لا أدري كم من أخبار علاج السرطان فندت حتى الآن، ليس بالضرورة أن أكتب عنها مقالات، لكن ببساطة وبالقليل من القراءة أعلم أن الخبر زائف أو ناقص أو خاطئ. ولا ينطبق الأمر على السرطان فحسب، فيأتي بالدرجة الثانية بعده علاج مرض السكر.
العنوان بحد ذاته خاطئ سواء للسرطان أو للسكري، فكل من هذين المرضين لا يعتبر مرضاً منفرداً بل مظلة لحالات أخرى. على الأقل، فالسكري فيه نوعان فحسب، اما السرطان ففيه أنواع كثيرة جداً. ومن هنا يأتي أول تفنيد لتلك الأخبار الزائفة أو الناقصة وأول إشكالية، فمعظمها لا يذكر أن الطريقة أو العلاج المقدم يختص بحالة معينة من حالات السرطان. وكذلك الأمر بالنسبة للسكري، فظهور دواء جديد للسكري من النوع الثاني في السوق لا يعني أن أي من النوعين قد تم شفاؤه.
المعضلة الثانية في تلك الأخبار هي الخلل الزمني فيها وهذا يأتي بصنفين، الأول أن الخبر قديم من الأساس وليس جديداً لكن يعاد تدويره أو يُنشر حول احد تطوراته لكسب الاعجاب والمشاركات. الخلل الزمني الآخر هو أن كاتب الخبر قد يكون سليم النية لكنه جاهل كلياً بتطورات الأخبار، فمثلاً مشاركة احد التطورات بتقنية من تقنيات معالجة السرطان التي مضى عليها عقود وهي تعمل لا يعني أن علاجاً للسرطان قد اكتشف بل يعني أن تطويراً ما قد حدث على تقنية موجودة. ومرة أخرى فإن تقنيات معالجة السرطان من الغالب أن تختص بحالة واحدة أو بنطاق ضيق من الحالات.
الأخبار الناقصة لا تكون ناقصة لهذه الأسباب فحسب، بل كثير منها يكون ناقصاً من حيث أنه لا يُمكن تتبعه، فهو يتضمن اسم عالم أو اسم جامعة لكنه يفتقر لأي تفاصيل أخرى تساعد على تتبع الخبر من مصادر أخرى.
الجهل بالفرق بين الوقاية والعلاج هي نقطة أخرى لا ننسى أن نذكرها والجهل بحدود وموثوقية المعلومة أيضاً. ماذا يعني الجهل بحدود المعلومة وموثوقيتها؟ قد لا يتكلم الخبر الأصلي من الأساس عن أمر واسع النطاق بل عن أمر “قد” يكون له تأثير. لنفترض أن التوت يقي من المرض (ص)، لكن الباحثين افترضوا ذلك لاحتواء التوت على مادة معينة تفيد في الوقاية من المرض (ص). لكن الباحثين لم يذكروا أن التوت يقي من المرض لأنهم لم يجروا اختباراً عليه فلعل نسبة المادة الموجودة فيه تكون قليلة وغير كافية للوقاية. أيضاً فإن ناقلي الأخبار قد يكونون جاهلين بموثوقية المعلومات فالمعلومة قد تذكر على صعيد التشكيك، او لأنها محتملة أو لأنها مؤكدة. كثيراً ما قرأت أخباراً من هذا النوع حول ما يقي من السرطان أو ما يعالجه وهي فقط تستند الى كلمة تم أخذها من لسان باحث ما والسعي بها نحو الصحف دون معرفة سياقها وتأكد الباحث منها ومدى سعة او محدودية التأثير الذي تصفه.
سأحاول أن انتهي هنا، لكن هذا ليس كل ما في الأمر، ولعل الأمر يستحق دراسة صغيرة حول طبيعة الأخبار المنقولة عن السرطان والخلل الوارد فيها غالباً. وفي النهاية أقول أن معظم أخبار علاج السرطان هي أخبار زائفة / ناقصة / خاطئة.
الغالبية العظمى من المختبرات الدوائية تعتكف على البحث العلمي لعلاج الاثر وليس علاج الاصل وهذا ما يجعل المرض مستمر وبأزدياد قد تكون المنفعه من تجارة الادوية هي من تحدد خطوط البحث