الرؤية عن بعد هي الزعم بالقدرة على رؤية الغيب أي رؤية أمور لم يكن المدعي موجوداً عند حدوثها كمشاهدة ما حدث في مكان بعد القدوم اليه، أو مشاهدة ما يحدث آنياً في مكان آخر.
الرؤية عن بعد صنعت ضجه في اوائل عام 1970، عندما شاع القلق بين اجهزة الاستخبارات الامريكية ان السوفيت لديهم عرافين قادرين على اكتشاف أسرار الولايات المتحدة العسكرية، وقتها تم تخصيص 20 مليون دولار لاختبار مجموعة من العرافين يدّعون قدرتهم على الرؤية عن بعد. من المفترض، انك تسألهم سؤالاً عن مكان ما و تدعهم يستخدمون قدراتهم النفسية ليرسموا لك صورة حول مكــان مـا بكل ما يجري هنــاك وكان من المؤمل ان يؤدي ذلك الى معلومات استخباراتية مفيدة. فكان مشروع ستارجيت و الذي تم الغاؤه بحلول عام 1990 نظرا لعدم وجود نتائج يمكن الاعتماد عليها. يقول انصار مشروع ستار جيت ان استثمار حكومة الولايات المتحدة في المشروع يثبت ان لديه جدارة و استحقاق، و يشير النقاد انه لو كان هناك جدارة لهذا المشروع، سيكون التمويل قد استمر على الأقل.
مدعي الرؤية عن بعد الاكثر شهرة و الذي ظهر في هذا المشروع رجل يدعي جوزيف ماكمونيجل “Joseph McMoneagle”
اليوم يقول جوزيف  انه يقدم خدماته في الرؤية عن بعد على اساس الاستشارات، وفي عام 1994 ذهب جوزيف
في برنامج يسمي “Put to the Test” لكي يستعرض فقط  قدراته. هناك مقطع من العرض في نهاية مقالتنا، ما ستجده في هذا العرض ان هناك تأييداً صريحاً لقدراته و هو ما يعزز نظر الجميع اليه على انه ناجح، اذا كنت تريد حقا ان تستمع الى ما قدمه من بيانات، انظر الى الرسومات ستجد تشابهاً قليلاً لما يزعمه هو. بعد ذلك اخذوه الى هيوستن و تكساس و تم ارسال شخص الى واحده من المدن الاربع المختارة. كانت مهمه جوزيف هي تحديد ما رآه ذلك الشخص، و بالتالي تحديد اين ذهب ذلك الشخص. وقد حان االوقت لحديث جوزيف عن المواقع الاربعة بصفته مشاهداً عن بعد كما يزعم:

  1. يقول جوزيف ان هناك نهراً او شئ قريباً يشبه النهر مع تحسينات من صنع الانسان، مع العلم ان مدينه هيوستن مدينة بها نــهــر فكــان ذلك رهان جيد و ينطبق ذلك ايضا مع وجود زلاجة مائـية.
  2. يقول جوزيف ان هنـاك خطوطاً عــمودية، و انا اتحدي اي شخص يجد اي موقع في اي مكان بدون خطوط عمودية.
  3. يقول جوزيف ان الشخص الذي تم ارساله الى تلك المواقع الاربعة وقف على منحدر و اضاف ذلك الشخص انه لم يقف على منحدر قط  وكان يبدو انه لاتوجد اي منحدرات تُذكر في المواقع الاربعة.
  4. يقول جوزيف ان هناك شيئاً ضخماً و طويلاً لكنه ليس بمبني. هذا ينطبق على المواقع الاربعة.
  5. يقول جوزيف ان هنــاك منصة طرازها اسود اللون. لكن لايوجد شئ مطابق لذلك في المواقع الاربعة.
  6. يقول جوزيف ان هناك الكثير من الضوضاء الرنانة. ربما هيكل معدني ضخم هو افضل شئ مطابق لهذا
  7. يقول جوزيف ان هنــاك جسر مشـاه قريب. يبدو ان هناك تقاطع مسدود لمنزل او لممر فوق الماء.

هذا تقريبا كل شئ – هذه هي البيانات التي ذكرها  جوزيف ونلاحظ أن أي نقطة من النقاط المذكورة اعلاه لم يتم سؤال جوزيف عن تحديد الموقع، أيضاً لم يتم سؤاله ليختار من المواقع الاربعة، بدلا من ذلك فأنهم اقتادوه الى الموقع الفعلي الذي كان الشخص الهدف به والذي تحول الى ما يبدو و كأنه في قفص الاتهام و من ثم يبدأون في التحقيق للعثور على مشابهات لتصريحات جوزيف فجأة، اكتشف الجميع ان معظم تصريحات جوزيف تقريبا صحيحة ومنطقية !!!! بالتأكيد تكون كذلك فليس من الصعب أن يكون هناك نهر قريب، أو جسر أو ضوضاء والسفينة في مرسى الميناء. لقد كانت مقاربات يمكن ان تنطبق على أي مكان وليس نمطاً من تحديد المكان او صفات المكان. أو أنها كانت ببساطة توقعات خاطئة.

