الأبراج والتنجيم : يتم تعريف التنجيم على أنه نوع تقليدي من قراءة الطالع يعتمد على تأثير مواقع وحركة الاجرام السماوية في حياة الانسان ويدعي بعض المنجمين أن بإمكانهم توقع الاحداث الارضية مثل الكوارث الطبيعية عن طريق إختلاف ترتيبات الأجرام السماوية (النجوم والكواكب).

توجد علاقات لاحصر لها بين العناصر السماوية ولذلك قد لا يتعذر على شخص ما العثور على بعض الإرتباطات بين الأحداث على الارض كالأعاصير والزلازل والإنفجارات البركانية وبين الأجرام السماوية كترتيب الكواكب بالنسبة للشمس والقمر،  العلاقات المترابطة بين مواقع النجوم والاحداث الارضية لاتدل على السببية لكنها جيدة بما فيه الكفاية لاغلب المنجمين.

في شكله النفسي،  التنجيم يستخدم كنوع من العلاج في فلسفة العصر الجديد (new age) ويستخدم لتحليل الرؤى وشخصية الانسان ويسمى (التنجيم العلاجي).

التنجيم في كل انواعه هو مظهر من مظاهر التفكير السحري (تفكير يفترض وجود ترابط بين الظواهر والاشياء من جهة وبين القوى الروحية من جهة اخرى).

تاريخ الابراج والتنجيم

ومع ذلك يعتقد بالتنجيم ملايين الناس و التنجيم مستمر منذ الاف السنين. الكلدانيين والاشوريين القدماء مارسوا التنجيم منذ حوالي 3000 سنة. في الهند مارسوا التنجيم منذ الفي سنة على الاقل. والمعروف باسم جيوتيسا عندهم،  هي والعديد من طرق التجيم الاخرى لاتزال تمارس بشكل واسع في الهند حيث تتقمص جزء بارز في العقيدة الهندية. الضوء القادم من الاجرام السماوية يفترض بانه يؤثر على كل تجسيد الالهة في الارض ونظام التنجيم هذا من المفترض ان يكون قادرا على تمييز المعلومات المفيدة لتوجيه الانسان خلال حياته الحالية.

حوالي 450 قبل الميلاد طور البابليون نظام الابراج الـ ١٢،  لكن الاغريق كانوا منذ زمن الاسكندر الاكبر الى وقت غزوهم من قبل الرومان هم اصحاب العناصر الاساسية للتنجيم الغربي الحديث.

انتشار الممارسات التنجيمية كان قبل ظهور المسيحية، التي شددت فيما بعد على التدخل الالهي وحرية الارادة. خلال عصر النهضة، استعاد التنجيم شعبيته بين الناس جزئيا بسبب الاهتمام في العلوم وعلم الفلك، علماء الديانة المسيحية حاربوا التنجيم.

وادان البابا سكستوس الخامس عام 1585 التنجيم. في نفس الوقت قوضت اعمال كيبلر واخرون مبادى التنجيم من ناحية علمية.

طول عمر التنجيم وشعبيته لاعلاقة لها حقا بحقيقة التنجيم وصحته باي شكل من الاشكال.

التنجيم ايضا وجد في بلاد فارس القديمة وفي جميع انحاء العالم العربي حيث نقل عن طريق المسلمين الذين وجدت اعمالهم طريقها الى اوربا خلال عصر النهضة [ايضاً كان بين علماء الحضارة الاسلامية نسبة كبيرة جداً من المنجمين الذين طوروا الرياضيات والحسابات الفلكية في نية تطوير التنجيم والحسابات الفلكية التي يقومون بها. التنجيم كان سر تقدم المسلمين بالرياضيات].

الصينيون القدماء اعتمدوا نظام متطور ومعقد في التنجيم الذي ارتبط بصورة وثيقة مع مختلف المفاهيم الميتافيزيقية مثل الين واليانغ (Yin and yang)، والوو زينغ (Wu xing) نظرية العناصر الخمسة.

عدد الابراج خاطئ

الكثير من الغربيون اعتادوا على دورة ال 12 سنة من علامات الحيوان في التنجيم  الصيني مثل سنة الجرذ، الثور، النمر، الارنب، التنين، الافعى، ..الخ.

الشكل الاكثر شعبية من التنجيم الغربي التقليدي هو التنجيم ذو علامة الشمس، النوع الموجود في الابراج للعديد من الصحف اليومية. والابراج هي تنبؤ تنجيمي (فلكي).

وتقسم الابراج الى ١٢منطقة من السماء، كل واحدة تسمى باسم الكوكب التي تدخل في منطقتها (الثور، ليو، … ).والمسارات الظاهرة للشمس والقمر والموجودة حاليا في علاماتها.

وباختصار، فلو انك ولدت في نفس الوقت ونفس اليوم من السنة قبل 2000سنة مضت فانك ستكون قد ولدت ببرج مختلف عن برجك الان!

