تكوّن المريخ من قرصٍ دوّارٍ كبيرٍ من الغاز والغبار، في الوقت نفسه الذي تكوّنت فيه بقية النظام الشمسي. يعتقد الفلكيّون بأن كل هذا حصل قبل ما يقارب الـ 4.6 بليون (مليار) سنةٍ مَضت! لِذا يبلغ عمر المريخ حوالي 4.6 بليون سنة.

من إكتشف المريخ؟

لا يرجع فضل إكتشاف المريخ إلى أيِّ شخصٍ على الإطلاق. إن المريخ من الكواكب الخمسة التي تكون رؤيتُها ممكنة في سماء الليل، من دون الحاجة إلى استعمال التلسكوب أو المِنظار. وبما أن كوكب المريخ برّاقٌ ولونه مائلٌ للأحمر، فإنه من السهل رؤيتُه وتمييزُه من بين باقي الأجسام. قد عُرِف المريخ منذ القِدَم وقد تمت مراقبتُه لآلاف السنين من قِبل الحضارات المختلفة.

هل توجد حياة على المريخ؟

يعتبر هذا السؤال من أكثر الأسئلة التي طرحها العلماء والناس بشكل عام  تِكراراً، على مدىً طويل، وذلك لأن المريخ أكثر شبهاً بالأرض أكثر من أي كوكبٍ آخر في نظامِنا الشمسي. كما توجد دلائل على أن المياه السائلة قد جَرَت على سطح المريخ في الماضي وعلى وجود مياهٍ متجمّدة تحت سطح قطبي الكوكب. منذ ستينيات القرن المنصرم، تم إرسال مركبات فضائية إلى المريخ لكي تقوم بالدوران حول الكوكب أو بالحَطِّ على سطحِه. تم التقاط آلاف الصور لسطح المريخ (من المدار ومن سطح الكوكب أيضاً)، لكن لم يتِم إيجاد أيّة أدلّةٍ على وجود الحياة. يتم التخطيط للقيام برحلاتٍ مستقبلية، إكمالاً للبحث عن الحياة على كوكب المريخ. ستقوم المركبات في هذه الرحلات بالهبوط في مواقِع مختلفة وتقوم بالحفر عميقاً في التربة المريخيّة، بحثاً عن مؤشراتٍ لوجود الحياة.

هل توجد مياهٌ على المريخ؟

نعم، توجد مياهٌ على المريخ، لكنها مجمّدةٌ تحت أغطية القطبين، الشمالي والجنوبي، الجليدية. من المعروف الأن أن الأغطية الجليدية القطبية، والتي عُرِف عنها في ما مضى بأنها مكوّنةٌ من الجليد الجاف فقط (ثنائي أوكسيد الكاربون المُتجمِّد)، تمتلِكُ جليداً سائِلاً تحت طبقةٍ من الجليد الجاف. يمتلك المريخ الكثير من أقنية الأنهار والفيضانات التي تشير بأن المياه السائلة قد جرَت على المريخ في قديم الزمان، وذلِك خلال فترةٍ من الزمنِ كان المريخ فيها دافِئاً ورطِباً وكان له غلافٌ جويٌ أكثر سُمكاً. يوجد دليلٌ جديد على إمكانية وجود المياه على أو بالقرب من سطح الكوكب في بعض المناطق، لكن يبقى هذا الأمر للوقتِ لكي يُثبِته أو ينفيه.

لماذا يميل لون المريخ إلى الأحمر؟

يُعزى سبب اللون البرتقالي-الأحمر لكوكب المريخ إلى وجود أوكسيد الحديد أو جزيئات الصدأ في تُربتِه. يبدو لون السماء، عندما تشاهدها من على سطح المريخ، وردياً أو برتقالياً خفيفاً، وهذا لانتفاض غبار التربة إلى غلاف المريخ الرفيع، بفِعل الرياح على الكوكب.

هل يمتلِك المريخ أيّة أقمار؟

نعم، يمتلك المريخ قمرينِ صغيرينِ وهما  فوبوس وديموس (Phobos and Deimos). يعني الإسمانِ على التوالي؛ الخوف والذُعر، في اللاتينية. إن فوبوس ودايموس ليسا كرويَّينِ كقمرِنا. لكنهما أصغر منه بكثير ويمتلكانِ أشكالاً غير منتظمة. يبلغ قطر فوبوس 13.8 ميلاً (22.2 كيلومتراً) وقطر دايموس 7.8 ميلاً فقط (12.6 كيلومتراً). يتكون القمرانِ من الصخور والحديد، وهما مغطيانِ بالحفر. من الممكن أن يكون هذانِ القمرانِ كويكبانِ قد وقعا تحت وطأة جاذبية المريخ.

