انتهز الطب البديل فرصة خوف العامة من فيروس كورونا، للترويج لمجموعة من العلاجات الزائفة. تمتلئ الأخبار بالعديد من التقارير المرعبة بشأن فيروس كورونا الجديد، الذي نشأ في الصين وينتشر حالياً إلى باقي العالم. لا يُوجد علاج أو حتى لقاح له، حتى الآن، سوى إجراءات داعمة ومساعدة (لعلاج الأعراض فقط). وبرغم أنَّ العلماء يعملون الآن على لقاح لهذا الفيروس، فهم لا يعرفون عنه الكثير. ومن الطبيعي أن يقلق العامة بشأنه، إلا أنه كان من الأوّلى بهم القلق أكثر بشأن الإنفلونزا، والتي تـتسبب في عددٍ أكبر من العدوى والوفيات، والتي لحسن الحظ نمتلك لها لقاح وعلاجات. وقد تصاعد هذا الخوف عندما تم إعلان أنّ الفيروس يُمكنه الانتقال من شخصٍ لآخر. نتيجة لذلك، نرى صوراً لشوارع خالية في الصين، ونسمع أخباراً بشأن مسافرين تقطعت بهم السبل. ويتزايد باستمرار عدد الضحايا، والذي يتم الإعلان عنه بشكل يومي في الأخبار.

كنتُ أفكر أنه لن يمضىَ وقتٌ طويلٌ حتى نرى، استغلال الطب التكميلي والبديل لمخاوف الناس، بتقديم علاجات زائفة، ولقد كنتُ متأكداً كفاية حتى بدأتُ برؤيتها في كل مكان.

أعلن الطب المثلي الآمن (العلاج بالمواد الطبيعية وهو علم زائف) عن:

  • إذا كنتَ مستخدِماً للعلاج المثلي، فإنك لست بحاجة لارتداء قناع للوجه (كمامة)، أو حتى نظارات واقية، وبالطبع فلا تحتاج أيضاً لارتداء بدلة فضاء لحماية إضافية (ارتدى رجل صيني بدلة فضاء، قام بصنعها بنفسها، للحفاظ على نفسه من العدوى أثناء خروجه). عليك فقط بالحصول على علاجك المعتاد للإنفلونزا، وتناوله.
  • إن لم تكن مستخدِماً للعلاج المثلي، فإنه الوقت المناسب للانضمام، وبدء العيْش بصورة طبيعية مرة أخرى.

 

وادعى ممارس للطب السيدي (Siddha Medicine) في مدينة تاميل نادو، بالهند (طب شعبي في الهند، تعتبره الجمعية الهندية للطب، علم زائف ويمثل خطراً على الصحة العامة) بصناعته لدواء عشبي لعلاج فيروس كورونا في خلال 24-40 ساعة. ولقد اقترح، أيضاً، أنْ يُسافر لمدينة ووهان لتقديم العلاج للصينيـيـن.

وقد حسّ المروجون لنظرية المؤامرة، المعروفة بـ برو ترامب كيو أنون[1]، جماهيرهم على منع المرض بتناول المبيضات والمطهرات (والتي قد تكون مميتة).

وقد نصحت اللجنة القومية للصحة بالصين بالعلاج الشعبي الصيني، مع تفصيل العلاج طبقاً لتصنيف حالة المريض إما رطب، أو دافئ، أو سام، أو متوعك.

وقد أعدّ موقع سيمبلي هيلث قائمة بـ 14 طريقة طبيعية لعلاج فيروس كورونا، تتضمن أطعمة، الأسيتامينوفيـن (بنادول)، العسل، الكمادات الساخنة أو الباردة، حمامات البخار، تناول مشروبات ساخنة، الغرغرة، ارتداء ملابس دافئة، وأخيراً الراحة. يقدم الموقع معلومات مشجِعة لكنها خاطئة، بأنّ فيروس كورونا مثل البرد: بحيث يُسبب نفس الأعراض، ويختفي تلقائياً من الجسم في نفس القدر من الوقت. يجب على القائمين على الموقع ألا يقرأوا فقط العناوين الرئيسية.