 

في الحقيقة يجب ان يكون هناك 13 برج وليس 12 وذلك بسبب تقدم الاعتدالين الذي يحدث لكون مركز دوران الارض (الذي يسبب الليل والنهار ) ومركز دوران الارض حول الشمس (الذي يحدد مضي كل سنة) هما في  الحقيقة ليسا متعامدين .فكلاهما يبعد عن الاخر بـ (٢٣.٥) درجة وهذا يحصل لان مركز دوران الارض يكون مائلا. وهذا الميلان يؤدي الى الفصول لدينا.

وهذه الحقيقة التي فهمها بطليموس قبل الاف السنين لكن اغلب الناس لاتفهمها اليوم !

فبطليموس فهم بان محور دوران الارض يجري ببطىء، يتحرك بدائرة، بزاوية قطر ٢٣.٥° كل فترة تقدر بحوالي 26000 سنة. وهو استنتج ذلك من مقارنة البيانات المأخوذة من السومريين القدماء قبل ٢٠٠٠سنة من وقد تدور بفترة حوالي 30 يوم وهذا يؤدي الى ان الشمس تتضخم (انتفاخ استوائي) عند خط الاستواء.

وهناك ايضا مدة قصيرة ١٨.٦ سنة ناتجة عن طريق حركة مدار القمر حول الارض. والقمر له ايضا تاثير صغير على الحركة البدارية، بينما الانتفاخ الاستوائي للشمس هو السبب الرئيسي للحركة البدارية للاعتدال.

لهذا السبب فإن (علامتك) برجك المتوقع والمدرج في الصحيفة في اغلب الحالات عن طريق علامة جديدة هو زائل عن الموقع الفعلي والحديث للشمس عند ولادتك بمقدار برج.

والعلامة (البرج) الحديثة المدرجة هنا تكون جدا معقدة عند حدود تلك الابراج الحالية.

وسيكون بطريقة اكثر اتقانا تقسيم العلامات (تقسيم دائرة الابراج ) الى شرائح 30° كما فعل بطليموس. ولكن مع الحفاظ على شرائح تتمحور حول انماط نجمية.هذا سيجعل الفاصل الزمني للعلامات اكثر قرابة ب 30يوما والتخلص من العلامة 13.

لكن من الموكد ان علامتك الجديدة سوف تكون مختلفة بعلامة واحدة عن التصاميم التقليدية.

التنجيم الاستوائي والفلكي

التنجيم الغربي  يمكن تقسيمه الى استوائي وفلكي. بينما المنجمون في التقاليد غير الغربية يستخدمون انظمة مختلفة.

السنة المدارية او الاستوائية تقاس بالنسبة الى الشمس وهو الوقت بين الاعتدالات الربيعية المتعاقبة (365يوم، 5 ساعات، 48 دقيقة، 46 ثانية) اما بالنسبة الى السنة الفلكية هو الوقت الذي تحتاجه الارض لاكمال دورة كاملة حول الشمس بالنسبة الى النجوم (365يوم، 6ساعات، 9دقائق، 9.5ثانية بالنسبة للتوقيت الشمسي).

السنة الفلكية اطول من السنة المدارية انقلاب الاعتدالين، الانحراف الغربي البطيء لنقاط الاعتدال على طول محور دائرة  الابراج بمعدل 50.27 ثانية في السنة، ناتجة عن الحركة البدرية لدوران محور الارض.

يستخدم التنجيم الفلكي مجموعة نجوم فعلية والتي تقع الشمس في لحظة بزوغها كأساس لها، يستخدم التنجيم الاستوائي قطع  30° من الابراج كاساس لها. التنجيم الفلكي يستخدم من قبل اقلية من المنجمين والذي يعتمد في قرائته على مجموعة النجوم قرب الشمس في لحظة الولادة. اما التنجيم الاستوائي فهو النموذج الاكثر شعبية ويقوم بتعيين القراءات بالاعتماد على وقت السنة بينما يتجاهل بشكل تام موقع الشمس و الكواكب بالنسبة الى بعضها ويستند الى اعمال بطليموس.

ارتباطات زائفة في الأبراج

حسب بعض المنجمين، ان البيانات تدعم الفرضية القائلة بان هناك علاقة سببية بين الاجسام السماوية والاحداث الانسانية، فيطلقون ادعاءات مثلا بان هناك ارتباطا ملموسا بين العلامات الفلكية واشياء مثل الالعاب الرياضية!

ومع ذلك وجود علاقة ذات دلالة احصائية بين س و ص ليست شرطا كافيا للاعتقاد بالعلاقة السببية، ناهيك عن ان نعتبر س سبباً لـ ص.

ومع ذلك الارتباطات بين الاشياء جذابة للمدافعين عن التنجيم و الأبراج للغاية.

دعونا  نفترض ان البيانات الاحصائية تظهر ارتباطات كبيرة بين مختلف الكواكب بصورة مرتفعة او منخفضة او تبلغ ذروتها احيانا وتظهر ايضا صفات شخصية مختلفة جدا. لكن ستكون مفاجأة جدا بان كل المليارات والمليارات من المقترحات السماوية يمكن تصورها، ان لم يكن هناك عدد كبير جدا يمكن ان تكون مرتبطة الى حد كبير مع العشرات من الاحداث او السمات الفردية.         

