من هو مكتشف عُطارد؟
لا يرجع فضل إكتشاف عُطارد إلى أيِّ شخصٍ على الإطلاق. إن عُطارد من الكواكب الخمسة التي يكون ممكناً رؤيتُها في سماء الليل من دون الحاجة إلى إستعمال التيليسكوب أو المِنظار. عُرِف عُطارد منذ الزمن القديم وقد تمت مراقبتُه لآلاف السنين من قِبل الحضارات المختلفة. إن من أقدم السجلات عن عُطارد كتبت من قِبل السومريين قبل حوالي 3,000 سنةٍ قبل الميلاد. ولأن عُطارد لا يمضي بعيداً عن الشمس في السماء أبداً، فإنه من الصعب أكثر أن تتِم رؤيتِه ومِن المحتمل أنه تم إكتشافُه في وقتٍ كان بعد وقت اكتشاف الكواكب الأكثر سطوعاً كالزُهرة، المريخ، المشتري وزُحل.
كيف حصل عُطارد على إسمِه؟
عَرَف الرومان سبعة أجسامٍ برّاقة في السماء: الشمس، القمر، والكواكب الخمسة الأكثر بريقاً، وقد قاموا بتسمية هذِه الأجسام تيمُّناً بأهم آلِهتِهم. ولأن عُطارد كان أسرع الكواكب في حركتِه حول الشمس، فقد تمت تسميتُه تيمّناً بالإله الرسول ميركوري (Mercury) (الإسم الروماني لِعُطارد). كما وكان ميركوري إله المسافرين أيضاً. وِفقاً للخرافة، فإن قبّعته وصنادِله كانت مجنّحة لكي يتمكن من الطيران.
مِمَّ يتكون عُطارد؟
إن عُطارد هو كوكب صخري ويحتوي على لُبٍ حديديٍّ عملاق، حيث يمثل هذا جزءاً كبيراً من داخِلِه. يحتلُّ لب عُطارد ثلاثة أرباع قطر الكوكب. يبلغ حجم اللب الحديدي لعطارد حجم القمر تقريباً. تبلغ نسبة الحديد 70% من الوزن الكلي للكوكب، مِما يجعلُه أكثر الكواكب غِنىً بالحديد في النظام الشمسي. تغطي هذا اللُّب قشرةً صخريةً خارجيةً يبلغ سُمكُها حوالي 350 ميلاً (550 كيلومتراً تقريباً).
كم يبلغ عمر عُطارد؟
تكوّن عُطارد من قرصٍ دوّارٍ كبيرٍ من الغاز والغبار، في الوقت نفسه الذي تكوّنت فيه باقي أجزاء النظام الشمسي. يعتقد الفلكيّون بأن كل هذا حصل قبل ما يقارب الـ 4.6 بليون (مليار) سنةٍ مَضت! لِذا يبلغ عمر عُطارد حوالي 4.6 بليون سنة.
ما هو لون عُطارد؟
تختلف ألوان الكواكب وِفقاً لما تتكون هذه الكواكب منها ووِفقاً لكيفية عَكس أسطُحها و/أو أغلِفتها الجوية وإمتصاصِها لضوء الشمس. يمتلِك عُطارد سطحاً صخرياً رمادياً داكِناً مغطىً بطبقةٍ سميكةٍ من الغبار. مِن المعتقد أن السطح مكوّنٌ من صخورٍ ناريةٍ من السيليكات والغُبار.
كم تبلغ حرارة عُطارد؟
بما أن عُطارد هو أقرب الكواكِب للشمس، يدور ببطئٍ ولايمتلِك غلافاً جوياً سميكاً بما فيه الكفاية لحبس الحرارة، فإن درجة حرارتُه تتنوع بشدة. تنخفض درجة حرارة عُطارد إلى 279 درجة فهرنهايت (-173 درجة سيليزية) ليلاً، وتعاوِد الإرتفاع مجدداً إلى 801 درجة فهرنهايت (427 درجة سيليزية) خلال النهار. (تكفي هذه الحرارة لاذابة الرصاص!).
