الطباعة ثلاثية الابعاد – تصور عزيزي القارئ , ان باستطاعتك طباعة الاشياء بمجرد تخيلها , بزيارة ل “كاميليا روز” الى الشركة المصنعة , حتى تكتشف اذا كان هذا حلم اخر , او انها حقيقه في طريق التحقيق.
الصوره اعلاه , ليست بالتأكيد لطير , وليست بالتأكيد لطائرة , هذه القطعة البرتقالية يمكن ان تكون طرف لعبة ديناصور على ابعد تقدير , ربما لاتجدها مبهره لشكلها , لكنك ستغير رأيك بعد ان تعرف نقطتين , الاولى , انها مطبوعة بطابعة ثلاثية الابعاد –طابعة اشياء – وانها , مطبوعة مباشرة من الافكار , بالحقيقة , انها اول فكرة مطبوعة مباشرة الى غرض مادي !
تم الوصول الى هذا الانجاز الشهر الماضي وحسب , المناسبة كانت “مؤتمر سانتييغو للصناع” , والفكرة دفعت الى التطبيق بواسطة المعجبين بالفكرة في ذلك المؤتمر , بالتأكيد فان الفكرة احتاجت الى تقنية للطباع واحتاجت الى استوديو للتصميم , طرف اللعبة في الصورة , حددته فكرة المصمم , هذه الفكرة التي نقلت الى الحاسوب عن طريق جهاز يشبه سماعة الرأس , يتلقط اشاراته الدماغية , هذا الرجل هو “جورج لاسكوسكي ” , من المجموعة المتمركزة في تشيلي , والتي تهدف الى تطوير طباعة ثلاثية الابعاد – شيئية – يتم التحكم بها عن طريق الدماغ .
الطباعة ثلاثية الابعاد ليست بالتقنية الجديدة ابدا , بل انها متوافرة منذ مايقارب العقدين من الزمن , ماتغير الان , هو الرخص الشديد الحاصل في اسعارها , مما جعلها جهاز يمكن توفره في اي مكتب . موضوع الطباعة ثلاثية الابعاد موضوع شيق جدا , اذ ان هذه الطابعات , تقوم ببناء الاشياء طبقه فوق طبقة , سواء من البلاستك او دقائق المعدن , وهذا يعطي للمصممين حرية كبيرة جدا في الابتكار والتصميم , والاستخدامات المذهلة التي تكتشف يوميا , ما بين طباعة العظام , او المباني , وحتى الاسلحة في بعض الاحيان , ورغم ان البرمجيات التي تتحكم بهذه الطابعات ليست سهلة , على الاقل , ليست سهلة بالدرجة التي يمكن لأي طفل بعمر 4 سنين ان يقوم بها .
“براين سالت” مدير شركة ثنكر ثينك – الشيئ المفكر – يقول , بينما يتحدث الجميع عن سهولة وروعة الطابعات , يبدوا ان لا احد يفكر بان استخدامها لايزال صعبا على الاغلبية من الناس , وتكون بالاخير متروكا لقرائة كتيب استخدام طويل جدا , سيوصلك في النهاية الى نتيجة ان تقوم بتحميل تصاميم قام بها غيرك , هذه الطابعات , ستؤدي نظريا الى اطلاق خيالنا وبدون حدود , لكن عمليا , لايمكن لكل الاشخاص اطلاق خيالهم وحسب , انا اريد طابعة يستطيع ابني طباعة دمية يتخيلها بمجرد التفكير بها .
هنا , يكون دور اييد ” EED –Emotional Evolutionary Design ” , البرنامج الذي تستخدمة الشركة من اجل قراءة افكار شخص ما , الاطفال التشيليين سيكونون اول من سيجربون الفكرة , لان الشركة ستقوم بعمل جولة على المدارس من اجل تجربته عمليا .
