انفيديا تفند ما يشاع عن الهبوط على القمر عبر الاضاءة الافتراضية بإستخدام ذروة ما وصلت اليه من وحدات المعالجة الصورية, انفيديا تتناول احدى اكثر نظريات المؤامرة ثباتا في التاريخ الامريكي: مدى صحة عمليات ابولو للهبوط على القمر 1969-1972.
احداث قليلة في التاريخ الامريكي الهمت منعطفا هائجا من كشوفات نظريات المؤامرة السياسية كالذي احدثه هبوط ابولو على القمر. لذا وعندما ارادت انفيديا, الرائدة في وحدات المعالجة الصورية الراقية المختصة لألعاب الحاسوب, ان تظهر قدرة معالجيها الجديدين (GeForce GTX 970) و (980 GeForce GTX) فإنها وجدت الهامها لذلك في السماء.
يقول سكوت هيركيلمان المدير العام لانفيديا جيفورس (Nvidia’s GeForce), “الانارة الشاملة (Global illumination) هو احد اصعب المهام التي نواجهها كشركة العاب”. ويقول في احد اللقاءات “ان نقاط الضوء الافتراضية لا تؤدي عملا رديئا عندما تكون البيئة ثابتة, ولكن على مطور الالعاب ان يزيف الظلال, وان يزيف الانعكاسات… انها عملية تكثيف للجهود” لذا فعندما يستخدم مهندس ابحاث الشركة تقنيات الشركة الجديدة في الاضاءة الفعالة ليظهر مقارنة متجاورة لصورة ابولو 11, وصورة اعيد تكوينها بواسطة جيفورس (GeForce), فإن الشركة تعلم انها تمتلك نموذجا غير مألوف بين يديها.
يقول هيركيلمان “اننا متجهون لفضح احدى اكبر نظريات المؤامرة في العالم”.
إن اول مهمة مأهولة للقمر بدأت عام 1969 مع ابولو 11. وخلال بضع سنوات, بدأت المؤامرات تنمو مدعية ان جميع الرحلات القمرية الست التي هبط فيها الطاقم وكل عمليات المشي لرواد الفضاء من ابولو 12 الذين مشوا على القمر لم تكن سوى خدعة متقنة. وبالنسبة للاشخاص الذين يصدقون بنظرية المؤامرة, ان الهبوط على القمر لم يحدث ابدا – أو انه لم يحدث ابدا بالطريقة التي قالت ناسا انها قامت به – وبالمناسبة فإننا خدعنا الروس ايضا بجعلهم خاسرين في سباق الفضاء.
تقول انفيديا ان نظام فوكسل للانارة الشاملة (Voxel global illumination), اثبت ان هؤلاء على خطأ. وهي التقنية التي يستثمرها المعالج الصوري الجديد GTX 970 و 980, ممكنا المطورين من استخدام اضاءة فعالة ترتد, وتتوزع وتنعكس في الزمن الفعلي بدقة منقطعة النظير عندما تضاف عناصر جديدة للمشهد. ان معالجات انفيديا الصورية جهزت برقاقات تسمح لكروت المعالجات ان تعمل بكفاءة اكثر وتأثير اكبر آخذة البيانات من وحدة المعالجة المركزية (CPU), ومحولة اياها الى صور متحركة في العرض. بعبارة اخرى ان نظام فوكسل للانارة الشاملة (Voxel global illumination) هو الامثل كأداة تقديم صوري (rendering) قادرة على دحض الاشاعات التي تستخدم تناقضات الضوء في صور وكالة ناسا كدليل على ادعاءاتها.
النتيجة تكاد تكون تكرارا مثاليا لموقع هبوط ابولو 11 في عام 1969. انفيديا تناولت بعض اكثر الادعاءات قوة من التي تدعم ان الهبوط على القمر اشاعة, بدءا من فكرة ان رائد الفضاء بز الدرين (Buzz Aldrin) لا يمكن ان يكون مستنيرا بينما ينزل السلم الى سطح القمر لاسيما اذا كان محجوبا عن ضوء الشمس بواسطة المركبة.