هنــــاك تساؤل، اي من التفسيرات الاثنان على الارجح احتماله صحيح ؟! هل المشاهدين عن بــعد يستخدمون تقنيات مجـربة ومثبتة من السحرة المتحرفين و الهواة ؟! أم أن هذا من قدراتهم الخارقة، التي لم تثبت تحت ظروف خاضعة للرقابة؟

في عـــــام 1979 تلقت جامعة واشـنطن الواقعة في ولاية ميسوري مبلغ 500,000 $  منحة من جيمس مكدونيل “James Mcdonnell” للبحث في القدرات النفسية الخارقة. اشار الســاحر جيمس راندي انه جند اثنان من المراهقين سـراً هـما وهما ستيف شو ومايكل ادوارد واعطاهم تدريبات اساسية في السحر المسرحي و فنون الخداع.

اتصل رانــدي بباحثي مكدونل لتمهيد الميدان واقترح عليهم مجموعة من القواعد الكفيلة بكشف الاحتيال. مضت الاختبارات وكـانت النتيجة بأن ثلاثمائة من المتقدمين تظاهروا و ادّعوا بأن لديهم قدرات نفـسية. نجـح فقـط  شو “Show” و ادوارد “Edwards” في الاختبارات التمهيدية و قد قُبِلو في البرنــامج. طوال السنوات الاربع المقبلة عبر الشخصين الذين ارسلهما جيمس راندي وعبر الباحثون عن دهشتهم باستمرار، كما نال الأمر اعجاب مجتمع الباراسيكولوجي عامةً.

رانــدي حاول ان يسلم بالاشاعة من خلال القيام بالخدع مع الشرح الدقيق لكيفية قيام ادوارد و شو بها و لكن لم يصدقه الباحثون و مع ذلك نشر راندي كل شئ بمجلة ديسكوفر (Discover)  وكـانت هناك صدمة واسعه النطاق في انحاء مجتمع الباراسيكولوجي
يقول راندي عند الانتهاء من المشروع: “اذا أقوم بمشروع يدعو الى صحوة الباراسيكولوجيين وإيقاظهم”.

الاستنتاج الحتمي الذي يمكن استخلاصه من المشروع هو ان السحرة وحتى المبتدئين نسبياّ منهم يمكنهم ان يخدعوا اي باحث تحت تأثير الظروف، حتي اولئك العلماء جادون في البحث عن اخطاء في المنهجية، باحثون عن الخــدع ولكن من الصعب الوصول الى استنتاج لنتيجة طبيــعية وذلــك بدون التقصي في التحقيق، دون علم، ودون تفكـير نقدي مثل جــماهير جوزيف مكونكل والذي كــان يعمل معهم في وكاله الاستخبارات الامريكية.

يمكنك ايضا ان تنخدع بهذه المهارات و تكون على اقتناع راسخ بما يفعلوه. ستيف شو (Steve Show) يؤدي الرؤية عن بعد  على مسرح يسمي باناكيك (Banacek)  ويمكنه قراءة بطاقات الهوية المــوجودة في الجيب الخاص بكل شخص امامه، يمـكنه ايضا ان يفعل ذلك كل مرة بدون اي خطأ يذكر وبدون اي مساعده خارجية.

عندما ترى أي شئ يبدو مستحيلاً للوهلة الاولى اقترب منه بتشكك، قبل ان تقبل انه شئ خارج عـالمنا، اولا تحقق لتـكون على يقين انه ليس بالفعل داخل عالمنا. الحيل المستخدمة من قبل مدعي الرؤية عن بعد والسـحرة هـي بالتأكيد داخــل طبيعتنا.


مصـادر :

Brian Dunning. “The Truth About Remote Viewing.” Skeptoid Podcast. Skeptoid Media, 11 May 2007. Web. 7 Apr 2017.

Translated by Omar Amin (عمر أمين) written by: Brian Dunning 

Translation is done following obtaining permission from Skeptoid.com. All rights reserved, any use of the material requires permission from the Skeptoid.com.

الترجمة تمت بموافقة موقع (Skeptoid.com) وجميع الحقوق محفوظة لا يحق إستخدام المادة دون موافقة (Skeptoid.com).