بوم ليلي أم طائر مبكر ؟ اذا كانت الكميات الكبيرة من القهوة لا تساعدك على الشعور بالنشاط واليقظة خلال الصباح، فإن الجينات هي الملامة على كونك طائر مبكر ولست بوم ليلي .

طبقاً لدراسة جديدة قامت بها شركة  ((andMe23 المختصة بالجينات، ان التوجه لان تكون “شخص صباحي” وهو الذي يستمتع بالنهوض المبكر والذهاب الى الفراش بشكل مبكّر بدلاً من كونك “شخص ليلي” وهو الذي يميل للبقاء مستيقظاً الى وقت متاخر في المساء والاستيقاظ متاخرا صباحاً، هو امر على الأقل جزئياً مكتوب في جيناتك. باحثون في الشركة المذكورة وجدوا ١٥ قطعة من الجينوم البشري مرتبطة  بكون الانسان صباحي النشاط من ضمنها سبع مناطق ترتبط بالجينات التي تنظم الدورة الإيقاعية اليومية للإنسان circadian rhythm)).

بوم ليلي ، شخص ليلي النشاط

حيث يقول ديڤد هندس احد المشاركين في هذه الدراسة، وهو مختص في الإحصاء الجيني في شركة andMe23)) : ” انا اجده من المثير مشاهدة كيف ان الجينات تؤثر على تفضيلاتنا وسلوكنا”

تبلغ الدورة الإيقاعية اليومية تقريباً (24) ساعة من النشاط يسيطر عليها الدماغ والتي تخبر الجسم  متى ينام و تساعد في تنظيم عمليات بايولوجية اخرى. تؤدي التشويشات في هذه الدورة الى اضطرابات تشبه التي يعانيها الشخص عند السفر بسرعة من مكان لآخر، اضطرابات في النوم والكآبة وحتى السمنة، كما يقول هندس. لكن حتى الان، الدراسات عن تلك الدورة محدودة فقط على الحيوانات وقليلة عن الانسان.

هندس وزملائه جمعوا بيانات من حوالي  تسعين الف شخص سلموا الـ DNA)) خاصتهم على شكل عينات من اللعاب. بعدها قام الباحثون بسؤال المشاركين سوْال بسيط: اذا ما كانوا يعتبرون انفسهم شخص صباحي او شخص ليلي؟

بمقارنة الاجابات الواردة عن السؤال مع البيانات التي توفرت من DNA)) المشاركين، اصبح العلماء قادرين على تحليل اي طفرة احادية القاعدة النيوكلودية والتي ظهرت بشكل متكرر عند الأشخاص الذين عرفوا انفسهم كشخص صباحي.

وجد العلماء ان وجود ١ من ١٥ من التغيرات الجينية يزيد من فرص الشخص بان يصبح صباحي النشاط بنسبة ٥-٢٥٪‏،طبقا للدراسة. النساء كانوا اكثر ميلاً لان يكونوا مستيقظ مبكّر (٤٨,٤٪‏ مقارنة بالرجال ٣٩,٧). أيضاً كبار السن الذين تصل أعمارهم الى ٦٠ سنة وأكثر قالوا بأنهم يفضلون الصباح مقارنة بمن هم عند عمر ٣٠ سنة وأقل (٦٣,١ مقارنة مع ٢٤,٢ من المشاركين بعمر اقل من ٣٠سنة) حسب الباحثون في تلك الدراسة.

يقول لتل رونبرگ بروفيسور في جامعة لودگ-ماكسيميلان في ميونخ، ألمانيا، وهو احد الباحثين في موضوع الدورة الإيقاعية اليومية : “ان التمييز بين كون الشخص صباحي او ليلي النشاط ليس سهل جداً”

يقول رونبرگ لـحديث مع  Live Science. ” انها سمة مستمرة، مثل طول الجسم وقياس الحذاء،”لا يوجد هنالك فقط طولين للجسم، كما لا يوجد فقط قياسان للحذاء، انها استمرارية. هنالك أشخاص قصار جدا جدا، وهنالك أشخاص طوال جدا جدا والبقية من الناس يقع بين الاثنين”.

قال رونبرگ :”كيف تظهر الدورة الإيقاعية اليومية نفسها يعتمد على عدد من العوامل، مثل ضوء الشمس والحرارة، بالاضافة الى الجينات” ،.واضاف ” على الرغم من انها ممكن ان تُقيم عن طريق الاستبيانات، فان سوْال الناس ببساطة عن كونهم صباحيي النشاط او ليليي النشاط لا يوفر اجوبة موضوعية عن تلك المسالة”

بالاضافة الى ذلك، فان تلك الدورة قابلة للتأقلم وهذا ما يسمح للناس بالشفاء من مشاكل السفر الى أماكن بعيدة او العمل كمضيف على طائرة او العمل على شكل مناوبات، قال رونبرگ. ان تكون مولود مع ميل لان تستيقظ مبكراً او تستيقظ متاخرا ربما يجعل الامر اكثر صعوبة لتغيير الدورة الإيقاعية اليومية. لكن تغيير الظروف المحيطة بالشخص والتعرض للضوء-مثلا والجلوس امام شاشة الكومبيوتر في المكتب لوقت متاخر في الليل، او الذهاب في نزهة طويلة على الأقدام في عطلةممكن ان يغير من كون  الشخص صباحي او ليلي النشاط، طبقا لرونبرگ.

لكن علماء الوراثة قالوا ان دراسة كبيرة مثل هذه ممكن ان تساعد في تعزيز ثقة الباحثين في هذا المجال حيث توفر لهم دلالة احصائية عن تأثير الجينات على الدورة الإيقاعية اليومية. يقول جون لي عالم جينات في جامعة مشيگان ولم يكن جزءا من هذا البحث: ” على الرغم من جميع إسهاماتها الاخرى في التغيرات  في علم البيولوجيا الزمني، فان الجينات تبقى تمتلك الكثير من التأثيرات المهمة”

صرح لي بأن ل نتائج الدراسة لم تثبت ان تلك التغيرات الجينية تتسبب في اضطرابات النوم والكابة او السمنة لحد الان. هذا قد يتطلب بحوث اخرى ضمن شرائح اجتماعية اخرى، بالاضافة الى دراسة عن الحيوانات لإثبات العلاقة السببية بين تلك الجينات والاضطرابات المشار اليها،.

مع ذلك، اثبتت الدراسة ان النوم مهم لصحتنا، قال يونا هو احد المشاركين في هذه الدراسة، عالم بيانات والذي انتقل مؤخراً من (andMe23) الى Amazon)).

ويضيف يونا هو :”هذه الدراسة تثبت بعض الأدلة المفيدة و الإرشادية للباحثين ليعرفوا اين يدققوا اكثر في أبحاثهم،

تلك النتائج تم نشرها في شباط في مجلة Journal Natural Communications.

 

http://www.livescience.com/53624-morning-person-genetic-influence.html