يعتبر الإضطراب ثنائي القطب (Bipolar disorder)، المعروف أصلا باسم الاكتئاب الهوسي (manic-depression)، مشكلة مستمرة لعدة قرون، ومع ذلك وحتى وقت قريب جدا كان يصنف كحالة نادرة جدا. لكن الآن يتم تشخيص مرض “الطيف ثنائي القطب” بمستويات وبائية. على الرغم من أنه لم يتغير شيء في الطبيعة البشرية أو البيئة الطبيعية التي قد تسبب هذا الارتفاع في التشخيص. وما يفسر هذه الزيادة هو “تخفيف” المعايير اللازمة لتشخيص الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب، بالتزامن مع الزيادة في التسويق التجاري للعقاقير الطبية الخاصة بمرض الاضطراب ثنائي القطب. فالمشاكل الطبية التي نتج عنها هذا الارتفاع ليست بسبب كثرة عدد الأشخاص المحتاجين للمساعدة، بل يُمكن القول بأنه قد تم وصف أدوية قوية مضادة للذهان لملايين من الأشخاص دون داع.

وكما يوحي الاسم، يعتقد أن مشاعر الأشخاص المصنفين باضطراب ثنائي القطب تتغير بشكل متطرف، أو تكون متناقضة، من الهوس والاكتئاب. قبل نشر الطبعة الثالثة من الدليل التشخيصي والإحصائي للطب النفسي في عام 1980، كان يجب أن يدخل المريض إلى المستشفى بحادثة هوس قبل إجراء تشخيص الاكتئاب الهوسي. في ذلك الوقت كانت معدلات الهوس تقدر ب0.4-1.2% من السكان. قبل ذلك، قدرت معدلات بأقل من هذا. حاليا بعض التقديرات الطبية لمعدلات الإصابة بالاضطراب تصل إلى 10% من السكان، ولكن معدلات الاستشفاء من الهوس لم تزداد. فماذا حدث؟

كما يقوم طفل الذي يمتلك مطرقة باكتشاف أشياء جديدة يمكن طرقها، يقوم الطب النفسي باكتشاف أشخاص جدد يحتاجون للعلاجات التي يكتشفونها. في عام 1989، ذكر طبيب استرالي يدعى جون كيد (John Cade)  أن أملاح الليثيوم يمكن أن تكون فعالة في علاج “تأثير اضطرابات ثنائي القطب” أو الهوس. مع انتشار المعرفة بهذه النتيجة، انتشر تشخيص الهوس، كما لاحظ فيليب ميتشل (Philip Mitchell):
“كان أحد القوى المحركات الرئيسية التي تحدد طرق استمرار تشخيص معين في مجال الطب هو توفير العلاجات الفعالة. لم يتم إعفاء الطب النفسي من هذه الظاهرة، مع إدخال الليثيوم إلى الممارسة السريرية في أواخر الستينات وأوائل السبعينات مما أدى إلى زيادة كبيرة في تشخيص الاضطرابات ثنائي القطب خلال ذلك الوقت. على سبيل المثال، في أستراليا أظهر باركر يت أنه في نيو ساوث ويلز، ازداد تشخيص اضطراب ثنائي القطب بشكل كبير (مع ما يصاحب ذلك من انخفاض في تشخيص الفصام) من منتصف الستينات إلى منتصف السبعينيات، على الرغم من عدم وجود تغير شامل في العدد الإجمالي للأشخاص المصابين ب”الذهان الوظيفي” (functional psychoses)”.

بحلول عام 1968، لم يكن هنالك تغيير في عدد الأشخاص الذين يعانون من “اضطراب الذهان الوظيفي”، قام أكثر من 200 طبيب نفسي بتقديم طلب إلى إدارة الدواء والغذاء لدراسة واستخدام الليثيوم للذهان. وخلال نفس الوقت، قامت ثلاث شركات بتسويق الليثيوم. حيث وافقت إدارة الدواء والغذاء على استخدام الليثيوم كعلاج لنوبات اضطراب ثنائي القطب والاكتئاب الهوسي في عام 1970. ومع نشر الطبعة الثالثة من الدليل التشخيصي والإحصائي للطب النفسي في عام 1980، تم استبدال تشخيص “الهوس” مع “اضطراب ثنائي القطب”، وظلت معدلات المصابين بثنائي القطب مستقرة.

