بومزوي، العرق النعار، الخباط، عرق الخباط، الخلعة هي أسماء شائعة في الجزائر للقولون العصبي والتي يروج طائفة من الدجالين لها بأنها مرض يحتاج الى لمساتهم الخاصة لمعالجته. لكن هل هناك مرض منفصل يصيب الاعصاب في البطن ويتطلب علاجاً غير طبي للتخلص منه؟
الأعراض لا تنتهي حيث يسرد الشيخ مصطفى، احد الدجالين، وهو يرتدي غطاء رأس ذو طابع ديني: ” القلق، الرهاب، نوبة الصرع، الخوف من الناس، الانطوائية، الاكتئاب، وحتى الوصول الى الانتحار”. تحاوره قناة جزائرية لتزيد من شعبيته ويسألونه بصفته خبيراً في تلك الحالة. يضيف منشور انستاغرام: ” هي حالة نفسية بالأساس تصبح عضوية بالتراكم على الجهاز الهضمي لا يخفى علينا أنه هو العقل الثاني للجسم لإحتوائه على الكثير من المسارات العصبية ومن آثار الصدمة والتراكمات النفسية تتصلب الأوعية الخارجية للجهاز الهضمي والعصبي فتصبح مشدودة ومتصلبة”.

الشيخ مصطفى دجال من الجزائر يتحدث عن معالجته للخباط
وفي الحقيقة إن كل تلك الاعراض والزوبعة ليست سوى تطفل على حالة القولون العصبي. تتضمن أعراض القولون العصبي الشائعة آلامًا وتقلصات في البطن، انتفاخًا، وغازات. تشمل الأعراض الهضمية الأخرى الإسهال، الإمساك، أو تبادل بينهما. قد تظهر أيضًا أعراض غير هضمية مثل الصداع، الإرهاق، آلام العضلات والمفاصل، والقلق أو الاكتئاب. يمكن القراءة بإسهاب حول القولون العصبي والعقبات التي يضعها الناس في مقالنا من اعداد د. رمزي الحكمي.
الشيخ مصطفى والشيخ أبو عمران (الذي لديه قناة على يوتيوب) يعرضان لنا كيفية معالجتهم للقولون العصبي أو للتسميات التي يطلقونها لكي يجيزوا لأنفسهم طرح علاج بديل. يدهنون كرش الشخص بزيت الزيتون ثم يقومون بتدليك الكرش لفترة معينة ثم الحل السحري، الحجامة. يعد الشيخ مصطفى مرضى القولون العصبي بزوال الحالة بثلاثة جلسات. سيتقاضى من خلالها اجوره ثم سيجد من يرتادونه أنه لم يفعل شيئاً.
الدكتور عيادة عبد الحفيظ يشرح في فيديو له زيف هذه الطرق والخداع حولها. لا يوجد تجمع عصبي أو “مركز للخلعة” كما يزعم هؤلاء ولا يوجد علامة خاصة بتلك الحالة من خلال تحسس النبض من المعدة. يشرح الدكتور عيادة كيف أن محاولة التحسس في المعدة ستقود لتحسس النبض من الشريان الأبهر وهو أكبر شريان في الجسم ليس الا.
وفيما يحاول أحد الدجالين على يوتيوب أن يفصل تلك الحالة عن القولون العصبي ليضمن مدخولات الدجالين العاملين فيها، فإن الطب لا يعرف مصطلحات كهذه ولا يوجد أثر لتدليك البطن بعد دهنها بزيت الزيتون أو لحجامتها. دجال آخر من العراق يبدو أنه اقتبس تلك الطريقة من الانترنت لكنه يبالغ في ايلام الضحية بينما يمسك شخص آخر بذراعيه وكأنها جلسة تعذيب! نحذر من هذه الطرق التي لا تؤدي الى أي نفع وقد تجلب الكثير من الضرر. مراجعة الطبيب وأخذ ادوية بسيطة يمكن أن يساعد كثيراً في القولون العصبية الذي لا يمثل حالة مستعصية على الاطلاق. وفي الختام نوصي مرة أخرى بقراءة المقال في العلوم الحقيقية: “القولون العصبي: عقباتٌ يصنعها الناس!”. دمتم بصحة بعيداً عن الحجامة وتدليك البطن!