هل يمتلك عُطارد غِلافاً جوياً؟
يمتلك عُطارد غلافاً جوياً رقيقاً مكونٌ من الذرات التي تفجّرت من السطح بسبب الرياح الشمسية، وهي أمواجٌ دائميةٌ من الجزيئات القادمة من الطبقة الخارجية للشمس. ولإن عُطارد حارٌ جداً، تتمكن هذه الذرات بالإفلاتِ بسرعةٍ إلى الفضاء. على نقيض الأغلفة الجوية المستقرة للأرض والزُهرة، فإن الغلاف الجوي لعُطارد في تجدُّدٍ مستمر.
كيف هو الطقس على عُطارد؟
بسبب الغلاف الجوي شبه المعدوم لعُطارد، فهو لا يمتلك طقساً كالعواصف، الغيوم، الرياح أو المطر. قد تبلغ درجة حرارتِه السطحية 801 درجة فهرنهايت خلال النهار (لأنهُ قريبٌ جداً من الأرض) وتنخفض لكي تصل إلى 279- درجة فهرنهايت ليلاً (لعدم وجود غلافٍ جوي يحبس الحرارة خلال النهار).
هل توجد المياه على عُطارد؟
تُظهِر بياناتٌ حديثة إمكانية وجود جليد الماء في قيعان الفوهات التي تكونت جرّاء الشهب والنيازك، بالقرب من قُطبَي عُطارد. بالرغم من أن عُطارد هو أقرب الكواكب للشمس، وبالرغم من إمكانية تغطية الحرارة الشديدةُ لمُعظم سطحِه، إلا أن إمكانية وجود الجليد في قيعان بعض الفوهات وذلك لأن أرضيات الفوّهات مظلّلةٌ بشكلٍ أبدي بسبب حواف الفوّهة. لا تملك محاور عُطارد ميلاناً تقريباً، لِهذا يتلقّى القطبانُ أشعة شمسٍ مباشِرة.
كم عدد المركبات الفضائية التي تم إطلاقُها إلى عُطارد؟
زارت مركبتانٍ فضائيتانٍ كوكب عُطارد فقط حتى الآن. كان إسم الأولى مارينر 10 (Mariner 10). خلال 1974 و1975، حلّقت المركبة مارينر 10 بالقرب من مارينر 10 ثلاثة مرات وقامت بصنع خرائط لنصف سطح الكوكب. كما وإكتشفت مركبة مارينر 10 الغلاف الجوي الرقيق لعُطارد ورصدت الحقل المغناطيسي له. حديثاً، دخلت مركبة الفضاء مَسنجَر (Messenger Spacecraft) في مدارٍ حول عُطارد عام 2011، وأكملت تخطيطاً لـِ 100% من سطح الكوكب في عام 2013. من المخطط إطلاق المركبة بيبي كولومبو (BepiColombo) في عام 2015 وأن تدخل المدار حول عُطارد في عام 2022.
لِمَ يمتلِك عُطارد فوهاتٍ أكثر من كل الكواكب الأخرى؟
إن لكل الكواكب في مجوعتِنا الشمسية الكثير من الفوهات التي تتسبب فيها النيازك والشهب. كان هذا صحيحاً جداً في الماضي عندما كان عدد الكويكبات التي تسافر في نظامِنا الشمسي أكثر من عددِها اليوم. على الكواكب مثل الزهرة، الأرض، والمريخ، لا نستطيع رؤية الكثير من الفوهات لأن غالبيتها تعرّضت للتعرية بسبب الرياح، المطر، النشاط البركاني، والقِوى الأخرى. على الكواكب الغازية العملاقة، كالمشتري، زحل، أورانوس، ونيبتون، لا نرى الكثير من الفوّهات وذلك لعدم وجود سطحٍ صُلبٍ مرئي لكي تستطيع النيازك ضربَها. بالنسبة لعُطارد، حيث لا يوجد غِلاف جوي، لايوجد طقسٌ ليقوم بتعرية الفوّهات، لذلك لازال من الممكن رؤية الفوّهات.
