NASA ناسا تريد وضع كويكب في مدار حول القمر
ترجمة: Mostafa Ouafki
اقترح مجموعة من العلماء ورجال الأعمال في القطاع الخاص على ناسا التقاط كويكب ووضعه في مدار حول القمر (بتكلفة إجمالية قدرها 2.6 مليار دولار) بدلا من إرسال رواد فضاء الى الكويكب. سيناريو من الخيال العلمي يمكن ان يتحقق خلال عشر سنوات.
الرئيس أوباما يأمل في ان يتم ارسال رواد فضاء إلى كويكب ما مستقبلا، إلا أن هذه الفكرة لا تحظى بتأييد واسع داخل وكالة ناسا، حسب تقرير صادر عن المجلس الوطني للبحوث في التوجيه الاستراتيجي لناسا. ويمكن تفسير هذا النقص في الاهتمام بعدم وجود تقدم سريع في تطوير نظام النقل (Orion-MPCV, SLS) وانجازه ضمن مخطط في مدة قصيرة بالإضافة الى العامل الصعب المتمثل في تمويل المشروع، فالعديد من الخبراء يتساءلون كيف يمكن لناسا ارسال رواد فضاء الى كويكب بميزانيتها الحالية.
وبسبب هذا النقص الاستراتيجي اُقترحت فكرة بديلة تتمثل في الجمع بين العديد من عناصر البرامج المخصصة للقمر والمريخ في مشروع كبير واحد يُنجز على مدى عقود، مثلما تم انجاز العمل العظيم épopée Apollo الذي سمح للأمريكيين بالهبوط على سطح القمر.
التقاط كويكب وجعله في مدار حول القمر : رهان برنامج علمي وتكنولوجي على مدى عقود
سيشكل انطلاقة مثالية لاستكشاف الانسان للفضاء من خلال استخدام موارده
.هذا المشروع سيُنجز في خمس مراحل كما تقول New Scientist. المرحلة الأولى تبدأ بإطلاق سفينة في الفضاء باستخدام صاروخ أطلس V Atlas V الذي سيسافر لأشهر عديدة للوصول إلى كويكب يبلغ قطره حوالي 7 أمتار. و بعد دراسته لفترة وجيزة سيستخدم المسبار الفضائي كيسا عملاقا لا يقل عن 10 (مترا) على 15 (متر) لالتقاط الكويكب وجلبه الى القمر. المهمة ليست بهذه البساطة فستستغرق ما بين 6 الى 10 سنوات وفقا لحسابات العلماء. وبمجرد وصول الكويكب إلى وجهته سيضعه المسبار في المدار القمري.
ويقول Louis Friedma من Planetary Society “هذا المشروع لا يزال يحتاج لبعض التعديلات العلمية والتقنية ولكن يُنظر إليه على أنه خطوة هامة إلى الأمام للاستكشاف” في الواقع تقريب كويكب لدراسته سيكون أسهل بكثير من دراسته بالمركبات الفضائية وبطاقم بشري. عندئذ سيكون من الممكن جمع المواد من على سطحه وجلبها في وقت قصير جدا لتحليلها.
تقريب كويكب بدلا من المغامرة في الفضاء
ارسال رواد فضاء إلى كويكب عمل محفوف بالكثير من المخاطر لأن هذه المهمة ستستمر بالتأكيد لأكثر من عام وسوف تُعرض الطاقم للإشعاعات الضارة التي لن يحميهم منها المجال المغناطيسي للأرض. من هنا تأتي أهمية فكرة التقاط كويكب وجعله في مدار حول القمر. وبمجرد ان يأخذ مكانه، سيكون من السهل الوصول إليه للعمل عليه وإجراء بحوث ودراسات علمية. وقد تمت دراسة فائدة هذا المشروع من قبل مجموعة من العلماء قريبة من وكالة ناسا. ولُخص المشروع في تقرير نشره معهد كيك للدراسات الفضائية Keck Institute for Space Studies الذي أوصى ناسا بالدخول في عهد الاقتصاد الفضائي..
هذه المهمة هي ضمن برنامج كبير للاستكشاف الروبوتي و البشري مماثل لذلك الذي اُنشيء لإرسال الأمريكيين إلى القمر في بداية 1960. في ذلك الوقت كان الاقتصاد والمجتمع الأمريكي قد حقق أرباحا لتمويل هذا البرنامج من خلال الابتكار والفوائد العلمية والصناعية لبرنامج أبولو Apollo. وفي هذا السياق يمكن تشجيع القطاع الخاص لتمويل المشاريع أو عمل مسابقات مثل جائزة جوجل Google Lunar X Prize لأجل تشجيع انبثاق Emergence صناعة فضائية مستقلة من خلال الاستفادة من استخدام الفضاء.
التقاط الكويكب والتحدي التكنولوجي
عند التقاط الكويكب يمكن ان تكون عملية استكشافه واستخدام موارده بمثابة نقطة انطلاق لاستكشاف النظام الشمسي بكلفة أقل. وهو الأمر الذي من شأنه أن يُمكن من ارسال بعثات مأهولة إلى ما بعد القمر في المستقبل.
لقد درست ناسا فائدة وضع كويكب كتلته تتراوح ما بين 250 و 1000 طن في مدار حول القمر. وقد تم بالفعل تحديد عدة كويكبات، واحد منها يعرف بـ HU4 2008، يزن تقريبا 600 طن ويبلغ طوله حوالي 8 أمتار. هذا الكويكب من الممكن التقاطه في عام 2020 مع افتراض سير الامور بشكل جيد، فعملية التقاط جسم في حالة دوران وحركة حول نفسه لن تكون سهلة، ناهيك عن جلبه للمدار القمري وتحقيق استقراره في مداره. التحدي الرئيسي يتمثل في تحقيق هذا الاستقرار وإعادة توجيه الكويكب ودفعه ليسير في الاتجاه الصحيح.
محاكاة لتحقيق استقرار كويكب في مدار حول القمر. ربما سيستغرق الأمر عشرين عاما لتحقيق ذلك
ولكن سيسمح لنا بإرسال البشر إلى سطح الكويكب في الأشهر الأولى من التقاطه
للاطلاع على معنى انبثاق Emergence
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%86%D8%A8%D8%AB%D8%A7%D9%82_(%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9)
المصادر
http://www.maxisciences.com/ast%e9ro%efde/la-nasa-veut-placer-un-asteroide-en-orbite-autour-de-la-lune_art28189.html