النقل عن بعد بتفكيك كائن او شخص أو أي مادة الى المستوى الذري في مكان ما بينما يظهر اخر مشابها له في مكان اخر، كيف يمكن ان يحدث هذا؟
الفكرة العامة هي ان ذلك يتم بفحص الكائن الأصلي لاستخراج جميع المعلومات منه، ثم يتم نقل هذه المعلومات الى موقع المتلقي، واستخدامها لبناء النسخة المماثلة للاصلي وليس بالضرورة من المواد الأصلية المكونة للكائن المرسل، ولكن ربما من ذرات من نفس النوع، وترتب بنمط مشابه للنمط الأصلي.
يمكن ان تكون آلة النقل عن بعد مثل جهاز الفاكس الا انه سيعمل على الأجسام ثلاثية الأبعاد، وذلك من شانه ان يدمر الكائن الأصلي في عملية المسح الضوئي.
اعتقد عدد قليل من كتاب الخيال العلمي ان الناقلات التي تحافظ على النسخة الأصلية سوف تتعقد عندما يتم نقل الجسم ذاته وتظهر نسخة مماثلة للجسم الأصلي – أي أن العملية هي عملية نسخ ولو كان الجسم الذي يتعرض للنسخ هو جسم إنسان مثلاً لكان الشخص الثاني يُمثل نسخة طبق الأصل من الوعي والذكريات والرغبات والجسد للنسخة الأولى.
فكرة النوع السابق أكثر شيوعاً من فكرة الناقل الذي يُدمر النسخة الأصلية ويعمل كجهاز نقل فائق. في عام ١٩٩٣ قامت مجموعة دولية مؤلفة من ستة علماء بما فيها شركة اي .بي.ام (IBM) التابعة لتشارلز بينيت بتأكيد حدس غالبية كُتاب الخيال العلمي من خلال إظهار ان النقل الفائق ممكنٌ بالفعل من حيث المبدأ ولكن فقط إذا دمرت النسخة الأصلية.
إن النقل عن بعد تقنية لو وجدت فستكون لها آفاق لا متناهية في مجالات عديدة فهي مفيدة في نقل المعلومات وتسهيل الإتصالات الكمية البعيدة المدى (ربما يؤدي اخيراً الى الانترنت الكمي) ويجعل ذلك بناء الحاسوب الكمي أسهل بكثير، لكن كتاب الخيال العلمي سيشعرون بخيبة أمل لمعرفة انه لا يتوقع ان نكون قادرين على النقل عن بعد لأشخاص او أشياء، وذلك بسبب مجموعة من الأسباب التي كانت تقلل من جدية الفكرة.
على الرغم من ان النقل عن بعد لن ينتهك اي قانون فيزيائي. غير أن الفكرة لم تؤخذ من قبل العلماء على محمل الجد في الماضي لانهم اعتقدوا انها تنتهك مبدأ عدم اليقين لميكانيكا الكم الذي يمنع اي عملية قياس او نسخ معلومات من ذرة او اي جسيم اخر وفقاً لمبدأ عدم اليقين. حيث يتم فحص الشيء وبشكل اكثر دقة وتشعر بالانزعاج من قبل عملية المسح حتى تصل الى نقطة حيث حالة الكائن الاصلي قد تدمرت تماما ولا تزال دون معلومات كافية لجعل النسخة كاملة وهذا يبدو وكأنه حجة قوية ضد النقل عن بعد اذا كان لا احد يستطيع استخراج ما يكفي من المعلومات من جسيم لتوليد نسخة كاملة ولكن نسخة كاملة من المستحيل ان تتم.
ولكن علماءاً عثروا على طريقة لتجاوز هذا الأمر وذلك باستخدام تناقض EPR (تناقض ينص على ان هناك جسيمين تبعد بينهما مسافة بعيدة جدا تمكننا من معرفة تصرفات الجسيم البعيد عنا من خلال الجسيم القريب) ويُعرف ذلك التناقض بتناقض اينشتاين-روزن-بولدوسكي وباختصار، وجد هذا التناقض طريقة لمسح جزء من المعلومات من A الذي يرغب في النقل عن بعد بينما تسبب المادة المتبقية المفوضة جزء من المعلومات للتمرير عبر تناقض EPR الى اخر مكان C التي لم تكن أبدا في اتصال مع A. في وقت لاحق طبقاً لـ C فإن المعالجة يمكنها المناورة الى C اعتمادا على المعلومات الممسوحة ضوئيا كما كانت الطريقة قبل مسحها ضوئيا وفي حد ذاته لم يعد في المكان الاصلي بعد ان تعطل بشكل دقيق من قبل المسح وذلك مأتم انجازه هو نقل عن بعد وليس نسخ مماثل.
حدثت التجربة التاريخية الاولى للنقل الفوري الكمومي لفوتونات الضوء فرق البنفسجي في جامعة انغسبورك في عام ١٩٩٧ وقد اتبعت هذه التجربة في السنة التالية من قبل باحثين في جامعة كاليفورنيا التقنية الذين أجروا تجربة اكثر دقة تشمل نقلاً فوريا للفوتونات. وفي العام ٢٠٠٤ استطاع فيزيائيون من جامعة فيينا نقل جسيمات من الضوء لمسافة ابعد من ٦٠٠ متر تحت نهر الدانوب باستخدام سلك من الالياف البصرية مسجلين بذلك رقما قياسيا جديدا كان طول السلك نفسه ٨٠٠ متر وقد مد أسفل نظام الصرف الصحي تحت نهر الدانوب وقف المرسل عند احد طرفي نهر الدانوب ووقف المستقبل على الطرف الاخر كان احد الانتقادات لهذه التجارب هو انها اجريت على الفوتونات الضوئية. ولكن كانت تجربة النقل الفوري الكمومي في العام ٢٠٠٤ على الذرات الفعلية وليس على الفوتونات الضوئية بمنزلة خطؤك مهمة نحو جهاز نقل فوري اكثر واقعية.
http://researcher.watson.ibm.com/researcher/view_group.php?id=2862