وجود اشارات لأسباب بيولوجية لاكتئابات منتصف العمر.
قردة الشمبانزي وانسان الغاب تبدو أنها تمر بأزمة منتصف العمر. تماماً كالبشر.
اظهرت دراسة نشرت بالأمس شملت 508 فرداً من القردة العليا المحتجزة بأن الشعور بالسعادة لدى هذه الحيوانات يكون في اقل مستوياته عند نهاية العشرينات ومتوسط الثلاثينات من العمر، والتي تمثل فترة منتصف العمر، قبل أن يعود ليزدهر في فترة الشيخوخة.
هذا الاكتشاف بأن أزمة منتصف العمر ليست خاصة بالانسان تقترح بأن الأزمة تعود لأسباب بايولوجية، أكثر منها اجتماعية.
ويشار بأن الرجال والنساء، بغض النظر عن وضعهم المادي، يمرون بتجربة من هبوط مستوى السعادة في فترة منتصف العمر، والتي تعرف بصورة عامة بالفترة من منتصف الثلاثينات الى نهاية الخمسينات. بغض النظر عن عمومية الأمر، علماء الاجتماع عانوا لتفسير انعدام الرضا هذا. عوامل اقتصادية واجتماعية، مثل المشقة المالية والفشل في تحديد الطموحات، قد تكون أسباباً.
الكساندر ويس، عالم النفس في جامعة ايدنبيرغ، بريطانيا، وفريقه انطلقوا لايجاد اذا ما كان هنالك عوامل بايولوجية تشارك في الأزمة. لقد سعوا الى تقييم مستوى السعادة لدى قردة الشمبانزي وانسان الغاب بالاعتماد على حراسها أو الأشخاص الذي يعرفونها جيداً.
القردة كانت ضمن جميع مستوى الاعمار، وسعادتها كانت يتم تقييمها من خلال استطلاع يتم الاجابة عنه بواسطة حراسها. الاستطلاع غطى أربعة معايير: المزاج العام للحيوانات، مدى سعادتها من التواصل الاجتماعي، نجاحها في تحقيق اهداف كالحصول على الطعام واشياء اخرى ترغب بها، ومدى سعادة الحارس في حال كونه أو كونها حيوان الاسبوع.
فرانس دي فال، الاختصاصي في الرئيسيات في جامعة ايموري في اتلانتا، جيورجيا، كان يفضل مشاهدة مقياس أكثر واقعية لمدى سعادة القردة، كمستويات هرمونات التوتر، ولكنه يقول بأن هذا الاستنتاج، في حاله كونه صائباً، يمكن ان يكون له آثار على فهمنا لأزمات منتصف العمر.
من بين ثلاثة مجاميع من قردة الشمبانزي وانسان الغاب شملتها الدراسة. كانت القردة الأسعد اكثر ميلاً الى ان تكون شابة أو كبيرة في العمر، وكان أكثرها شعوراً بعدم الرضا في الثلاثينيات من العمر. على أي حال، فإن الدراسة تمثل لقطة – حيث أنها لم تتبع القردة خلال مسيرة حياتها – مما يعني احتمالية وجود عوامل خارجية مثل الموت المبكر للقردة غير السعيدة. مع ذلك، ويس يؤمن بأن النتائج تعرض صورة صحيحة.
كل تفسير هو مضاربة، يعترف ويس، مشدداً على أنه حتى في حالة وجود جذر بايولوجي مشترك، فإنه يتم تصفية آثار الأزمات من خلال الممسارسات الثقافية والتأثيرات البيئية. “لا اعتقد بأنك ستجد قرد شمبانزي يشتري سيارات حمراء فاقعة” يقول ويس.
ترجمة: مرتضى مشكور