في العقد الماضي، ارتفعت معدلات تشخيص الأطفال الذين يعانون من ثنائي القطب بنسبة أربعين مرة، وتضاعفت معدلات تشخيص البالغين بنفس النسبة تقريبا. في حين أنه لم يتغير أي شيء في الثقافة الأمريكية، الممارسات الغذائية، ولم يكن هنالك تعرض جماعي للنفايات السامة، ولم يتم تعديل نظام التربية الابوية أو النظام التعليمي. ولم يفسر العلم العوامل التي أدت إلى هذه الذروة في التشخيص، وكان أكثرهم أطفال لا تزيد أعمارهم عن أربع سنوات، ويجري تشخيص الأشخاص بشكل خاطئ على أنهم مصابين بـ “اضطراب ثنائي القطب”.

ضيق نطاق التشابه: خفة يد الصيدلاني

دون الحقوق الحصرية للمستحضرات الطبية الحاصلة على براءة اختراع، ومع وجود ندرة في اضطراب ثنائي القطب “نسبيا”، فإن مبيعات الليثيوم أو أي دواء لعلاج هذه المشكلة لا يمكن أن يكون مربحاً. وقد تغير ذلك بسرعة عندما بدأ الأطباء النفسانيون في استخدام أدوية الصرع، ومضادات الاختلاج، والمضادات الحيوية في محاولة السيطرة على الاضطراب. تحدث النوبات حالات من الصرع عندما يكون هنالك تفاعل مفرط للخلايا العصبية. ويعرف ذلك بالـ “تأجيج”. تعمل مضادات الاختلاج عن طريق تثبيت الخلايا العصبية ومنع أو الحد من وتيرة اللفحة وبالتالي النوبات. ربما لأن كل النوبات تنطوي على حالة عالية من “الاستثارة”، اقترح روبرت بوست (Robert Post) أن حالات الهوس يمكن منعها بواسطة ادوية تكبحها مشابهة لما تمنعه في نوبات صرع. ولكن هنالك اختلاف في استثارة الخلايا العصبية خلال النوبات والإثارة العاطفية في الاضطراب. حيث لا يوجد دليل على أن الخلايا العصبية تثار بشكل مفرط لا يمكن السيطرة عليه خلال حالات الهوس كما هو عليه الحالة خلال النوبات الصرع.

وعلى الرغم من ذلك، ومع هذا التجانس، فإن مصطلح “عامل استقرار المزاج” (mood-stabilizer) أصبح رائجا، وفي عام 1995 أصبحت مختبرات ديباكوت (Depakote) أول من ينتج مضادات اختلاج تمت الموافقة عليها من قبل إدارة الدواء والغذاء كعقار لمعالجة الهوس. ومع ذلك، لا يوجد اتفاق على ما يعنيه مصطلح “عامل استقرار المزاج”، على الرغم من أنه يطلق على مضادات الاختلاج، ولم يثبت بأنها تثبت الحالة المزاجية؛ حيث يعتمد في ذلك على التقدير وليس بشكل علمي. فقد استخدمت مضادات الاختلاج من أجل الهوس، على الرغم من أنها لم تنتج من أجله، ووصفت بأنها “عامل استقرار للمزاج” ولم يثبت أنها فعالة في استقرار المزاج، لكنها تعتبر مثال على استراتيجيات شركات الادوية للعثور على خطوط جديدة مربحة، بدلا عن الاستمرار ببيع المنتجات القديمة الأقل تحقيقا للأرباح. وفي دراسة “تأثير عامل مثبت المزاج على اضطراب ثنائي القطب في تسعينات القرن التاسع عشر مقارنة مع تسعينات القرن العشرين”، وجد باحثو نورث ويلز أنه على الرغم من الاستخدام الواسع النطاق لعامل مثبت المزاج، فإن معدلات إعادة دخول مرضى ثنائي القطب أعلى الآن (77%) مقارنة مع ما كانت عليه قبل مئة عام (8%). في تسعينات القرن التاسع عشر، تم علاج حوالي (81%)، في حين أن نسبة العلاج في تسعينات القرن العشرين كانت (17%) فقط. استنتج الباحثون من هذه النتائج: “هذه البيانات غير متوافقة مع ادعاءات أن علاج عامل استقرار المزاج فعال فعلا”. في الواقع، تشير هذه النتائج إلى أن عدم تلقي العلاج أفضل من تدخل الصيدلاني. وبالمثل، وجد الباحثون من جامعة إيلينوي مؤخرا أن مرضى الفصام الذين يتلقون العلاج يتعافون بنسبة 5%، في حين المرضى الذين لا يتلقون العلاج يتعافون بنسبة 40%. وبعبارة أخرى، فإن مرضى الفصام يمكن أن يتعالجون بمقدار ثمان أضعاف إذا لم يتلقوا العلاج.