المدافعون عن التنجيم و الأبراج اشاروا الى ان “طول الدورة الشهرية للمرأة يتوافق مع مراحل القمر”(وهذا غير صحيح) و”حقول الجاذبية للشمس والقمر قوية بما فيه الكفاية للتسبب في ارتفاع وانخفاض المد والجزر على الارض”..

لذلك هم يقولون اذا كان القمر يمكن ان يؤثر على المد والجزر، فمن المؤكد ان القمر يمكن ان يؤثر على الشخص !!. ولكن ما العلاقة بين المد والجزر وبين الانسان؟

اننا نتذكر بان بداية الحياة البشرية كانت في البحار وان جسم الانسان يتكون من ٧٠% من الماء. وان المحار يفتح ويغلق w]tji وفقا للمد والجزر التي تتدفق وفقا للموجات الكهرومغناطيسية وقوى الجاذبية للشمس والقمر،  والبشر مليء بالمياه اليس ذلك واضحا بان سطح القمر يجب ان يؤثر في البشر ايضا؟!

قد يكون ذلك ملاحظا لبعض الاشخاص، لكن الادلة التي تشير لتاثير القمر هذا غير متوفرة [يقول احد العلماء ان تأثير جاذبية القمر على الانسان يعادل تأثير ضغط بعوضة واقفة على يد الانسان.. اقرأ المقال عن التأثير القمري].

المنجمون يؤكدون على اهمية مواقع الشمس والقمر والكواكب، الخ في وقت ولادة الشخص. لكنهم يتغافلون بان عملية الولادة ليست فورية. لانه لاتوجد لحظة واحدة فقط حيث يولد فيها الشخص. وحقيقة ان بعض الموسسات الرسمية تكتب وقت الولادة وهي غير ذات صلة بالموضوع.

فهل يختار المنجمون اللحظة التي يتوقف فيها ماء الجنين (ماء الولادة)؟ ام اللحظة الاولى التي يحدث فيها توسع لعنق الرحم اثناء الولادة؟ او عند ظهور اول شعرة من الجنين او اول اظفر من اظافر رجل الجنين؟

او عندما يمر اخر اظفر او شعرة من خلال اخر مليميتر من المهبل؟ او عندما يقطع الحبل السري؟ او عندما ياخذ الجنين اول نفس!

ام لا، تحدث الولادة عند اللحظة التي ينظر فيها الطبيب او الممرضة الى الساعة ليلاحظوا وقت الولادة؟

 

وما هو السبب في ان اللحظة الاولى اكثر اهمية من اللحظات المتعاقبة التالية في التاثير في شخصية الانسان وصفاته؟  ولماذا تكون لحظة  الولادة كلحظة بارزة اكثر من لحظة الحمل؟

لماذا لاتكون اللحظة الاولى لحظة شفاء ام الشخص او حالة مكان الولادة، الملاقط المستخدمة، الضوء الساطع في العملية، الغرفة القاتمة، المقعد الخلفي من السيارة، الخ  لماذا لاتكون كل هذه اللحظات اكثر اهمية من كون مااذا كان المريخ صاعدا، نازلا، بالغ ذروته او مختفي؟

لماذا لايكون كوكب الارض الشي الاكبر والاقرب لنا في مجموعتنا الشمسية لماذا لانعتبره المؤثر الرئيسي فيما نكون وماذا سنصبح ؟ اكثر من الشمس والقمر ومرور المذنب العرضي او الكويكب.

فان اغلب الاجسام الكوكبية جدا بعيدة عنا واي تاثير لها على اي شي في كوكبنا يزول قبل زوال تاثيرات امور اخرى هنا على الارض.

لااحد من شانه ان يفترض بانه من اجل فهم تاثير القمر على المد او البطاطا فانه يجب على المرء ان يفهم اللحظات الاولية من التفرد قبل الانفجار العظيم،  او موقع النجوم او الكواكب في الوقت الذي تحصد فيه البطاطا.

اذا كنت تريد ان تعرف هل ان المد سيكون قليل غدا فانك لاتحتاج لمعرفة ان القمر كان عند اول المحيط او ان النهر جاء اولا او العكس.

فاللحظات الاولية اقل اهمية من الحالة الموجودة لفهم الوضع الحالي على الانهار او النباتات، واذا كان ذلك صحيحا للمد والجزر والكواكب والنباتات لماذا لايكون صحيحا لنا نحن البشر ؟

اخيرا، الأبراج والتنجيم قد يكون أكثر الخرافات ممارسة على نطاق واسع والاكثر شعبية من جنية الاسنان في العالم اليوم.

ومع ذلك، هناك العديد من الذين يدافعون عنه عن طريق النقاط التي اشرنا لها سابقا.

فندعوهم لاعادة النظر والتفكير في الامر من وجهة نظر علمية وترك هذه الخرافة الطفولية !

http://skepdic.com/astrology.html