سلسلة المغالطات المنطقية (3)
- الدم أكثف من الماء (المحسوبية) : مغالطة منحرفة تستمد من طبيعة وروح المجتمع وفيها يعتبر التصريح، الحجة او الفعل صحيحاً وفوق التحديات بشكل تلقائي والسبب انه يروق لنا او يرتبط بشخص يعود لنا، او ان طارح الموضوع يقع ضمن فريقنا. على سبيل المثال “لقد رآك نسيبي وانت تخفق في عملك. اعرف انك مجتهد في عملك لكن من علي ان اصدق، انت ام هو؟ انت مطرود!”.
- غسيل الدماغ (بروبوغاندا): في حقبة الحرب الباردة كان يعتقد بان العدو يستطيع ان يرسل رسائل مبطنة الى جمهور مناوئيه بطريقة دعائية مبطنة (بروباغندا). على سبيل المثال ” لا تتصفح هذا الموقع! هم يحالون ان يغسلوا دماغك بدعاياتهم واشاعاتهم الكاذبة”. تاريخياً ترجع تلك المغالطة تماماً الى الأسلوب غير الإنساني بالقضاء على الحجة عند السجين عن طريق الالم، الخوف، الحرمان من النوم، الاعتداء الطويل والتلاعب النفسي المعقد. كما يمكن “لغسيل الدماغ” ان يتحقق عن طريق المتعة. على سبيل المثال، “هل احببت ذلك الشيء؟ انا اعرف انك تحبه، حسناً، هناك الكثير منه من حيث أتى، فقط كن معنا!”
- الرشوة (الحوافز المادية والمالية): ان مغالطة الاقناع عن طريق الرشوة او الهدايا هي عكس مغالطة الاقناع بالقوة. كما هو معروف، ان الشخص الذي يتم إقناعه بالرشوة نادراً ما يبقى مقتنع مالم تبقى تلك الرشوة مستمرة وتزداد مع الوقت. يتعلق بتلك المغالطة مفهوم التسهيل (العجلة تحتاج للزيت لتبقى دائرة دون مشاكل).
- المنطق الدائري (حلقة مفرغة): مغالطة الشعارات حيث A حدث بسبب B، وB حدث بسبب A. على سبيل المثال ” لا يمكنك ان تحصل على عمل لأنك لاتمتلك خبرة، ولن تكون لديك خبرة مالم تجد عمل.” ايضاً تشير تلك المغالطة الى الحجة الزائفة بالقول بصحة الشيء عن طريق اعادة نفس التصريح بكلمات مختلفة. مثلاً “ان مشكلة السحر هي الأزمة الروحية الاكثر الحاحاً في العالم هذه الايام، لماذا ؟ السبب ان السحرة يهددون ارواحنا الخالدة.”
- السؤال المعقد : هي مغالطة معاصرة يتطلب فيها جواب مباشر لسؤال لا يمكن الإجابة عليه دون تحليل او تحدي أسس السؤال نفسه أولاً. على سبيل المثال، “فقط أجبني بنعم او لا؛ هل كنت تعتقد بأنك ستنجو من عواقب السرقة الأدبية؟” كما تنطبق تلك المغالطة على المواقف التي يتم فيها اجبار شخص ما على رفض او قبول وجهة نظر معقدة تحتوي على اجزاء يمكن قبولها واجزاء لا يمكن قبولها.
- الانحياز التوكيدي : مغالطة الشعارات، وفيها يميل الشخص الى رؤية، اختيار ومشاركة الادلة والقرائن التي تدعم وجهة نظره ومعتقده في مقابل إهمال الادلة المخالفة. تبين هذه المغالطة كيف يعمل “العّرافين”، “اذا اخبرني العراف باني سالتقي شخص طويل، غريب ذو بشرة داكنة” فإنني سأركز على البحث عن هذا الشخص، وعندما التقي بشخص يحمل تلك الصفات حتى وان كان لقاءاً هامشياً فاني ساتعجب لصحة تنبؤ ذلك العراف”.
- الانحياز الافتراضي: (الاذعان) في هذه المغالطة المنطقية يتم قبول الموقف او وجهة النظر الموجود بسهولة والسبب لانها موجودة الان، وان مناقشة اي بديل اخر يعتبر جنون، شيء لا يمكن تصوره، شيء مستحيل او على الأقل يتطلب الكثير من الجهود، والتوتر او خطر التغيير.
- الدفاعية (خيار دعم التحيّز): مغالطة مستمدة من طبيعة وروح المجتمع، فيها ما ان يتخذ شخص ما قرار، تعليق، فعل مفترض، تجد شخصاً اخر يميل تلقائياً الى الدفاع عن هذا القرار مع الرفض غير العقلاني للرأي المخالف، حتى وان تبين لاحقاً ان هذا الرأي هش او خطأ. على سبيل المثال “لقد صوت لصالح سنث. بالتاكيد ، لقد تبين انه مخادع وكاذب ولقد كان سبب دخولنا الحرب، لكنه يبقى افضل من البدائل المتوفرة”.
- المسؤولية المنقوصة : مغالطة معاصرة مشهورة في تطبيق مفهوم القضاء المتخصص (العقوبة الجنائية يجب ان تخفف اذا كان احد الأحكام ضعيفاً) على الواقع بشكل عام. على سبيل المثال ” كنت أسير بسرعة على الطريق السريع ولقد قتلت شاباً، لكني كنت شارداً بذهني ولم اعرف ماذا كنت افعل إذن هذا لا يهم كثيراً.” في الواقع ان الموت مهم بالنسبة للضحية، وأسرته وأصدقائه والمجتمع بشكل عام. سواء أكان مرتكب الجناية ثمل ام لا، هذا لا يهم نظراً لان النتائج المادية كانت نفسها.
- غمامات التخصص: مغالطة معاصرة شائعة وفيها يتجاهل او يرفض الباحثون في تخصص ما الدراسات، الحجج والادلة الصادرة من اخرين خارج هذا التخصص. على سبيل المثال “ربما ما يقولونه صحيحاً او خاطئاً، لكن مع ذلك هو لا يمت بصلة لما نقوم به الان في مجال اختصاصنا،”