كيف حصل المريخ وأقمارُه على أسمائِهِم؟

عَرَف الرومانيون سبعة أجسامٍ برّاقة في السماء: الشمس، والقمر، والكواكب الخمسة الأكثر بريقاً. قاموا بتسمية هذِه الأجسام تيمُّناً بأسماءِ أهم آلِهتِهم. كان الرومانيون جنوداً عُظماء واعتقدوا بإن مارس (التسمية الإنكًليزية للمريخ)، إله الحرب، كان شديد الأهمية. تمت تسمية المريخ – الكوكب الأحمر، تيمّناً بإسم إله الحربِ هذا. وِفقاً للأساطير الرومانية، ركِب  مارس على عربةٍ يجرُّها حصانين، فوبوس ودايموس (ويعنيان: الخوف والذُعر). سُمّي قمرا المريخ الصغيران بإسمّي هذين الحصانين الأسطوريين. [واللون الأحمر للمريخ هو سبب تلك النظرة له من حيث تشبيه لونه بالدماء]

أما التسمية العربية فهي تعود للون الأحمر للكوكب حيث الأمرخ هو الملطخ بالأحمر والمريخ نسبة إلى تلونه بالأحمر.

ما مدى قوة الجاذبية على المريخ؟

بما أن كتلة المريخ أقل من كتلة الأرض، فإن الجاذبية السطحية على المريخ أضعف منها على الأرض. تبلغ الجاذبية على سطح المريخ %38 فقط من جاذبية الأرض السطحية، لذلك إن كان وزنُك على الأرض يساوي 100 رطلاً، فإنك ستزِن 38 رطلاً فقط على المريخ.

كم هي درجة الحرارة على المريخ؟

تتراوح الحرارة على المريخ بين -125 و 23 فهرنهايت (-87 إلى -5 سيليزية).

هل يمتلِك المريخ غِلافاً جويا؟

نعم، يمتلك المريخ غلافاً جوياً بالفعل.  يحتوي الغلاف الجوي المريخي على 95.3% من ثنائي أوكسيد الكاربون (CO2) و2.7% من النيتروجين (N)، والباقي هو خليط من الغازات. بالرغم من هذا، فإن الغلاف الجوي للمريخ رفيعٌ جداً، أقل كثافةً بمئةِ مرةٍ تقريباً من الغلاف الجوي للأرض. إن لم يمتلك المريخ غلافاً جوياً، لأظهرت جميع الصور المأخوذة من على سطح المريخ سماءاً سوداء، حتى خلال النهار.

كم هو طول اليوم على المريخ؟

إن اليوم على كوكبٍ ما هو الوقت الذي يستغرقه الكوكب للدوران مرةً واحِدة حول محورِه. يدور المريخ بسرعةٍ تشبه سرعة دوران الأرض تقريباً، لذا، طول اليوم على المريخِ مقارِبٌ لطولِه على الأرض. يبلغ طول اليوم على المريخ 24.62 ساعة، بينما يبلغ طول اليوم على الأرض 24.93 ساعة.


كم يبلغ حجم المريخ بالمقارنة مع الأرض؟

يمتلك المريخ قُطراً يبلُغ 4,222 ميلاً (6,794 كيلومتراً) مما يجعلها أكبر بقليلٍ (بنسبة 53%) من نِصف قُطر الأرض. كما ويمتلك تسعة أعشار كتلة الأرض.

متى كانت المرة الأولى التي أرسلنا فيها مركبة فضائيةً هبطت على المريخ؟

كانت المركبات فايكينكً (Viking landers) من أوائل المركبات التي حطت على المريخ في السبعينيات. كان يقتضي دور كُلٍ مِن المركبتين الفضائيتين فايكينكً 1 وفايكينكً 2 بأن تكونا مركبتين تدوران حول الكوكب (Orbiter) وتهبطِان عليه (Lander). انفصل جزء المركبة الفضائية فايكينكً 1 الذي سيهبط، من المركبة في المدار حول الكوكب، وهبَط على سطح الكوكب في العشرين من تموز/يوليو من عام 1976. بعد مضيِّ أقل من شهرين، وفي الثالث من أيلول/سبتمبر من عام 1976، هبطت المركبة فايكينكً 2 على المريخ. قامت هذه المركبتان بـ إلتقاط الصور لسطح المريخ، دراسة عيّناتٍ من التربة، ودراسة الغلاف الجوي للمريخ.