تطويع الإضطراب ثنائي القطب

وفقا لقاموس نيوستيرلاند في جامعة وبستر، يعرف مرض ثنائي القطب بأنه:
1- وجود أو تشبيه بقطبين
2- تكون الأقطاب متناقضة بشكل مشابه لأقطاب الأرض.
3- وجود أو تعبير عن فكرتين متناقضتين أو صفات متناقضة.
وهكذا، إذا كان “الاكتئاب الهوسي” هو “ثنائي القطب”، فيجب أن تكون حالات الاكتئاب الهوسي ذات أقطاب مثل قطبي الأرض الشمالي والجنوبي. وتتفق المفاهيم الأصلية لاضطراب ثنائي القطب والحالة القطبية للاكتئاب الهوسي الشديد مع تعريف القاموس لمصطلح “ثنائي القطب”. ومع ذلك، بغض النظر عن التعرف الدقيق للقطبين، فقد تم توسيع مفهوم “الاضطراب ثنائي القطب النفسي”، أو تم تضييقه، ليشمل حالات مزاجية أكثر اعتدالا، متضمنا ما يسمى الآن “اضطراب الطيف ثنائي القطب”. وبالتالي، يمكن أن يقال أن شخص ما يشعر في السعادة في وقت ما يمر بفترات “هوس خفيف” بدلا من الاكتئاب الهوسي بشكل عام. وإذا كان في بعض الأحيان حزينا جدا، فقد تم وصفه ب”دوري المزاج” داخل طيف ثنائي القطب. وهو يماثل “التليين” (جيولوجيا) كما في  دراسة البرازيل والمكسيك لأقطاب الأرض. في حين أن هو مجرد تشابه بسيط في الجيولوجيا، إلا أنه يعتبر ضار في الطب النفسي. لكنه يحدث، وهو مربح لشركات الطب النفسي والصيادلة. على الرغم من أن أحداث الحياة الطبيعية التي يتوقع أن تثير السعادة والحزن هي ذلك الدوران في الطيف ثنائي القطب، حيث يفتح الباب أمام الرعاية النفسية التي يمكن أن تعالج، والوصفات الطبية غير ضرورية. وعلى سبيل المثال يقول تقرير لاكيسكال (Akiskal) وآخرون، أن:
“أقل من 10% من المرضى في العيادات الصحية العقلية تنطبق عليهم التغيرات المزاجية (غير القطبية) على فترات زمنية معينة. هؤلاء الشباب تم فحصهم سريريا بسبب الاضطرابات الاجتماعية في حياتهم، مثل الفشل الرومانسي، الإسراف المالي، والتغير المتكرر في خطط العمل أو الدراسة الجامعية، التنقل المستمر، والتعاطي. وتم التحقق من صحة الاستدلال العاطفي الأساسي على أساس معايير ظاهرية تضمنت تغييرات ثنائية الطور (غير قطبية) في الطاقة والنشاط والمزاج والإدراك، كل مرحلة تستمر عادة بين يومين واسبوع. البعض منها يتأرجح في اتجاه الاكتئاب الهوسي. وهذا التأرجح يحدث في ذبذبات لفترات ضيقة الأطوار وتحت الصفر وهذا يحدث عند 6.3% من السكان بشكل عام”.

ما يقترحه لاكيسكال هو أنه على الرغم من أن العواطف لا تصل إلى مستوى كونها متلازمة نفسية وسببها أحداث الحياة العاطفية المشتركة (على سبيل المثال، فشل رومانسي، التغير المتكرر في خطط العمل أو الدراسة الجامعية، التنقل المستمر، والتعاطي)، يجب أن تحدث هذه المشاعر الطبيعية لجزء كبير من السكان لكن تم وصفه “ثنائي القطب”. في الواقع، كان عنوانها الأصلي في هذا النوع من العمل بعنوان “اضطراب ثنائي المزاج: التحقق من المعايير للدمج في القطبين لمجموعة من العواطف”. وهكذا تصبح السعادة والحزن الطبيعي اضطرابات “قابلة للعلاج” باستخدام العقاقير.