ولقد أعدّ أيضاً موقع هيربال بريبر أكاديمي قائمة بأعشاب وزيوت لمحاربة الفيروس. وتضمنت القائمة المكونة من 37 نبات عشبي: الحريف، الزنجبيل، القرفة، الثوم، الفجل الحار، الكودزو، دايرز واد، الجينكو بيلوبا، بالإضافة للعديد. ضمت القائمة أيضاً ستة زيوت أساسية “لمساعدة الجهاز التنفسي” على حد قولهم، وهم: الزعتر، البردقوش (الأريجانو)، الكافور (الأوكالبتوس)، الروزماري (إكليل الجبل)، اللافندر (الخُزامى)، والمريمية. وقد أشاروا أن بعضهم أفضل للأطفال، والبعض الآخر أفضل للبالغين “الذين باستطاعتهم تحمل زيوتاً أكثر شدة”.

وقد أشار تقرير تم نشره في صحيفة واشنطن بوست، بأنّ فيسبوك، جوجل، وتويتر يعملون بوتيرة سريعة على وقف المعلومات الخاطئة بشأن فيروس كورونا.

وقد نصح موقع كارا هيلث بمجموعة من الأعشاب التي تحتوي على مواد لديها تأثير مضاد للفيروسات، وكابح لها، بالإضافة إلى خصائصهم المحسنة للمناعة ونشاطهم المضاد للإنفلونزا مثل: الإشنسا، الكركم، الباربيري (برباريس)، الأسطراغالوس، البلسان (البيلسان). وقد نصحوا أيضاً بفيتامين د كبديل للوقاية من الإنفلونزا.

في مقال تم نشره على موقع ساينس أليرت، أشار إلى أنّ الحكومة الهندية نصحت بالعلاج المثلي لمنع الإصابة بفيروس كورونا، خاصة الزرنيخ 30 لمدة ثلاثة أيام (30 تشير مدى تخفيف المحلول بالماء). وقد تم سؤال الموقع: “ما الضرر؟”، فأجاب: تعتبر نصائح الهند في المرتبة الثانية من عدم الفاعلية، بعد نصيحة الدلاي لاما بترديد تعويذة كحماية.

أنا متأكد من وجود العديد من الأمثلة الأخرى، وللأسف كنتُ محبط للغاية للبحث عن المزيد على الإنترنت. أفترض، أنه لم يتوجب علىّ الاعتراض على تناول الناس للعلاجات الزائفة، إن جعلتهم قليلي القلق، حيث لم يتوصل العلم حتى الآن إلى تقديم علاج فعال، بالإضافة، فبمقدور الطمأنينة أن تجعل الناس أفضل حالاً. ولكن، لم أستطع بالطبع التغاضي عن بعض الاقتراحات للأشياء المعروفة بضررها مثل المبيضات. وهناك دائماً الخطر حيث الأشخاص الذين قبلوا هذا النوع من النصائح البديلة والتكميلية اليوم، الاستمرار في استخدام العلاجات الزائفة غداً، والموت بغير داعٍ من مرض خطير والذي كان من الممكن علاجه بفعالية باستخدام الطرق الطبية القائمة على العلم.

تذكر: شكك بالنصائح العشوائية، وطالب بالأدلة.

 

[1] يعتقد مروجوها بوجود شبكة عالمية من الأشخاص، الذين يتحكمون بالعالم بما فيه من السياسييـن، وسائل الإعلام، وهوليود، وهم منجذبيـن جنسياً للأطفال. ولولا انتخاب دونالد ترامب، لاستمر هؤلاء في مساعيهم.

المقال الأصلي:

all, H. (2020). Alternative Medicine Exploits Coronavirus Fears. Sciencebasedmedicine.org. Retrieved from: https://sciencebasedmedicine.org/alternative-medicine-exploits-coronavirus-fears