العلاج النفسي والعلوم الزائفة خمس مؤشرات على العلاج الزائف قبل حصولي على الدكتوراه في الامراض النفسية السريرية كنت قد اكملت درجة الماجستير في الاستشرات الطبية في هذا المجال.ان العيش في مدينة متحررة الى حد ما جعلني اتطلع الى طرق متنوعة ومختلفة من المعالجات النفسية ، البعض منها معقول و مقبول والبعض الخر يثير تساؤلات ويطرح علامات استفهام، لكن حقيقة لا يمكن البت تماما في هذا الموضوع.
ان حصولي على الدكتوراه قد اعطاني خلفية معرفية كافية في مجال طرق البحث وعليه صرت باحثا جيدا في هذا المجال، لكن مع وجود الاف من المعالجين النفسيين اصبح من الصعب التفريق بين العلاجات ذات القاعدة الجيدة المدعومة بالبحوث من الاخرى الزائفة.
حتى الطبيب المتدرب يجد الوضع مربكا ومن الصعب ان يوجه الناس نحو العلاج الصحيح مما يجعل المريض وحيدا يبحث عن العلاج الفعال.
على اية حال فان د. Scott Lilienfeld من جامعه Emory كان واحدا من اشد الداعمين للوقوف بوجه هذه العلاجات الزائفة والوهمية.
لقد كرس د. سكوت جزءا كبيرا من حياته المهنية للكتابة عن المعالجات النفسية وكان داعما وموجها بقوة باتجاه العيادات الطبية المستندة للعلم الحقيقي والابحاث وقد استخدم مصطلح علم زائف للتفريق بين العلاجات ذات الادلة والابحاث من الاخرى الزائفة.
في البحوث النفسية: لا يوجد تعريف قاطع لمعنى العلم الزائف لكن يمكن تصنيفه على انه اختراق لحالات علاج المشاكل النفسية بالاعتماد على مشاهدات وتحليلات لكن بدلائل ضعيفة جداً.
انا متيقن تماما من ان اغلب العاملين بمجال العلاجات النفسية الزائفة هم مخلصين ومعتقدين تماما بفعالية علاجاتهم وهم يستخدمونها ايضا في حياتهم اليومية وممارساتهم ويعتقدون بان لها نتائج فعالة تماماً.
لسوء الحظ فان البحاث قد اثبتت مرارا وتكرارا باننا لا يمكن ان نكون حياديين فيما يخص تجاربنا الشخصية، نحن غالبا ما نحاول ان نثبت ان وجهات نظرنا صحيحة خصوصا فيما يخص الابحاث التي قمنا ياستثمار فيها الوقت والمال.
انها ليست مسألة ان العلماء هم اقل خطأ او تحيزا من غيرهم، فهم ايضاً ممكن ان يطلقوا احكاما سابقة ومنهم من هم ذوو تفكير محدود، لذلك وللسلامة المهنية ولضمان نتائج صحيحة يتم استخدام طرق بحثية معينة وتحاليل احصائية.
بالاضافة الى ذلك، فانه قبل ان يتم النشر باي مجلة علمية هناك العديد من المراجعات من اشخاص باحثين حياديين غالبا ما يكونوا مجهولين بالنسبة للناشر ممن لا علاقة لهم بالبحث المعني ونتائج الدراسة التي يأتي بها مما يعطي دعماً اكبر للنتائج. ان هؤلاء المراجعين من العلماء بالاضافة الى معايير النشر المختلفة من مجلة علمية الى اخرى هي بمثابة الحارس الذي يحافظ على سلامة وعلمية الموضوع.
هنا فان هناك بعض النقاط التي يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار.
اذا كان يبدو مبالغاً في جودته مما يدعو للتشكيك في صحته، فهو غير صحيح على الأغلب:
العلاج العلمي هو عملية بطيئة، بخطوات متعددة مع الكثير من المحاذير اذ انه لايمكن للنجاح ان يتحقق بليلة وضحاها. انهه حتى مع العلاجات العلمية الرئيسية فان هناك نسبة ممن لا يلاحظ نتائج فعالة، وكذلك ممن حصلوا على نتائج فعالة فانه ستظل هناك نسبة للاخطاء ولو بنسبة قليلة.
يجب ان نكون مقتنعين بان المعالجات الثورية والسريعة هي دائما محل شك اذ انه لايوجد معالجات بجلسة واحدة او اثنان فيما عدا بعض حالات الفوبيا مثل فوبيا العناكب. ان حالات المعالجات النفسية العلمية قد تستمر من 8- 12 جلسة حتى تحت احسن الظروف.
ان العلم الزائف غالبا ما يعتمد على المشاهدات و الادلة الشفهية القولية :
ان داعمي و مسوقي العلوم الزائفة غالبا ما يعتمدون على شهادات وادلة من اناس يدعون شفائهم عن طريق هذه المعالجات. ان توقعات النتائج تؤثر بشكل كبير على النتائج الفعلية للحالات بشكل كبير، ان العلماء لفترات طويلة قد استخدموا عمليات وتداخلات جراحية وهمية لاحداث تغييرات نفسية فقط بدا من الحاجة الجراحية لهذا التداخل.