تزوير اللوائح

مثلما أن “تضييق” تشخيص اضطراب ثنائي القطب سيكون شبكة واسعة تدفع العملاء لعدم الشك فيه، فإن الأطباء النفسيين قاموا بتزوير التكاليف الطبية (Upcoding) للأفراد، وخاصة الأطفال، إلى تشخيص “ثنائي القطب” أكثر حدة للوصول على تعويض أكبر للتأمين. حيث وجد الطبيبان النفسيان من جامعة ولاية نيويورك جوزيف بلادير (Joseph Blader) وجيبريال كارلسون (Gabrielle A. Carlson) أنه خلال الفترة بين 1996-2004 فإن معدلات تشخيص البالغين باضطراب ثنائي القطب قد ارتفعت بنسبة 56% وبين المراهقين ازدادت بنسبة 296.4%، و438.6% عند الأطفال، وقد اقترحوا ما يلي:

“قد تنعكس ازدياد معدلات تشخيص الشباب باضطراب ثنائي القطب. مع تزوير الكلف الطبية المتزامن مع الظروف القاسية نسبيا … حيث يستخدم الأطباء الحدود العليا للحصول على تصريح لدعم رعاية المرضى الداخلين عن طريق تزوير اللوائح الطبية بالاضطرابات السلوكية الشديدة إلى اضطراب المزاج الرئيسي الذي يشير إلى مرض أكثر صعوبة”.

وعلى ما يبدو فإن الزيادة الحاصلة في التشخيصات جاءت نتيجة حصول الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية ومشاكل مشوهة “مزورة” للاضطراب ثنائي القطب. فتشخيص الأطفال الذين لديهم صعوبات سلوكية مع الاضطرابات ثنائي القطب (أو أي اضطراب نفسي) وبالتالي علاجهم أمر مزعج. الدليل القاطع على أن تصحيح السلوك وعلاج المشاكل السلوكية الاخرى، يكون بواسطة برامج إدارة سلوكية وبرامج تدريب الوالدين أفضل من العلاج الدوائي.

بيع مرض بواسطة اعلان مباشر للمستهلك

في عام 1997، بدأت إدارة الدواء والغذاء الأمريكية بالسماح بالإعلانات المباشرة عن الأدوية للمستهلك، مما جعل الولايات المتحدة ونيوزلندا الدولتان الوحيدتان في العالم اللتان تسمحان بهذه الممارسة. وقد فتح هذا التغيير الباب أمام التشخيص الذاتي وسلوك البحث الطبي والتوعية ضد الأمراض. ووفقا لكتاب في المجلة الطبية البريطانية:

“يمكن الآن وصف بعض التحاليل الطبية على أنها ترويج للمرض، فكلما توسعت الأمراض القابلة للعلاج توسعت معها اسواق للمنتجات الجديدة. تستخدم تحالفات شركات تصنيع الأدوية والأطباء ومجموعات المرضى وسائل الإعلام لتهيئة الظروف لسعة انتشارها الشديد. يمكن أن يشمل الترويج للأمراض تحويل الأمراض العادية إلى مشاكل طبية، ورؤية الأعراض العادية على أنها خطيرة، ومعالجة المشاكل الشخصية كعلاج طبي، والبحث عن المخاطر كأمراض، ووضع إطار لتقديرات انتشار تعظيم الأسواق المحتملة”

وهذا هذا ما حدث مع اضطراب ثنائي القطب. فالإعلانات التجارية لعقاري ابيليفي (Abilify) وسيروكويل (Seroquel) وهما من الادوية المضادة للذهان تمت الموافقة على استخدامهما للاضطراب ثنائي القطب، وقد انتشرت في كل مكان من الدوريات إلى التلفاز وحتى الملصقات على أكشاك الهاتف. تماما كما تم استخدام مضادات الاختلاج والتعرف باسم “مثبتات المزاج”، وتم تطوير الأدوية التي تستخدم حاليا لثنائي القطب لمرضى الفصام. ووفقا لبيانات الصحفية للشركة، فقد تمت الموافقة على عقار ابيليفي في عام 2002 لعلاج مرض انفصام الشخصية، حيث أنتجت أكثر من 3.7 مليار دولار في عام 2005. وبراءة الاختراع الصيدلانية تستمر في العادة 7 سنوات، ولكن إذا تم العثور على مؤشرات جديدة، فيمكن تمديد براءة الاختراع لعدة سنوات أخرى، والتي ستحمي الأرباح وربما تزيدها. باستخدام هذه الاستراتيجية، اكتسب صانعو عقار سيروكويل (Seroquel) الموافقة من إدارة الغذاء والدواء لاستخدامه في علاج الهوس في عام 2004، وللاكتئاب في عام 2006. حصل صناع ابيليفي على موافقة إدارة الدواء والغذاء من أجل استخدامه  لمرضى ثنائي القطب في عام 2005.

