موجات الجاذبية الظاهرة الكونية التي طال مخاض إثباتها . العقل البشري المجرد يتنبأ بظاهرة كونية بعيدة احتاجت الى فترة طويلة و طرق علمية دقيقة و معقدة

بالرغم من ان العنوان طويل ، الا انه يستحق ان يكتب فيه عنواين و تفاصيل اكبر.
حيث ان ما حدث يوم امس من اعلان مختبر LI GO (الذي هو مختصر عبارة laser interferometer gravitational waves. و التي تعني مقياس التداخل بواسطة الليزر لموجات الجاذبية ) ما حدث يعتبر حالة اثبات لما ذكرته من عنوان في بداية هذا المنشور ، حيث اعطى مختبر LIGO اثبات تجريبي داعم مكننا من رصد موجات الجاذبية التي هي عبارة عن موجات زمكانية تتولد في الفضاء الكوني نتيجة حالة تشوه في المشبك الزمكاني (الزماني_ المكاني) الذي يتألف منه الفضاء الكوني (وفقا للنظرية النسبية الخاصة) هذا التشوه يتولد من تأثير الاجرام الفلكية المعجلة بشكل هائل و التي تمتلك التأثير الاكثر عنفا وطاقة مثل نجوم نيوترونية تدور حول بعضها البعض او ثقبين اسودين يدوران حول بعضهما البعض . حيث ان هذا الفضاء الزمكاني المشوه سيولد موجات زمكانية تنطلق بسرعة الضوء البالغة 2.99792458 مضروبة في عشرة اس 8 متر على ثانية، بدأ الرصد لهذه الموجات في عام 2014 من قبل مختبر ليغو و تم اعطاء تأكيدات اكبر في نهاية 2015 و بداية هذا العام ليعلن التأكيد حول هذه الموجات يوم امس .

المثير ان اول من تنبأ بهذه الموجات و اجرى حسابات دقيقة عليها بشكل مجرد و من دون مساعدة اي مختبر او كومبيوتر و اجهزة رصد متقدمة هو العالم الفذ البرت اينشتاين من خلال الحسابات التي اجراها عام 1916 على ضوء نظريته النسبية العامة، و لم يتم اكتشاف ادلة تجريبية حول هذه الموجات الا في عام 1974 عندما اكتشف عالمي فلك هما جوزيف تايلور و الان هالس اول نظام نجمي ثنائي هو PSR1913+16 بأستخدام مرصد راديوي و الذي يتألف من نجمين نيوترونيين راديويين يجذب احدهما الاخر تثاقليا يدوركل منهما حول الاخر بدورة مزدوجة تبلغ مرة كل 7،74 ساعة و يدور كل منهما حول نفسه مرة كل 59 ملي ثانية تبلغ كتلة احدهما 1،37 من كتلة الشمس و كتلة الاخر 1،43 من كتلة الشمس .
تتولد هذه الموجات ايضا من حدوث كوارث كونية مثل انفجارات سوبرنوفا التي تطرأ على نجوم عملاقة تتجاوز حد جاندراسيخار الاول البالغ 1،4 من حجم شمسنا ، و تتولد ايضا من اصطدام ثقبين اسودين ( الثقب الاسود هو ناتج نهائي لنجم عملاق يتجاوز حد جاندراسيخار الثاني البالغ 3،2 الى 3،4 من حجم شمسنا ، اندمجت مادته و اختفت المسافات البينية الذرية و دون الذرية ليصل الى اصغر حد له و هو حجمه الحرج و لتكن كثافته عالية جدا لدرجة تعتبر كثافة لانهائية و ليصبح منطقة غير محددة زمكانيا تتوقف في داخلها حالة الزمن و تتباطئ بالقرب منها ، و ليصبح مصدر تثاقلي جذبوي هائل جدا بحيث لا شيء سيفلت من هذا التأثير الجذبوي حتى و ان كان يسير بسرعة الضوء و سينضغط اي جسم الى اصغر حجم له و هو حد حجمها الحرج و يبعث اخر رسالة تتمثل في اشعة اكس عندما تصل الاجسام الى حدود الثقب الاسود المتمثلة بأفق الحدث التي هي اخر منطقة ممكن من خلالها رؤية الاجسام و اشعة الضوء الواصلة الى الثقب الاسود و افق الحدث مقياس لانتروبية الثقوب السود ، و من خلال افق الحدث و التأثيرات الجذبوية الهائلة يتم تحديد وجود الثقب الاسود حيث لا تنبعث اي موجة كهرومغناطيسية من داخل الثقب الاسود كما ان داخل الثقب الاسود حالة تفردية لاتنطبق عليها قوانين الفيزياء و الطبيعة و تتكسر عندها قوانين الفيزياء ، يوجد في مركز اي مجرة ثقب اسود كبير ، و عندما تندمج مجرتين لتكوين مجرة اكبر يندمج ثقبيها الاسودين ) .

المصدر حول موجات الجاذبية و رصدها موجود في هذا الرابط و موجات الجاذبية التي يتم رصدها اصغر بالاف المرات من اصلها المتولد من المصادر التي ذكرنها من ثقوب سود و انفجارات سوبرنوفا ، الموجات التي ترصد هي بمقياس نوى الذرات كما هو موجود في المصدر ذاته

https://www.ligo.caltech.edu/page/what-are-gw