ان العلاج الوهمي Placebo مؤثر بصورة كبيرة. الصحيفة الساخرة The Onion One قد نشرت مقالا بعنوان ان منظمة الاغذية والادوية الامريكية قد اجازت وصف الادوية الوهمية للمرضى في بعض العلاجات. وفي نفس المجال فان هناك الكثير من الاطباء ممن يصفون ادوية وهمية في بعض المعالجات فهو الارخص ثمنا واقل اعراضا جانبية مقارنة بالادوية الحقيقية.
اشارت الدراسات ان للادوية الوهمية تاثيرا كبيرا في تحسن المرضى في حالات الاكتئاب ما عدا الحالات الشدية منها. وان الكثير من المرضى ممن تتحسن حالاتهم المرضية بمجرد التواصل مع الاشخاص الذين يشعرون معهم بالعطف والمودة.
مجرد الادعاء ان هذه المعالجات تؤثر على الدماغ هذا لا يعني ان هناك اداة علمية على ذلك:
اغلب المعالحات الزائفة تعتمد على مصطلحات مثيرة وغامضة مثل التشابك العصبي و التداخل العصبي لتفسير تاثيرها على الدماغ، وفي بعض الاحيان يتم ذكر اجزاء خاصة من الدماغ يدعون انها تؤثر فيها، على العموم هذه المصطلحات زائفة ولاوجود ادلة داعمه لها.
هناك الكثير من دراسات التصوير الشعاعي للدماغ لمعرفة تاثير المعالجات عليه لكن يظل ذلك ضعيفا وضئيلا.
المعالجات الزائفة تدعي ان اضافة بعض الاشياء الغير فعالة الى العلاجات الحقيقية العلمية قد ينتج علاجات جديدة :
اضافة الى تاثير العلاج الوهمي فان العلم الزائف يدعي ان اضافة بعض المعالجات الزائفة قد تعطي تاثيرا جديدا للمعالجات الاصلية العلمية
ان عملية حركة العين لمنع التحسس واعادة التوظيف EMDR هي عملية علاجية تم تسويقها بصورة قوية لعلاج ضغط ما بعد الصدمات PTSD و غيرها من الحالات المرضية.
بعض العاملين بها يدعون تاثيرها على العمليات العصبية من خلال التحفيز الثنائي للدماغ مثل حركة عين الانسان اماما وخلفا والنقر على اليدين بصورة متعاقبة.
على الرغم من الابحاث العلمية قد دعمت عملية EMDR في PTSD لكن الابحاث لم تدعم نتائج التحفيز الثنائي للدماغ، ان اغلب العلماء قد وصف EMDR على انها ببساطة نوع من العلاج الادراكي السلوكي ولا يوجد ادلة قوية على التحفيز الثنائي.
لكن رغم ذلك هناك استمرار بعملية تعليم ودعم اهمية الاستمرار بالتحفيز الثنائي للدماغ.
لقد قارن العلماء بين EMDR مع علاج القبعه الارجوانية الافتراضي من حیپ التأثير، تحيل ان تدفع الاف الدولارات فقط لتقوم بعملية علاج القبعه الارجواني بصورة صحيحة.
ان ما يبدو مهما حين يذكر مصطلح التاثير الثنائي يصبح سخيفا حين يذكر مع مصطلح القبعه الارجوانية مع العلم ان تاثيرهم متشابه.
كن على حذر من (( حجم واحد يناسب الجميع ))
مع المعالجات الزائفة فإن الادعاءات تقول بان هذه المعالجات تعطي نتائج فعالة مع عديد من الحالات النفسية، مثال على ذلك طريقة العلاج باستخدام ركوب الخيل حيث اثبتت التقارير فعاليتها مع كثير من الحالات مثل عدم انتظام الاكل، الخرف، القاق، حالات الاكتئاب. على الرغم من عدم وجود دليل داعم على فعاليتها مع اي من هذه الحالات.
للتوضيح هناك مجموعة من من العلاج المعرفي السلوكي والتي تعمم على مجموعة من الحالات، عموما فان العلاج المعرفي السلوكي هو مظلة تغطي مجموعه من التقنيات والطرق العلاجية، ان العلاج السلوكي للقلق ليس مشابها للعلاج السلوكي في حالة الاكتئاب.
عموما كن حذرا من (علاج لكل الحالات).
الخلاصة
حتى مع العيادات المرخصة فان المعالجات النفسية تعتمد على مجموعه من الطرق والاتجاهات، بعضها يعتمد على ابحاث والبعض الاخر لا.
بسبب تاثير العلاج الوهمي فانه من الممكن الحصول على نتائج فعالة مع علاجات قليل جدا، ان الكثير من العلاج الزائف يملك بعض المقومات المدعومة بابحاث علمية، لكن المشكلة هي في ضياع الوقت والمال بدون الحصول على النتائج المرجوة. مثال ذلك : فان علاج الهلع من الممكن ان تستمر تقريبا 10 جلسات من خلال التعرض للعلاج المعرفي السلوكي مع التركيز على التحدث بعمق مع الحالة والتركيز على تاريخ وطفولة المريض.
ان الاهم هو اختيار المعالج والعلاج الصحيح للحصول على افضل النتائج.