التوستيسترون ويترجم حرفياً الى العربية (الشحمون الخصوي)، ينتمي إلى الهرمونات الستيرويدية، ويُعد الهرمون الجنسي الأساسي للذكور من البشر حيث يُصنع من الكوليسترول بعدة خطوات حتى يصل الى الكبد حيث يتحول الى الحالة الخاملة ثم ينشط بواسطة المُستقبلات الاندروجينية، وهو المسؤول عن تطوير الانسجة الجنسية لدى الذكور؛ الخصيتين والبروستات، والفعالية الجنسية لدى الذكور، وعند البلوغ تكون الخصية مسؤولة عن افرازه في الذكور، اما في الاناث فيُفرز من قبل المبايض بنسب قليلة جداً مقارنة بالذكور، حيث تكون مستوياته لدى الذكور 7-8 أضعاف مما لدى الإناث.

يكون التوستيسترون مسؤولاً عن الصفات الجنسية الثانوية لدى الذكور، مثل: توزيع الدهون بالجسم، عمق الصوت، توزيع الشعر بالجسم، والبنية العضلية وقوة العظام. يبدأ تنشيط عمل التوستيسترون منذ البلوغ وتبدأ مستوياته بالهبوط بعد بلوغ الثلاثين.

يؤدي انخفاض مستوى هذا الهرمون إلى:

  • انخفاض الشهوة الجنسية.
  • انخفاض الطاقة.
  • اكتساب الوزن.
  • تقلب المزاج والشعور بالإحباط.
  • تساقط الشعر من الجسم.
  • ضعف العظام.

أما لدى الإناث فانخفاض مستوى الهرمون يسبب ضعف العظام، هبوط الشهوة الجنسية، الاكتئاب، قلة التركيز. [1]

ان تصنيع التوستيستيرون يتم بواسطة الكوليسترول، ولا يعني ذلك ان زيادة الكوليسترول في الجسم سترفع مستوى التوستيستيرون، حيث أن مستوى التوستيستيرون يتم التحكم به عن طريق الغدة النخامية بالدماغ[2]

يكون التوستيسترون مسؤولاً عن تشكيل جسم الذكور فهذه احدى وظائفه الأساسية، وكذلك يرتبط هذا الهرمون بكيفية توزيع الدهون جينياً، حيث ان الجين المسؤول عن اطلاقه هو نفسه يقوم بمهمة توزيع الدهون في الجسم.[3]

انخفاض التوستيسترون والوزن

بمرور الأيام والسنين يتقدم العُمر بالمرء فينخفض مستوى التوستيسترون الحر بالجسم، فيرتفع الوزن او بعبارة أخرى يقوم الجسم بإعادة توزيع دهونه، وكذلك يتم انخفاض الكتلة العضلية بالجسم، حيث وُجد ان العمر يتناسب طردياً مع ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI)  والكتلة الدهنية، ويتناسب عكسياً مع مستوى التوستيسترون والأنسولين الحر. وبالتحليل الاسترجاعي يُكتشف ان قيمة مؤشر كتلة الجسم والعمر كدلائل مستقلة على مستويات هرمون التوستيسترون.

ان زيادة الكتلة الشحمية بالجسم (السمنة) ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالذكور المتقدمين بالسن، بسبب انخفاض مستوى التستوستيرون، وهرمون النمو، لكن زيادة الشحم هذه هي ذاتها سبب في المزيد من انخفاض التستوستيرون وهرمون النمو واللذان سيعودان إلى مستوياتهما الطبيعية عند تقليل الوزن[4].

قُصور الغدد التناسلية والسمنة

وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن العالم يشهد زيادة بالوزن لدى الذكور، حيث ان 39% من الذكور فوق الوزن المعتدل، و 13% منهم سمان الوزن، وتشير الدراسات إلى ارتباط زيادة الوزن لدى الذكور بعلاقة رجعية (ثنائية الاتجاه) مع قصور الغدد التناسلية والتي من أعراضها الأخرى اعتلال الانتصاب وانخفاض الشهوة الجنسية.  فالآليات الفسيولوجية والممرضة للسمنة في الرجال ترتبط ارتباطاً معقداً مع القصور الثانوي للغدد التناسلية، وهذه الحالة المرضية تزداد سوءاً بزيادة وزن الجسم؛ مما يخلق حلقة مفرغة مكونة من قصور الغدد التناسلية والسمنة. فالسمنة الناتجة من قصور الغدد التناسلية يمكن عكسها بإحداث فقدان ضخم بالوزن.

الانتظام بأسلوب حياتي صارم يمكن ان يتحكم بالقصور التناسلي وقد يُحسّن من اعراض الاعتلال الاندروجيني إضافة إلى تحسن مستويات هرمون الذكورة، اما إذا فشل ذلك في إزالة الأعراض الناتجة عن قصور الغدد التناسلية وإعادة مستوى التوستيسترون إلى طبيعته فيتم اللجوء إلى علاجات هرمونية أخرى[5].

 

هرمون التوستيسترون كعلاج للسمنة

التوستيسترون العلاجي نسخة مصنعة من الأندروجينات الستيرويدية، وعندما يدخل هذا الهرمون المُصنّع الى الجسم يمر بعدة تحولات بداية من تحوله إلى ثنائي هيدرو تستوستيرون (DHT)، الى ان يتحول الى الاسترادايول (هرمون جنسي من الستيرويدات)، يقوم التوستيسترون والـ DHT بتعزيز وتطوير الصفات الجنسية الذكرية المرتبطة بالأعضاء الجنسية الخارجية والداخلية، العضلات الهيكلية، وبصيلات الشعر. اما الاسترادايول فيقوم بتقوية نضوج المفاصل، وتشبع العظام بالمواد المعدنية[6]

إن إشراك التوستيستيرون العلاجي في علاج السُمنة لدى الرجال الذين يعانون من نقص هرمون الذكورة؛ له دلالة سريرية بالغة، حيث يؤدي العلاج الى انخفاض شديد بالوزن بلا أي انتكاس، على عكس العلاج المرافق للعمليات الجراحية التي تهدف للتخلص من السمنة؛ والتي تشهد نكوساً واضحاً[7].

