طور العلماء طريقة جديدة وعالية الدقة تعتمد على تحليل المؤشرات الحيوية الأيضية لتحديد ما إذا كان الطفل مصاب باضطراب طيف التوحد (وهو مجموعة من الاضطرابات العصبية تشمل التوحد ومتلازمة أسبرجر) أم لا. حسب بحث نشرت نتائجه في دورية بلوس  للبيولوجيا الحاسوبية (PLOS computational biology) .

يؤثر اضطراب طيف التوحد على حوالي 1.5 بالمئة من إجمالي عدد الأطفال ولكن، ما زال سببه الدقيق مجهولاً ويتطلب تشخيصه فريق من الأطباء متنوعي الاختصاصات.  في بحث سابق، تم الكشف عن عدة فروق في العمليات الأيضية بين الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد وأولئك الطبيعيين. وقد بذل العلماء جهدهم لترجمة هذه الفروق إلى أدوات تشخيصية جديدة.

في هذه الدراسة، أوجد يورغن هان (Juergen Hahn) ودانييل هاوسمن(Daniel Howsmon) وزملائهم طريقة لتحديد الإصابة باضطراب طيف التوحد بناءً على تركيز مواد معينة في عينة من الدم. يتم إنتاج هذه المواد عن طريق عمليات أيضية تعرف باسم الأيض أحادي الكربون المعتمد على الفوليت (folate-dependent one-carbon metabolism) ومسارات تفاعل نقل الكبريت (transsulfaration pathways). كلتا العمليتين كانتا مختلفتين عند الأطفال المصابين بالتوحد.

قام العلماء باستخدام البيانات من عينات الدم التي تم جمعها من 83 طفل مصاب بالتوحد و76 طفل طبيعي، تتراوح أعمارهم بين 3 و10 سنوات. وقد تمكنوا-بمساعدة أدوات التحليل الإحصائي المتقدمة-من تصنيف 97.6 بالمئة من الأطفال المصابين بالتوحد و96.1 بالمئة من الأطفال الطبيعيين بشكل دقيق.

“الطريقة التي يقدمها هذا البحث هي طريقة فريدة من نوعها بإمكانها تحديد ما إذا كان الأفراد مصابون باضطراب طيف التوحد أم طبيعيون” يقول محرر الدراسة يورغن هان. “نحن لا نعلم أي طريقة أخرى تستخدم أي نوع من المؤشرات الحيوية وبدرجة دقة أقل بكثير من التي وجدناها في عملنا”. كما أضاف هان أن أبحاث أكثر مطلوبة من أجل تأكيد هذه النتائج. كما يأمل الفريق بإمكانية استخدام العلاج لتغيير تراكيز نواتج العمليات الأيضية وبالتالي، التأثير على أعراض اضطراب طيف التوحد.

المصدر:

PLOS. “Autism: New analysis method of metabolites accurately predicts whether a child has autism: Products of metabolic processes altered in children with autism could enable earlier diagnosis.” ScienceDaily. ScienceDaily, 16 March 2017.