((موجات الجاذبية تضرب بعمق ))

كيف يسير العلم التجريبي  : الممتع حقا في العلوم الحقيقية  التجريبية هي انها توضع تحت ميزان النقد  حينما تطرح للمجتمع العلمي    اي اعلان عن فرضية او نظرية  جديدة  تفتح النطاق نحو سيل من التجارب  والاختبارات  لاثبات صحة الفرضية من عدمها 

انيشتاين حينما جاء بالنسبية   وضعت امام نظريته  سيل من الاختبارات خلال  القرن المنصرم وكلها اثبتت صحتها  . هكذا يسير العلم  يصحح نفسه بنفسه  وبالتالي اي نتائج تأتي عكس النظرية  المطروحة  فان ذلك يستدعي مراجعة تلك النظرية كليا او جزئيا  او ربما موتها  هذا ما  حصل  مع  فرضية الهولغرام  والتي  اطلقت جملة من التصورات نحو واقعية كوننا  وهل نحن فعلا نعيش في  اسقاطات ثلاثية الابعاد  وان كل ما حولنا من كون هو مجرد  هولغرام   .

بدأت القصة مع نتائج  كاشف GEO الكبير   في (المانيا / بريطانيا ) والتي صممت خصيصا للكشف عن موجات الجاذبية هذه الموجات الضعيفة الواصلة الينا  , صممت هذه الاجهزة على كونها اجهزه حساسة بما يكفي للكشف عن هذه الاختلافات الدقيقه  في الزمكان التي تسببها تلك الموجات عبر تقنية  التداخل التي يستخدمها علماء الفلك للكشف عن التمددات الصغيرة في الزمكان. هذه التقنية تتطلب كتل اختبار على مسافة كبيرة عن بعضها البعض واجهزه ليزر تقوم بقياسات مستمرة بين هذه الكتل . علما ان هنالك  العديد من أجهزة الكشف الارضيه تعمل أو قيد الإنشاء ، مثل  LIGO (الولايات المتحدة) ، VIRGO (ايطاليا / فرنسا) ، GEO (المانيا / بريطانيا ) ، وTAMA (اليابان).

جاءت نتائج  الكاشف الارضي GEO مثيرة حيث حدث الهرج والمرج الاعلامي الكبير حول واقعية كوننا  وهل نحن فعلا نعيش في هولوغرام    

بدات القصة مع  الفيزيائي  كريج هوجان  حينما  اعلن نتائجه  وقوله بانه  لاحظ وجود  الضباب الكمي  او ما يسمى  quantum fuzziness اصغر  قياس محتمل يمكن  ملاحظته    هذا quantum fuzziness  قدم على اساس انه  دليل على فرضية الهوغرام   اعلن كريج ان  quantum fuzziness هو شبكة من البكسلات  بمقاييس صغيرة جدا   قد تكون والمثير انها ثنائية  الابعاد  وهذا ما اثار خيال العلماء من انه قد نكون فعلا نحن نعيش في  هولوغرام كوني  وما نراه كل  هو عبارة عن اسقاطات ثلاثية الابعاد   لشاشة  تلفاز 

فرضية الهولوغرام تصف  كون ثلاثي الابعاد  كاسقاطات  ناتجة من شبكة ثنائية الابعاد بمقاييس صغيرة جدا  وكلما  دققت النظر بمقاييس صغيرة سترى  البكسلات (اصغر وحدات  مقاسة  للاسقاط )  وتصبح الرؤية   ضبابية وغامضة شيئا فشيئا  كمثال  تقريبي للذهن حاول ان تقترب من شاشة تلفاز  شيئا فشيئا  سترى  مربعات صغيرة  على شكل شبكة  تكون شاشة التلفاز  هذا هو ما دفع الى الاعتقاد بنتائج تجربة  كريج هوجان 

هل هذه نهاية القصة  ؟ بالتاكيد لا اذن ان  اعلانا من  الوكالة الاوربية الفضائية  وبالاخص من القمر الاوربي والذي تمحور حول  امكانيتهم قياس  المسافات الاصغر ايضا  شانهم شان  كاشف   GEO  حيث اعلنت نتائج  الوكالة بانها لا تظهر اي دلائل على وجود quantum fuzziness.  بل ان قياساتهم كانت ادق  واصغر  من كاشف GEO   بمقدار  بدقة اعلى  بالاف المرات    وهذه الدقة كانت كافية للاطاحة بفرضية الهولغرام    لكونها ادق 