متى انطلق أول روبوت متجوّل إلى المريخ؟

كان المتجول (rover) سويورنر (Sojourner) المستكشف للمريخ، أول متجولٍ آلي (روبوتي) يحُطّ على المريخ ويتحرّك عليه. تحرك على سطح المريخ في السادس من تموز/يوليو 1997. تكوّنت المركبة المتجوّلة  سويورنر من ستّة عجلات يتم التحكم بها عن بعد من قِبل متحكّمٍ هنا على الأرض. بسبب المسافة إلى المريخ، إستغرقت الأوامر التي كانت تُرسل إلى المركبة المتجولة قُرابة الـ 10 دقائق للوصول إليها. كما واستغرقت المعلومات التي أُعيدت من المركبة إلى الأرض عشرة دقائِق أُخرى للوصول. اقتضت مهمة المركبة بجمع المعلومات حول التربة والصخور المريخية. تم توظيف المعلومات المتعلقة بأداء المركبة المتجوّلة  سويورنر على المريخ، في المساعدة في تصميم روبوتات متجوّلة أفضل للرحلاتِ التي تبِعَتها.

ما هو أعلى جبل على المريخ؟

إن أعلى جبل على المريخ هو أيضاً أعلى جبل وفوّهة بركانية في النظام الشمسي بأكملِه. يسمى هذا الجبل بـ أوليمبوس مونز (Olympus Mons) ويبلغ إرتفاعُه 16 ميلاً (24 كيلومتراً)، مما يجعله أعلى بثلاثةِ مراتٍ من جبل إيفرست (Mt. Everest). بالإضافة إلى كونِه مُرتفاعاً جداً، فإنه واسِعٌ جداً أيضاً (340 ميلاً او 550 كيلومتراً) ويغطي مساحة أكبر من تِلك التي تغطيها سلسلة جُزُر هاواي بأكملِها. إن جبل أوليمبوس مونز مسطّحٌ للغاية، حيث يبلُغ ميلانُه 2 – 5 درجةً فقط.

كم يستغرق المريخ من الوقت لكي يدور حول الشمس؟

يدور المريخ حول الشمس مرةً كل 1.88 سنةً أرضية، أو مرةً كل 686.93 يوماً أرضياً. يدور المريخ في مدارِه حول الشمس بسرعةٍ يبلُغ معدلها 53,979 ميلاً في الساعة أو 86,871 كيلومتراً في الساعة.

أحقاً يوجد وادٍ عِملاق على كوكب المريخ؟

أجل، يمتلك المريخ أكبر وادٍ في النظام الشمسي بأكملِه. ويسمى بـِ  فاليس مارينيريس (Valles Marineris) والذي يعني “وادي البحارين” أو “الملاحين” (Valley of the Mariners). يبلغ طول هذا الوادي 2,500 ميلاً (4,000 كيلومتراً)، ويبلُغ عرضُه 125 ميلاً (200 كيلومتراً)، كما ويبلغ عُمقه ما يُقارب الـ 4 أميال (7 كم). يناهز طول فاليس مارينيريس طول الولايات المتحدة ويغطي خمس المسافة السطحية حول المريخ. يمتد الوادي على طول خط الأستواء المريخي ويُعتقَد بأنه قد تكوّنَ من شقٍّ كبيرٍ توسّع بينما بَرُد المريخ بعد تكوّنِه.

هل إكتُشِفت الحياة في نيزكٍ من المريخ؟

في عام 1984، تم العثور على نيزكٍ أُطلِق من المريخ قبل حوالي 16 مليون عاماً، من قِبل مجموعة من العلماء في القارة القطبية الجنوبية. ارتحل هذا النيزك في الفضاء لفترةٍ طويلةٍ قبل أن يصطدم بالأرض قبل حوالي 13 ألف عاماً مَضَت. تمت دراسة هذا النيزك الذي أُطلِق عليه ALH84001 بشكلٍ مكثّف. اكتشف العلماء بأن عمر النيزك كان 4.5 بليون سنة ومن الممكن بأنه كان على المريخ عندما امتلك المريخ المياه السائِلة، ورُبما الحياة. أظهرت الدراسات بأن ذلك النيزك المريخي احتوى على حُبيباتٍ من معادن الكربونات، والتي تتطلب وجود المياهِ لكي تتكون. بالإضافةِ لذلِك، إكتشف العلماء تراكيب صغيرةً شبيهةٍ بالأنابيب في النيزك، والتي بَدَت وكأنها شكلٌ مِن أشكال الحياة المايكروبية المتحجِّرة (شكل الحياة الذي يكون صغيراً جداً لدرجة أنك تستطيع مراقبتها من خلالِ المِجهر فقط) وإكتشفوا جُزيئاتٍ عضوية أيضاً. قد يكون هذا دليلاً على أن المريخ امتلكت المياه يوماً. بالرغم من هذا، يعتقد بعض العلماء بأنه لايُمكن لهذه الأنابيب الصغيرة أن تكون شكلاً من أشكال الحياة الميكروية (المجهرية) القديمةً جداً، وذلك لأن هذه الأنابيب صغيرةٌ جداً.

المصدر

Cool cosmos – Ask an astronomer, US Government Sponsored Research NAS7-03001 and NNN12AA01C