دور هرمون الذكورة في خضم التغيرات الجسدية نتيجة التقدم بالعمر، بتحفيز كتلة الجسم الغث (LBM)  [مكونات الجسم الأخرى غير الدهنية] حول محيط وسط الذراع، وخفض نسبة الخصر الى الورك، وعند أخذ جرعة أكبر قليلاً من النسبة الطبيعية للهرمون بالجسم للذكور المصابين بنقص التوستيسترون فإن هذا يؤدي الى زيادة كتلة الدهون الحرة بالجسم (الدهون بالدم) بنسبة (+/-10%) وكذلك زيادة الكتلة العضلية.

فالتغيرات التي تحدث في حجم العضلات ترتبط بزيادة قُطر الليف العضلي، حيث يُقترح ان يكون التوستيسترون محفزاً على تضخيم الخلايا العضلية، و بالمحصلة؛ فإن التقدم بالعمر للذكور يؤدي الى زيادة الكتلة الدهنية وانخفاض الكتلة اللادهنية بالجسم [المصدر 4: دراسة فيرميولين 1999].

مكملات التوستيستيرون

احد مكملات التوستيستيرون الذي رخصته منظمة الأغذية والأدوية الامريكية (FDA) والذي يحتوي على نسبة قليلة من الهرمون هو ميثيل-تستوستيرون، ولكن ينصح الأطباء بعدم وصفه لسرعة تعامل الكبد مع التستوستيرون، مما قد يؤدي الى الإصابة بتسمم في الكبد نتيجة تناوله، فهذا المكمل يعتبر قانونياً إلا ان الأطباء يتجنبون اعطاءه، وحتى يتوفر دليل ملائم على سلامة استخدام هذا المكمل، فإنه لا يوصف إلا للحالات الحرجة مثل رجل متقدم بالعمر لديه أعراض سريرية حادة لإنخفاض التوستيستيرون، ولا يعالج حالة قصور الغدد التناسلية المتأخر[8].

الارتفاع غير الطبيعي للتستوستيرون:

يحدث الارتفاع غير الطبيعي للتستوستيرون في أجسام الرياضيين الذين يتعاطون الهرمونات المُنشّطة، ومن ضمنها التوستيستيرون وغيرها من الهرمونات المشابهة، لهدف زيادة الكتلة العضلية وتحسين الأداء الرياضي.

المشاكل الناتجة من الارتفاع الغير طبيعي للتوستيستيرون في الرجال:

  • انخفاض اعداد الحيوانات المنوية، انكماش الخصيتين، العنة (الضعف الجنسي).
  • الاضرار بعضلة القلب، وارتفاع قابلية الإصابة بذبحة صدرية.
  • تضخم البروستات، مما يؤدي الى صعوبة التبول.
  • الإصابة بأمراض الكبد.
  • الإصابة بالبثور.
  • حبس السوائل، مما يؤدي إلى تورم الساقين والقدمين.
  • زيادة الوزن، والذي يرتبط جزئياً بزيادة الشهية.
  • ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول وارتفاع مخاطرة تجلط الدم.
  • الأرق والصداع.
  • ازدياد الكتلة العضلية.
  • تأخر النمو لدى المراهقين.
  • السلوك العدواني غير المبرر (بالرغم من عدم إثباته بوضوح) [راجع مقال العلوم الحقيقية الذي تطرق للأمر: الآثار النفسية لبناء الأجسام، اعداد: عمر المريواني].
  • تقلّب المزاج، النشوة الجنسية، الاهتياج، الإصابة بالاوهام.

أما في النساء فإن ارتفاع التوستيستيرون يؤدي الى متلازمة تكيس المبايض، وهذا المرض شائع بين نساء ما بعد سن اليأس حيث يصاب به 6%-10% منهن [نفس المصدر لكلية هارفرد الطبية].

المصادر:

[1] Harshil Matta, “What Is Testosterone?“, Healthline

[2] Harvard Medical School, Testosterone — What It Does And Doesn’t Do, August 29, 2019

[3] Society for Endocrinology. “Testosterone And Body Fat Are Controlled By The Same Genes.” ScienceDaily. ScienceDaily, 6 August 2008.

[4] Vermeulen, Alex, S. Goemaere, and J. M. Kaufman. “Testosterone, body composition and aging.” Journal of endocrinological investigation 22.5 Suppl (1999): 110-116.

[5] Fernandez, Cornelius J., Elias C. Chacko, and Joseph M. Pappachan. “Male obesity-related secondary hypogonadism–pathophysiology, clinical implications and management.” European endocrinology 15.2 (2019): 83.

[6] National Center for Biotechnology Information (2021). PubChem Compound Summary for CID 6013, Testosterone. Retrieved July 8, 2021 from https://pubchem.ncbi.nlm.nih.gov/compound/Testosterone.

[7] Traish AM. Testosterone and weight loss: the evidence. Curr Opin Endocrinol Diabetes Obes. 2014 Oct;21(5):313-22

[8] Daniel Murrell, “Why do we need testosterone?”, Medical news today, February 6, 2019