تضع النساء حمالات الصدر لرفع صدورهن، وأحيانا لفصلهما، ولكن هل تسبب حمالات الصدر السرطان؟ أيمكن أن تكون هذه الملابس المساعدة للمرأة سبباً في قتلها؟ فان مثل هذه الشائعات يتم تداولها منذ عقود.
بدأ كل شيء في عام 1995 مع كتاب يدعى (يُلبَسْ ليَقتُل (Dressed to Kill)) من تأليف سيدني روس سينغر (Sydney Ross Singer) وسوما جريسمايجر(Soma Grismaijer) زوج وزوجة وهما فريق أنثروبولوجيا طبية، ادعيا أن المرأة التي ترتدي حمالات صدر ضيقة كل يوم تكون معرضة لخطر سرطان الثدي بنسبة اكبر من المرأة التي تترك صدرها بشكل طبيعي. وادعى الباحثان أن سبب ذلك يعود إلى إيقاف مجرى تصريف الغدد اللمفاوية، فحمالات الصدر تحاصر السموم في أنسجة الثدي، مما يسبب بالسرطان.
وفقا للمعارضين هذه الفكرة فأنهم لا يعتبرون حمالات الصدر احد أسباب السرطان لعدم وجود أدلة كافية. فيقول العلماء أن أبحاث سينغر وجريسمايجر حول “اللباس القاتل” فشلت بسبب استبعادهما للعوامل المربكة، مثل عوامل الخطر المعروفة لدى بعض النساء والتي تكون مسببة لسرطان الثدي. وهكذا فان فكرة ارتباط سرطان الثدي بحمالات الصدر لم تصمد أمام التدقيق العلمي.
يقول رئيس فرع علم الاوبئة التناسلية والهرمونية في المعهد القومي للسرطان لويس بريتون (Louise Brinton) انه: “أنها مجرد فكرة غير منطقية من حيث ما يعتبر سببا في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، كما أن عوامل الإصابة بسرطان الثدي تؤثر أيضا على مستوى الهرمونات بشكل عام”، وبريتون قام بالعديد من الأبحاث في هذا المجال ولمدة 30 عاماً.
فالعوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي هي عمر المرأة والعمر الذي انجبت به طفلها الأول (فخطر الإصابة يزداد بالنسبة للنساء اللاتي لم ينجبن أطفال، وكذلك اللاتي انجبن بعد سن الـ 30 عاماً). ويعتقد أن الرضاعة الطبيعية وممارسة الرياضة يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي. في حين أن التاريخ الطبي للعائلة بخصوص السرطان يرفع من خطر الإصابة به، حيث أن العلماء شخصوا 5-10% من حالات الإصابة بهذا المرض مرتبطة بطفرات جينية (BRCA1 – BRCA2).
وتعزو مارسيا وايس (Marisa Weiss) رئيسة موقع ومؤسسة (Narberth) غير الربحية السبب في إنتشار هذه الأسطورة إلى كون السرطان مرضاً من الأمراض الخطيرة، وكل امرأة ترغب في معرفة ما الأسباب التي من الممكن أن تعرضها لهذا المرض.
فتقول وايس انه على الرغم من أن فكرة (وجود الثديين في أقفاص من الأسلاك المعدنية يمكن أن يعيق السوائل ويجعل الأنسجة تنقع في سوائل سامة) تبدو كفكرة معقولة في البداية، لكنها ليس كذلك لأنها قد توقعك في مغالطة، كون السائل الجسدي يخرج من الإبطين وليس من مكان وجود حمالة الصدر.
سوزان لوف (Susan Love) رئيسة المؤسسة الطبية، حيث قامت بالعديد من الأبحاث في منطقة المحيط الهادي، وهي جراحة سابقة لسرطان الثدي، وكذلك قامت بتأليف كتاب الثدي (Breast) الذي هو الآن في طبعته الرابعة. توافق على أن أسطورة حمالة الصدر أتت من الإحباط الذي يسببه عدم معرفة سبب مرض السرطان، إلى جانب رغبة النساء في التخلص من المرض والتحكم فيه. فتقول “أن الناس اقل رغبة في التفكير بحبوب منع الحبل والعلاج بالهرمونات البديلة أو أدوية زيادة الخصوبة، ويفكرون بشكل مبالغ فيه حول مبيدات الحشرات وحمالات الصدر ومزيل العرق. فنحن لا نعرف سبب سرطان الثدي، والغالبية العظمى من العوامل التي نعرفها لا تفسر كل الحالات” وتضيف “لا اعتقد أن حمالات الصدر تعتبر الإجابة السرية للإصابة بسرطان الثدي”.
المصدر: http://www.scientificamerican.com/article/fact-or-fiction-underwire-bras-cause-cancer/