عودا على بدء فان الوكالة الاوربية للفضاء  اعلنت انها باستطاعتها  قياس  التموجات في الزمكان  التي  تنتج عن موجات الجاذبية من خلال متابعة انفجارات اشعة غاما القادمة من النجوم البعيدة  وموجات الجاذبية لمن لا يعرفها هي  تموجات في الزمكان .تماما مثل قارب يبحر عبر المحيطات وينتج موجات في الماء الكتل المتحركه مثل النجوم والثقوب السوداء حيث تنتج موجات جاذبيه في نسيج الزمكان. الاجرام المتحركة الضخمه تنتج موجات جاذبيه أكثر قوة ، بينما الاجرام التي تتحرك بسرعة كبيرة تنتج موجات اكثر على مدى فترة زمنية معينة

ولرب سائل يسال  من اين تأتي موجات الجاذبية  يجيب العلماء بان  موجات الجاذبية عادة تنتج من  التفاعل بين اثنين أو أكثر من الكتل المركبه . مثل التفاعلات التي تشمل المدارات الثنائيه لاثنين من الثقوب السوداء ، اثنين من المجرات المدمجه ، أو اثنين من النجوم النيوترونية تدور حول بعضها البعض. وبينما تدور الثقوب السوداء والنجوم والمجرات حول بعضها البعض ، فإنها ترسل موجات من اشعه الجاذبيه والتي تصل إلى الأرض ، ولكن بمجرد وصول هذه الموجات الى الأرض ، فانها تكون ضعيفة للغاية. وهذا بسبب ان موجات الجاذبية ، مثل موجات المياه تنقص قوتها كلما ابتعدت عن المصدر. على الرغم من أنها ضعيفة يمكن لهذه الموجات السفر دون عائق عبر نسيج الزمكان. هذه هي الطريقة التي تمكنها من الوصول إلى الأرض وتوفر لنا معلومات لايمكن  للضوء ان يوفرها .

بعد هذا الشرح  فانه لو كان الزمكان  املس ثنائي الابعاد  اي لا يثير  اي حساسية تجاه  اي شي يسير عليه  فان الاستقطاب يبقى  متغيرا ولن يكون  هنالك فرق بين الفوتونات ذات الطاقة العالية والمنخفضة  بغض النظر  عن مدى  سفر اشعة  غاما  واذا اذا ما كانت هنالك فعلا  quantum fuzziness. فانه سيحدث فرق في الاستقطاب وستغير برم الجسيمات بحسب كل اشعة

لذا فان انفجارات اشعة غاما القادمة  من مجرات  ونجوم بعيدة  يجب ان تحوي  بيانات قابلة للقياس  بين  فوتونات اشعة غاما ذات الطاقة المنخفضة والمرتفعة وهذا الفرق بالاستقطاب ممكن قياسه لكن النتائج  النهائية اوضحت بانه لا  وجود لاي فروقات في الاستقطاب

امر اخر فرضية الهولوغرام  توضح بان  quantum fuzziness يفترض ان تكون موجودة على مقايس اكبر من  طول بلانك  وطول بلانك لمن لا يعرفه هو  10-35 meters  لكن قياسات  وكالة الفضاء الاوربية   اوضحت انها لم تلاحظ  اي quantum fuzziness  حتى على مقياس 10-48  أي انهم  بحثوا تحت طول بلانك  بمقدار 10,000,000,000,000 

لهذا ان كانت فرضية الهوغرام صحيحة كان عليها ان  تظهر quantum fuzziness في مقياس  10-16 meters اكبر من طول بلانك

لهذا فان  النتائج اعلاه تتعارض بشكل قاطع مع نتائج   كاشف GEO600   بخصوص  القياسات  ونتائج استقطاب اشعة غاما  والنتيجة النهائية تظهر  ان هنالك اخطاء جوهرية في قياسات  كاشف GEO600

في النهاية  باي باي هولغرام 

http://news.discovery.com/space/we-might-not-live-in-a-hologram-after-all-110701.html