إن الإعلان المباشر للمستهلك إلى جانب السعادة والحزن التي تتلاءم مع فئات ثنائي القطب جعلت الظروف مناسبة لشركات الأدوية التي تهتم بالأمراض النفسية وبالتالي زادت مبيعاتها. نظرا لأن مبيعات الأدوية تتطلب تشخيصا طبيا، فإن إعلانات الأدوية تنتشر إلى العلماء المحتملين بأنهم قد يعانون من “اضطراب طبي” مثل ثنائي القطب. تجعل الإعلانات المستهلكين يركزون على المشاعر والسلوكيات والأحاسيس التي تتوافق مع هذا الاضطراب. تقدم مواقع الويب التعليمية التي ترعاها الشركات اختبارات ذاتية مصممة لتوجيه المتقدم للاعتراف بأعراض تتوافق مع اضطراب ثنائي القطب. ثم يتم تشجيع المتقدم للاختبار على طباعة النتائج ومشاركتها مع طبيب يمكنه وصف الدواء. يعد موقع “The Mood Questionnaire” (أي استبيان المزاج) أكثر من عرض ترويجي لشركة سيروكويل (Seroquel) الذي يدعمه مصنعيه، مع أدوية “AstraZeneca” (أسترازينيكا). يخبر الموقع القائم بالاختبار: “بغض النظر عن نتائجك، نوصي بأن تقوم بطباعة هذا الاستبيان ومشاركته مع أخصائي رعاية صحية مؤهل يمكنه تقديم تقييم كامل لك”، وهذا تأكيد إضافي.

إن مراجعة طبيب باستخدام نسخة مطبوعة ومخاوف من ثنائي القطب سوف يؤثر على بعض الأطباء في وصف الأدوية. وكشفت الأبحاث السابقة بأنه عندما يزور المريض مكاتب الأطباء بشكل غير مجدول بشكوى من صعوبات التكيف، فسوف يحصلون على وصفة طبية بنسبة 10%. ولكن عندما يقدمون شكوى من صعوبة في التكيف ويشيرون إلى دواء معين، فقد يتلقون وصفة طبية للأدوية المضادة للاكتئاب بنسبة 50%. استنادا إلى هذه النتائج، ليس من الصعب تخمين ما سيحدث عندما يظهر مريض مع استبيان لاضطراب ثنائي القطب تم اجراؤه من قبل صانعي الدواء المضاد.

الأعراض الجانبية

إن علاج الأشخاص من السعادة والحزن لا يخلو من بعض العواقب. حيث يستخدم مضادات الذهان كعلاج لثنائي القطب عن طريق التدخل مع أنظمة الدوبامين (dopamine) والسيروتونين (serotonin) في الجسد. ومن المعروف أن هذه الناقلات العصبية تشارك في قدرة الشخص على الشعور بالمتعة والقيام بالأنشطة. إن التداخل بين هذه الإمكانيات كانت من الأسباب المحتملة وراء رفض ما يصل 75% من المرضى تناول مضادات الذهان الموصوفة.

الأعراض الجانبية المرافقة لعقار سيروكويل (Seroquel) تشمل جفاف الفم (44%)، النعاس (34%)، ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية (23%)، الصداع (21%)، التهيج (20%)، الدوار (18%)، ارتفاع نسبة الكولسترول (16%)، الضعف (10%)، والإمساك (10%)، والإرهاق (10%). في حين أن الآثار الجانبية لعقار Abilify تشمل الصداع (30%)، القلق (20%)، الأرق (19%)، الغثيان (16%)، الإمساك (13%)، التقيؤ (12%)، والدوار (11%). حيث تحدث العديد من الأعراض الجانبية الشائعة بين 2-10% ممن يتناولون هذه الادوية. فعلى سبيل المثال، تحدث زيادة كبيرة في الوزن عند 6% من الأشخاص الذين يتناولون عقار سيروكويل (Seroquel) وفي 6.8% من الأشخاص الذين يتناولون ابيليفي. وهذا الوزن يؤدي في الغالب إلى الإصابة بمرض السكري أو السمنة المرضية. مع انخفاض قدرة الدواء على تحقيق الشعور بالمتعة والعديد من الآثار الجانبية، قد يكون الأكل احد مصادر المتعة الوحيدة المتاحة للأشخاص المصابين بثنائي القطب.

في الختام، أن توسيع أو تضييق معايير اللازمة لتشخيص شخص ما باضطراب ثنائي القطب إلى جانب الحملات العدوانية من قبل الشركات الصيدلانية يؤدي إلى اصابة ملايين الاشخاص باضطرابات نفسية شديدة. ويجري وصف هؤلاء المرضى المضللين للأدوية المضادة للذهان قوية في حين أنهم لا يعانون من شيء، وتعاملهم طبيعي مع مشاكل الحياة اليومية.

المصدر:

Stephen Ray Flora and Sarah Elizabeth Bobby, “The Bipolar Bamboozle“, Skeptical Inquirer Volume 32.5, September / October 2008, csicop.org