جرف إلينا الواتسب ضمن الكثير من الغثاء خبراً حول قطعة بلاتينيوم “بحجم عود الثقاب ولا يتعدى طولها 5 سنتيمترات تحت الجلد تكفي لتحفيز البنكرياس على إفراز الأنسولين” بحسب زعم الخبر، وقد بدأ تداول هذا الخبر قبل مؤتمر السكري المنعقد في ابو ظبي بين الرابع والثامن من ديسمبر 2017 ونقلته صحف عديدة منها صحيفة البيان في بداية أكتوبر 2017.
غير أن موقع الصحيفة ذاته نفى وجود أي علاج سوى الإنسولين لمرضى السكري من النوع الأول وعلى لسان الدكتور عبدالرزاق المدني الذي يفترض أنه هو الذي قدم هذه المزاعم. خلاصة المؤتمر المنشورة في صحيفة الخليج الإماراتية نقلت خلاصة ما سيطرح في المؤتمر وذلك في اليوم الثاني لانعقاده، ولم تذكر شيئاً عن قطعة البلاتينيوم السحرية تلك، بل كان أكبر ما تم تقديمه في المؤتمر بحسب الصحيفة هو جهاز جديد لقياس نسبة السكر في الدم.
بالنسبة لما ورد باللغة الانجليزية من أخبار فلا يوجد سوى خبر من سطرين من موقع اخباري غير معروف. كما لا توجد أي أبحاث منشورة أو تصريحات طبية أو أخبار لمنتجات حالية أو مستقبلية كبديل نهائي للأنسولين وكمحفز للبنكرياس.
الخبر في أساسه يتضمن مغالطة كبيرة، فكما هو معروف فإن “الجهاز المناعي يقوم عن طريق الخطأ بمهاجمة جزيرات لانكرهانز المختصة بأفراز الانسولين فيقضي عليها كلياً” كما يصرح موقع مايو كلينك (Mayo clinic) في مقاله الرئيسي عن مرض السكري من النوع الأول (Diabetes type 1). غير أن ناشر الإشاعة وصاحب الخبر الرخيص الذي يتم تداوله يظن أن البنكرياس في المرضى الذي يستخدمون الانسولين بحاجة لشئ لتحفيزه (كقطعة بلاتينيوم مثلاً!).
ليس هناك سبب واضح حتى الآن لماذا يستهدف الكذابون مرض السكري بهذا الشكل، ربما لأن الأمل ما زال ضعيفاً في العثور على أسبابه الدقيقة ومعالجة تلك الأسباب. يتسائل صديقي محمد عبدالزهرة الكاتب في موقع العلوم الحقيقية دوماً “لماذا ليس هناك دعاء أو حرز لتبييض الأسنان؟” وفعلاً لماذا لا يظهر لنا أحد الدجالين زاعماً علاج آلام الأسنان أو وجع الرأس أو الإسهال؟ لماذا يقفزون إلى السكري والسرطان وغيرها من الأمراض المستعصية؟ الجواب واضح، لأنهم سيفتضحون بسهولة. وأضيف لذلك أن تداول الأخبار من قبل الجهلة بغرض جلب الآمال للأحباء والأقارب هو خيط آخر يتمسك مروجو هذه الأخبار الرخيصة.