كم يستغرق الوقت للوصول إلى عُطارد من الأرض؟
الوقت المستغرق للسفر إلى عُطارد يعتمد على موقع الأرض وعُطارد عند دورانِهِما في مداراتِهِما، أثناء بدء مركبة فضاء بالسفر من الأرض، وعلى المسار المحدد مسبقاً. مِثالاً على ذلِك، أُطلِق مارينر 10 في الثالث من نوفمبر، عام 1973 ووصلَت إلى عُطارد في التاسع والعشرين من مارس، عام 1974.
كم يبعُد عُطارد عن الأرض؟
إن عُطارد هو أول كوكب في بعدِه عن الشمس والأرض هي ثالث الكواكب في التسلسل. يبعُد عُطارد عن الأرض بمسافةٍ يبلُغ معدلُها 48 مليون ميلاً (77 مليون كيلومتراً) عن الأرض. يعتمد قياس المسافة بدقةٍ بين الكوكبين على موقعيهِما في مداريهِما.
كم يبلُغ طول السنة على كوكب عُطارد؟
يبلغ طول السنة على عُطارد 88 يوماً أرضياً. يمتلك عُطارد أقصر السنين طولاً من بين كل كواكب النظام الشمسي.
كم يبلُغ طول اليوم على كوكب عُطارد؟
إن يوم كل كوكب هو الوقت المستغرق لكي يدور الكوكب حول محورِه. يدور عُطارد ببطئٍ شديدٍ مقارنةً بالأرض، لِذلك إن اليوم على عُطارد أطول بقليل من اليوم على الأرض. يبلغ طول اليوم على عُطارد 58.646 يوماً أرضياً أو 1407.5 ساعة، بينما يبلغ طول اليوم على الأرض 23.934 ساعة.
كم تبلُغ سرعة دوران عُطارد حول الشمس؟
يدور عُطارد حول الشمس في 88 يوماً فقط، مقارنةً بـ 365 يوماً للأرض، وبسرعةٍ متوسطة تبلُغ 105,947 ميلاً (170,505 كيلومتراً) في الساعة. إن هذه السرعة هي أسرع من أي كوكبٍ آخر في المجموعة الشمسية.
كم يبعُد عُطارد عن الشمس؟
إن عُطارد هو أقرب الكواكب للشمس. إن مدار عُطارد بيضاويٌ جداً فيما يخص الشكل، كدائِرةٍ مسحوبة، مقارنةً بمدارات الكواكب الأخرى. تتراوح المسافة بين الشمس وعُطارد من 28.6 مليون ميلاً (46 مليون كيلومتراً) إلى 43.4 مليون ميلاً (69.8 مليون كيلومتراً).
كم تبلغ قوة جاذبية عُطارد؟
بما أن الأرض تمتلك كُتلة أقل من الأرض، فإن الجاذبية السطحية لعُطارد أقل مِنها للأرض. تبلغ الجاذبية السطحية لعُطارد حوالي 38% فقط من الجاذبية السطحية للأرض، لِذا إن كُنت تزِن 100 باونداً على الأرض، فإنك ستزِن 38 باونداً فقط على عُطارد.
كم يبلغ صِغر عُطارد مقارنة بالأرض؟
يبلغ قطر عُطارد 3,032 ميلاً (4,879 كيلومتراً) مما يجعلُه أكبر بقليل من ثلث حجم الأرض. إن كان حجم الأرض كحجم كرة بييسبول، فإن حجم عُطارد سيكون مقارباً لحجم كرة كًولف.
كيف تبدو الشمس من على سطح عُطارد؟
بما أن عُطارد هو أقرب الكواكب إلى الشمس، فإن الشمس ستبدو أكبر بكثير من على عُطارد، مقارنة بكل الكواكب الأخرى في النظام الشمسي. من على عُطارد، ستبدو الشمس أكبر بنسبة مرتين ونصف مما تبدو عليه على الأرض.
المصدر:
Cool cosmos – Ask an astronomer, US Government Sponsored Research NAS7-03001 and NNN12AA01C