في أكثر أيام الصيف حراً قد تسمعُ شخصاً ما يقول: “إن درجة الحرارة تصل إلى 100 درجة في الظل”. إنها عبارة قديمة وغير دقيقة وتصدر من شخص غير ذي معرفة بهذا المجال.
في الواقع يجب قياس درجة حرارة الهواء بعيداً عن أشعة الشمس المباشرة حيث ان المواد حول المحرار سوف تمتص الحرارة وهذا سيؤثر على استشعارها كذلك الحال بالنسبة لجسدك إذا كنت تقف في أشعة الشمس المباشرة، فسوف تشعر بدفء أكثر لأن بشرتك تم تسخينها من قبل الهواء الساخن وأشعة الشمس المباشرة.
أما عن كيفية قياس درجة الحرارة حسب معايير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (World Meteorological Organization standard) يجب ان يكون ارتفاع مقياس الحرارة 1.2 إلى 2 متر عن الارض وان يكون المقياس في منطقة الظل تحت شجرة او بجوار بناية .
يقوم جهاز مقياس الاشعاعية الطيفية معتدل القرار (Moderate-resolution imaging spectroradiometer) [وهو جهاز مختبري علمي يعمل على رصد درجة حرارة الأرض ويعود لوكالة ناسا] بقياس درجة حرارة قشرة الأرض، ويلاحظ بواسطته أن أشعة الشمس تُمتص ثم يُعاد انبعاثها وغالبا ما تكون درجة الحرارة أعلى من درجة حرارة الهواء. يظهر ذلك واضحا ايضاً إذا قمت بالمشي على رمال ساخنة في يوم صيفي ساخن حينها يُمكنك أن تلتمس الفرق حيث تشعر ان السطح تحت قدميك اشد حرارة من الهواء حول رأسك.
قام العلماء بقياس الإختلاف بين درجة حرارة السطح ودرجة حرارة الأرض لأول مرة في يونيو 1915. حيث يقول عالم البيئة ديفيد ميلدريكسلر (David Mildrexler) “تم تسجيل درجة حرارة الهواء في وادي الموت (the Death Valley )ومن ثم تم اجراء تحليل لظروف درجة حرارة الهواء والتربة كذلك في صحراء اريزونا حيث في منتصف النهار وتحت سطح الارض بمقدار 0.4 سم تبلغ درجة الحرارة 71.5 درجة مئوية (160.7 درجة فهرنهايت) أما درجة حرارة الهواء المقاسة بأربعة أقدام فوق سطح الأرض فقد كانت 42.5 درجة مئوية (108.5 درجة فهرنهايت).
درجة حرارة الجو تحددها التيارات الهوائية أيضاً، وكذلك كمية الرطوبة في الجو. يقول الباحث المناخي في جامعة كولومبيا ومعهد جودارد لناسا ستيوارت غافين (Stuart Gaffin) :”درجات حرارة الهواء تحدد إلى حد كبير مستوى الراحة الحرارية لدينا.
ومن ناحية أخرى فإن قشرة الأرض تعكس الحرارة من الأرض إلى الغلاف الجوي والتدفقات الحرارية الأخرى لذلك فإن قياس سخونة السطح من المرجح أن يتم إستخدامه أكثر حينما تكون السماء نقية والتربة جافة والرياح خفيفة إذن العنصر النهائي المؤثر في قراءة مقياس سخونة السطح هو تكوين سطح الأرض حيث ينبغي أن يُمتص معظم الضوء ويُعكس قليلا منه وهذا حال الأرض التي لديها نسبة بياض منخفضة (نسبة تشجير وغطاء نباتي منخفض) كالصحاري الصخرية مثلا.
في تحليل اخر قام بيه كل من ميلدريكسلر (Mildrexler) و ماوشنغ تشاو (Maosheng Zhao) حيث دققوا في قياسات مقياس الأشعة الطيفية (المذكور آنفاً) العالمية من سنوات 2003 الى 2009 مع إيلاء اهتمام خاص الى تضاريس معينة بذاتها، و قال ميلدريكسلر: “من أجل الكشف عن أكثر المناطق حراً ركزنا على المناطق القاحلة والأراضي قليلة التشجير والمفتوحة وتمثلت بصحراء لوط في ايران و الأراضي الوعرة من كوينزلاند في أستراليا. “
في السنوات الخمس من 2004 الى 2009 تم تسجيل أعلى درجة حرارة في صحراء لوط في ايران حيث سجلت مستوى حرارة قياسي 70,7 درجة مئوية (159.3 درجة فهرنهايت) أكثر ب 12 درجة مئوية (22 درجة فهرنهايت) من درجة حرارة المسجلة في ليبيا لكن صحراء لوط لم تكن البقعة الوحيدة الأكثر سخونة حيث سجلت اراضي كوينزلاند درجة الحرارة الأعلى في سنة 2003 وكانت 69.3 درجة مئوية (156.7 درجة فهرنهايت) وفي عام 2008 حصل جبل فلامينج على درجة حرارة قصوى سنوية تبلغ 66.8 درجة مئوية (152.2 فهرنهايت) .
تدقيق: أحمد ابراهيم
المقال الأصلي:
What Does It Mean to be Hot?, earthobservatory.nasa.gov