كثيراً ما نسمع أن جثة الولي الفلاني وجدت وهي سليمة غير متحللة وأن جثة الشهيد الفلاني وجدت غير متحللة. وعادة ما يتم نفي أخبار كهذه بطريقة تلقائية بأنها إشاعات وربما فعلاً الكثير منها مجرد مبالغة أو إشاعات لكن وكما يقال ليس هناك دخان دون نار!

في الواقع إن هناك الكثير من الجثث حول العالم تم إيجادها وهي مقتولة او مغتصبة قبل 500 او 1000 سنة وهي غير متحللة. وهو لا ينتمون للدين الإسلامي بالضرورة وليس لهم علاقة بشئ اسمه شهادة ولكن جثثهم لم تتحلل. الموضوع لا علاقة له بكون الميت شهيداً ام لا. كل القضية مرتبطة بالعوامل الجيولوجية وعوامل المناخ التي دفنت بها الجثة. اضافة الى طريقة موت الجثة وطريقة دفنها. كل هذه العوامل ترتبط ببعضها وتحفظ الجثة من التحلل والتعفن. هناك طريقتان تجعلان الجسم لا يتحلل وهما التحنيط الاصطناعي أو العوامل المناخية والجيولوجية.

هناك ثلاث بيئات تمتلك عوامل مناخية مثالية لحفظ الجثة من التحلل. البيئة الأولى هي البيئة الثلجية، عندما يموت شخص بالظروف التي يكون فيها الثلج مستمراً ومتواجداً بكثرة، فلن توجد وسيلة للبكتيريا حتى تنمو، ولن توجد إمكانية للحشرات حتى تتمكن من مهاجمة الجثة. بحيث يتم تجميد الخلايا بمكان الدفن مما يؤدي إلى منع الاضمحلال والتفسخ للجثة. وهناك أمثلة كثيرة قديمة وحديثة من الجثث المحفوظة بالجليد.

تخيل أنهم وجدوا رجلاً سنة 1991 وهو ميت من سنة 3300 قبل الميلاد، وجثته سليمة كلياً دون تحنيط!

ولكن ماذا عن المناطق الصحراوية؟

البيئات الأخرى تشمل كل من بيئة المستنقعات والبيئة الرملية. بيئة المستنقعات تتكون بالمقام الأول من المواد النباتية التالفة التي تمنع تحلل المواد العضوية بسبب الرطوبة المستمرة. وجود الطحالب بالمستنقعات يزيد من المساعدة بالحفاظ على الجثث، لأن الرطوبة تكون بمثابة مضاد للبكتيريا.

كما أن نقص الأكسجين يثبط نشاط الحشرات. بالقرن الماضي تم العثور على جثث في عدد من المقابر، ووجدوهم بملابسهم. جثثٌ تم اكتشافها في أيرلندا وإنجلترا واسكتلندا والدنمارك وألمانيا وهولندا وفلوريدا. الموضوع منتشر إلى حدٍ ما.

أما الرمال الجافة فتعتبر اعظم الاماكن لحفظ الأجساد. لانها تمتص السوائل من الجسم، ودون بيئة رطبة، حيث لا تستطيع البكتيريا أن تؤدي عملها. الحرارة بالمناطق الرملية ايضاً تساعد بتجفيف الجثث والمحافظة عليها. وهناك أيضاً الكثير من الأمثلة على الجثث المدفونة في البيئات الرملية.

من الظروف الأخرى التي تسمح بحفظ الجثث مثلاً الأجنة المولودة حديثا تقاوم التعفن بشدة لأنها أجساد خالية من الميكروبات.

الأشخاص الذين يموتون تدريجيا من أمراض منهكة تنحف أجسامهم وتقل الرطوبة فيها وتتعفن جثثهم ببطئ، بعكس الذين يموتون بامتصاصات عفنة فإن جثثهم تتعفن بسرعة وكذلك الذين يموتون بسبب النزيف فإن أجسامهم تتعفن ببطئ.

الجثة العارية تتعفن بسرعة أكبر من الجثة المغطاة، والجثث التي توضع بعد الوفاة مباشرة في صناديق محكمة القفل، تتعفن أبطأ بكثير من الجثث التي لا توضع في الصناديق إلا بعد بضعة ساعات أو أيام. وكذلك الجثة المدفونة تحت الأرض بقدم واحد تتعفن أسرع من الجثة المدفونة على بعد أربعة أقدام وهكذا. وكلما كان الدفن عميقا كلما تأخر حصول التعفن وكذلك فإن الجثث الموضوعة بدون صناديق تتعفن أسرع من الموضوعة في صندوق متين محكم القفل مبطن بالزنك.

والآن هل تتحلل جثة الشهيد؟

بحسب وجهة نظري، الشهيد يتحلل في أول يوم يدخل به للقبر.

مصادر: