جزء مهم من المنهج العلمي يتمثل بالرؤى المختلفة لعرض وتمثيل العلوم، حيث لذلك أهمية كبيرة في العلوم الطبيعية بشكل خاص. وتتنوع هذه الرؤى بين مستويات عديدة بدءاً من البديهيات (axioms) ومن ثم قواعد استنباط النظريات من تلك البديهيات لتعد تلك القواعد نظاماً شكلياً معيناً (Formal System).
إذاً فالتشكلية العلمية ترتكز بالدرجة الأولى على ما يعرف بالأنظمة الشكلية والتي تتمثل ببعض الأنظمة الرياضية التي تتشكل من لغة وقواعد وبديهيات. البديهيات هي ما يفترض من الأساس أنها صائبة والتي تشتق النظريات على أسسها. تشبه الأنظمة الشكلية الى حد كبير اللغة الشكلية (formal language) والتي لها تطبيقات في علوم الحاسبات، حيث تعرف اللغة بمجموعة كلمات مكونة من ابجدية وتصاغ تعابير اللغة (أو جملها) من تلك الكلمات وفقاً لقواعد معينة). ومع ذلك فإن الشكلية العلمية لا تقتصر على الأنظمة الشكلية بل تناقش البديهيات أحياناً.
ولكن لو أردنا مناقشة التشكلية العلمية في الواقع، فما هي الأسئلة أو القضايا التي تناقشها؟ في الحقيقة إن مواضيعاً مثل نموذج غاليلو للكون، نموذج نيوتن للكون، والنموذج الكمي بما تتضمنه من بديهيات ونظم شكلية تمثل صلب الأمثلة التي تعبر عن حالات مختلفة من التشكلية العلمية.
أحياناً قد نجد مصطلح التشكلية (formalism) بمعناه المجرد في تخصصات عديدة مثل اللغويات، البيولوجيا وغيرها ولا يعني بالضرورة أنه يشير الى موضوع التشكلية العلمية، بل الى المعنى المجرد لكلمة شكلية حين الإشارة الى أنواع معينة من المخططات وأنظمة تمثيل البيانات. كما أن للمصطلح استخدامات أخرى في الفن والأدب.
إذا باختصار، فإن التشكلية تعبر عن رؤية كاملة للعلم تنطلق من بديهياتنا التي نرتكز عليها للاثبات العلمي ولانشاء النظريات وتنتهي عند النظم الرياضية، التعابير الرياضية واللغة الكاملة التي نصوغ بها برهاننا. وهي بذلك تمثل النموذج الكامل للمعرفة العلمية. المصطلح قد لا يكون شائعاً بكثرة وقد يكون متفرقاً بين تخصصات عدة، لكن التشكلية العلمية بذاتها تشير في الكتب الفلسفية الى النموذج العلمي السائد في التعامل مع الحقائق.