجة تشجيع الحشود). يُذكرنا أمر اليقظة بدراسة أخرى وجدت أن الذين يمشون أثناء النوم في الفترة التي يشكون فيها من آلام معينة لا يعانون من تلك الآلام وهم في فترة يقظتهم الجزئية أثناء المشي خلال النوم (راجع: السير أثناء النوم وسلوك الألم فيه). دراسات مشابهة وجدت من يهوِّلون ما يعانون منه من آلام يتأثرون أكثر. هذه الدراسات تقيس مدى عجز المرضى إثر شكواهم من الألم واستعانتهم بالكوادر الطبية واستهلاكهم لمسكنات الآلام.

كشفت الدراسات أيضاً أن هؤلاء الذين يقومون بفعل معين أثناء معاناتهم من الألم يقل تأثير الألم أكبر عليهم وكذلك هؤلاء الذين يعتقدون بسيطرتهم على الألم (نتيجة تشتيت الانتباه أو نتيجة عوامل أخرى كالإيمان). معرفة وقت انتهاء الألم هو عامل آخر يساعد على التحكم بالألم كما أثبتت إحدى الدراسات التي وجدت أن معرفة المصاب معلومات عن إصابته أو مصدر ألمه لن يساعد لكن معرفة وقت انتهاء الألم يُساعد.

أما الخوف فله تأثير واضح في تقليل الألم ولعل الخوف في محل كلامنا هنا ليس مؤثراً بشدة لكون ممارسي الطقوس قد لا يُعانون من الخوف خصوصاً المتمرسين منهم لكن من الضروري ذكره ونحن نتحدث عن التأثيرات النفسية على الألم[4].

حوار مع طبيب جراح حول ممارسات الطرق الصوفية في الأسلحة المختلفة

حوار مع الدكتور محمد خليل العبيدي زميل كلية الجراحين البريطانية والجراح في عدة مستشفيات في المملكة المتحدة. وقد عمل في تخصصه في العراق منذ الحرب العراقية الإيرانية حتى عام 2004 وشهد بذلك عددا كبيرا من الحالات المماثلة.

العلوم الحقيقية: د.محمد تحية طيبة لكم يسعدنا قبولكم الإجابة على أسئلتنا. وسؤالنا الأول كيف يمكن للدراويش النجاة من هذه الأفعال؟

د.محمد: يسعدني الإجابة على أسئلتكم. في الحقيقة جميع الأماكن التي يستخدمها هؤلاء هي أماكن غير ضارة وبأفعال غير ضارة. هم يستخدمون الأسياخ التي تحدث ثقوباً تخترق أماكن مثل الخدين وهي سريعة جداً في الالتئام.

العلوم الحقيقية: ماذا عن إطلاق النار؟

د.محمد: لقد شهدت بنفسي حادثة لإطلاق النار لدى الشيخ (م.ع.ع) وكشفت عليه بعد قيامه بإطلاق النار. لقد كان الأمر مجرد إمالة للسلاح في لحظة معينة تبدو للناظرين وكأنها اخترقته لكنه أمالها ومرت بجانب بطنه، كان هناك ضرر موضعي في بطنه لكن لم تخترقه الرصاصة بالتأكيد.

العلوم الحقيقية: هل شهدتم حوادثاً للطعن وما تفسيركم لها؟

د.محمد: لم أشهدها لكن في يوم من الأيام جيء بشخص مزق أمعاءه لأنه أدخل السيف بشكل خاطئ. كما أن ضعيفي البنية ممن لا يمتلكون طبقة شحمية كافية سيكون الأمر أخطر عليهم. والعكس لمن يمتلكون طبقة شحمية سميكة، أرى أن الأمر قد يكون سهلاً عليك مثلاً لوجود طبقة شحمية سميكة. طبقات البطن متعددة ولن تصل للعضلات بتلك السهولة، فما بالنا بالبريتون، هناك الطبقات الجلدية المعروفة وضمنها طبقة شحم ثم طبقات من العضلات كالعضلة المستعرضة والعضلة المائلة بعدها غشاء داخلي شحمي ثم البريتون.

العلوم الحقيقية: ماذا عن الشعور بالألم؟

د.محمد: يمكن احتمال الشعور بالألم وسيكون الأمر مختلفاً وسط تلك الأجواء، أيضاً. الأدوات المستخدمة والأماكن التي تتعرض للضرب كلها لها صلة.

العلوم الحقيقية: هل يُمكن استخدام مخدر مثل مخدر اطباء الاسنان لإنجاح الممارسة؟

د.محمد: بالتأكيد ممكن وضع المخدر وهو مادة متوفرة في أي مكان لتسهيل الممارسة.

المصادر

[1] Trauma: A Comprehensive Emergency Medicine Approach edited by Eric Legome, Lee W. Shockley Page 338  link.

[2] Wikipedia, Abdominal wall, Subcutaneous tissue

[3] Rhudy, Jamie L., Jeffrey S. Grimes, and Mary W. Meagher. “Fear-induced hypoalgesia in humans: effects on low intensity thermal stimulation and finger temperature.” The Journal of Pain 5.8 (2004): 458-468.

[4] Meichenbaum, Donald. Stress inoculation training. Pergamon, 1985.

سلسلة المقالات

ممارسات الطرق الصوفية وتفسيرها الطبي

لقاء مع ممارس سابق

اطلاق النار من قبل اهل الطرق الصوفية وكيف يتم دون ضرر

خرافات الجن وممارسات الطرق الصوفية  

خدعة ميرين داجو في ادخال سيخ الى البطن دون ضرر

أكل الزجاج وشرح خدعته البسيطة

خدع الطعن وضرب السيوف في الطرق الصوفية

ناشنال جيوغرافيك والعلوم الزائفة في عرض ممارسات الطرق الصوفية

المشي على النار

شرب الماء الحار