أصيب ماريو رودريغز بسرطان الدم (اللوكيميا) وبدء بأخذ العلاج الكيميائي في بادئ الأمر ولم يكن هناك ما يثنيه عن الاستمرار به سوى إصرار والدته على اللجوء الى مروج الطب البديل خوزيه رامون يورنته الذي يزعم معالجة السرطان بالفيتامينات والذي يروج لطبه البديل في مركز خاص به في مدينة فالنسيا بإسبانيا. فبدء ماريو بأخذ حبوب الفيتامينات في بادئ الامر تحت إطار أنها توقف التأثيرات الجانبية للعلاج الكيمياوي. ولاحقاً تحت تأثير دعايات مماثلة ترك ماريو العلاجات الفعلية ليلقى حتفه على يد الطب البديل.
خوزيه رامون يورينتي (José Ramón Llorente) ليس طبيباً ولا يمت للطب بصلة، لكنه مع ذلك يقدم فيديوهات على الانترنت ويتكلم بمصطلحات أكبر منه ومما يفهم ويضلل العامة بأنه يمتلك مفتاحاً لعلاج السرطان عبر الفيتامينات. الأمر الذي يجعله مستحقاً لأن يكون في قفص الإتهام. بعد وفاته تقول والدة جوليان أنه ليس ذنبها أن هناك آلاف المراكز التي تروج للعلم الزائف والطب البديل بغفلة عن وزارة الصحة الاسبانية وعن الحكومة والسياسيين الذين لا يهمهم الأمر بتاتاً.
وفعلاً نتسائل هنا هل يقع على عاتق المواطنين التحقق من كل طبيب سئ، ومن كل عيادة تقوم بممارسات غير علمية؟ صحيح أن المواقع التشكيكيكة تنشر الوعي بهذا الإتجاه ولكن هل يقع على مسؤوليتنا كمواطنين أن نقوم بمقاضاة ومحاربة وايقاف هذه المراكز؟ مجرد رؤية مواطن اعتيادي لدجال في التلفاز أو في مقر يشبه المستشفى فإن ذلك يدعوه للثقة نوعاً ما لأن السلطات التي تأخذ ضرائب كبيرة في بلدان مثل اسبانيا وتأخذ من أموال الموارد الطبيعية والضرائب بشكل مباشر في بلدان كالدول العربية ولكنها لا تقوم بواجبها لفرض القانون كما يجب.
يقول والد ماريو في الخبر الذي نقلته صحيفة ريداسيون ميديكا (redaccionmedica) الاسبانية بأن آخر أربع كلمات قالها إبنه قبل وفاته كانت: “أبي لقد كنت مخطئاً” إذ أدرك في أيامه الأخيرة الخطأ الكبير الذي قام به بتركه للطب وتوجهه إلى أزقة الخرافة والدجل، ظناً منه أنه سينال العلاج بطرق “طبيعية” بدلاً من العلاج الكيمياوي. غير أن والده يقول “إنه لم يخطأ وإنما تم خداعه”.
الخبر الأصلي:
JESÚS ARROYO, “Mi hijo murió por culpa de la pseudociencia“, redaccionmedica.com, 15 April 2017