بعد الكلام مع العديد من مهندسي وموظفي ناسا, اكتشفت انفيديا انه كان هناك عاملين رئيسيين, كلاهما يمكن ان يطبق باستخدام نظام بوكسل للانارة الشاملة (voxel global illumination). الاول, ان سطح القمر يتألف اساسا من الاف المرايا الصغيرة – الغبار القمري ان صح التعبير – الذي يعكس الضوء بإتجاه الناظر. ومع ذلك فهذا لا يسجل المستوى الكافي من السطوع لإنارة رائد الفضاء الدرين كما يظهر.
لذا فقد بدأ مهندسوا انفيديا بإصلاح الصورة بعناصر مختلفة حتى اكتشفوا ما لم يكن في الحسبان, من كان وراء رائد الفضاء الدرين؟ اللقطة الشهيرة التقطت بواسطة نيل ارمسترونك – الذي كان بجانب الدرين ومواجها للشمس – مرتديا بزة فضاء عاكسة بنسبة 85% وتحتوي على طبقات من مادة الميلار (Mylar) عالية الانعكاس مغطاة بأربع طبقات من الداكرون (Dacron) المادة المقاومة والمطاطية مع طبقتين من الكابتون (Kapton) المقاوم للحرارة.
هذا النوع من الملابس, الذي اكتشفته انفيديا, من الممكن ان يعكس الكثير من الضياء. لذا فقد قاموا بتعديل قابلية انعكاس بزة ارمسترونغ ووجدوا انها قادرة على اعادة تكوين المشهد بصورة واقعية.
انفيديا كانت ايضا قادرة على عنونة ادعاء اخر من مصدقي نظرية المؤامرة تجاه الهبوط على القمر: انعدام النجوم في السماء. وذلك بسبب المستوى العالي للسطوع على القمر, كان رواد الفضاء يستخدمون كاميرات بفتحات عدسات (apertures) صغيرة, مما يعني اضاءة اقل كانت تمر خلال التصوير الموقعي.
بفتحات (aperture) العدسات الصغيرة, كان رواد الفضاء قادرين على تجنب الاخطاء في تسقيط الصورة على الهدف الرئيسي وهم رواد الفضاء الذين كانوا هم انفسهم عاكسين للضوء وكذلك سطح القمر, فقط كان يمكنهم تجنب ذلك عند ازاحة الاضواء البعيدة للنجوم من العملية. ولكن بتعديل العدسة في الصورة الافتراضية وجعلها قادرة على استيعاب المزيد من الضوء وجدت انفيديا انها يمكن ان تضئ الفضاء وترى النجوم ولكن في هذه الحالة سيختفي رواد الفضاء من الصورة.
وبالتأكيد, كان هناك دليل اضافي يدعم هبوط ابولو وقد ظهر لعدة مرات في السنوات الماضية, ويشمل صورا عالية الدقة اخذت من مدار الاستطلاع القمري مظهرة اثار الاقدام واثار عجلات العربة, بينما تظهر صور اخرى في 2012 خمس اعلام من اصل ستة من اعلام الولايات المتحدة المتروكة اثر مهمات ابولو الست.
ومع ذلك فإن المؤامراتيين (مصدقي نظرية المؤامرة) ما زالوا موجودين, تساعدهم جمعية الارض المسطحة – نعم, انها نفس المنظمة التي تؤمن ان الارض ليست مستديرة – وهو امر غير قابل للتصديق, ومع انها ادعاءات مجنونة قليلا. فإن المجموعة ما زالت تقول بفخر ان صانع الافلام السبعيني ستانلي كوبريك (Stanley Kubrick) وهوليود ساعدت ناسا لكي تجتاز الحدث خلال تصوير ذلك العمل في عام 1968, “2001: A Space Odyssey”.
وتأمل انفيديا ان نموذج نظام فوكسل للانارة الشاملة سيعطي الدليل المقنع الذي سيبدد اشاعة الهبوط على القمر. او على الاقل يبطئ من انتشارها.
كاتب المقال: نيك ستات (Nick Statt), احد كتاب موقع CNET
المصدر: http://www.cnet.com/news/nvidias-new-gpu-sinks-moon-landing-hoax-using-virtual-light/#comments