عندما يجلس طفل ما امام شاشة الحاسوب , يقوم الحاسوب بخلق صور عشوائية , لاجسام , فقاعات , واشكال مختلفة – مع تدخل بدرجة معينة من اجل منع تكون صور تكون مشتته جدا – وتقاس عندها الموجات المنبعثة من الدماغ , الجهاز الذي يقرأ الموجات الدماغية يسمى Emotiv EPOC headset وهو بسعر 300$ فقط , وبحتوي على 14 متحسس , وبما ان الدماغ ينتج موجات تختلف من مشاعر لمشاعر اخرى “مثل مشاعر الفرح , الملل ” , يقوم البرنامج بقرائة الافكار الايجابية , والاشكال التي تظهر في الشاشة , ويتم تفضيلها من قبل الطفل , يتم الاحتفاظ بها , في الاخر , تتجمع الاشكال التي اثارت البهجة في الطفل لتنتج الدمية التي كان يحلم بها , تتم بعدها طباعته .
المشكلة في الاشياء!
التصميم المعزز بالعواطف مبنيى على اساس مهم , فمعظم البشر غير قادرين على تخيل تصاميم جديدة بنفس قدرتهم على تحوير تصاميم موجوده اصلا , خصوصا البشر الذين لم يتلقوا أي تدريب على التصميم في حياتهم , فالافكار من الصفر ستكون صعبة جدا , فالاشياء , هي الان عنق الزجاجة في رحلة الطباعة ثلاثية الابعاد , طباعة الاشياء, نحن نمتلك تكنولوجيا متطورة , نمتلك ايفون , ايبود , من دون موسيقى لملئه , نحن نمتلك طابعات تطبع الاشياء , بدون ان نمتلك اشياء لنطبعها ! يقول البروفيسور هود ليبسون , مدير مركز المكائن الابداعية بجامعة كورنيل في نيويورك .
في مختبرهم , يعملون على تقنية تقوم بصناعة الاشكال ثلاثية الابعاد – الاشياء – من خلال الدماغ بطريقة مختلفة عن اقرانهم في تشيلي , فهم يستخدمون برنامج طوره طالبين من الجامعة نفسها , فهو عبارة عن موقع , يقوم بالتصميم بخطوات بسيطة , يعرض عليك البرنامج في البداية , 15 شكلا مختلفا , تقوم باختيار شكلين منها ليقوم الكومبيوتر بدمجها لانتاج 15 شكلا جديدا ناتجا عن دمج الشكلين التي قمت باختيارها , فاذا اردت صناعة قطة , سيتوجب عليك ان تختار شكل اسطواني , ثم اذنين مثلثه , وبعد عدة خطوات , ستقترب من الشكل الذي تريده اخرا .
البرنامج يعمل من خلال ضغط الماوس “كليك” على الصور في الشاشة , وهنا فكر الباحثون وتوصلوا الى نفس نتائج التشيليين , فبرنامج مشابه يمكن ان يتم تسريعه بصورة كبيرة جدا لو تم اعطاء افكار الاشخاص الى الحاسوب مباشرة بدل ان يضغط الشخص على الصورة المشابهه لما يدور بخلده .
السنه الماضية , قام باحثوا نيويورك بعمل تجربة على جهاز قارئ الافكار , هذا الحل , وللاسف خلق مشكله اخرى , فالجهاز المستخدم لم يتمكن الا من قياس المشاعر القوية جدا , مثل السعادة الغامرة او الحزن الشديد , ولم يستطع قياس المشاعر البسيطة , خصوصا مع سماكة الجمجمة البشرية , والاشارات المنبعثة من العضلات الموجودة في الوجه , حتى ان بعض الآراء تناقش ان اجهزة قياس الافكار التجارية , لا تقيس الافكار على الاطلاق !
مع هذه الصعوبات في تقنيات قرائة الافكار , فكر الباحثون بوسيلة اخرى من اجل حل المشكلة , وهذه المره , من خلال تعقب حركة العين .
المشكله مع هذه الوسيلة , ان الباحثين لم يستطيعوا تقرير , اذا كان الانتباه ناتج عن غرابة الشكل , ام جماله , ورغم هذا , فان الباحثين يصرون على ان الشكل انهائي قد ارضى الاشخاص الذين تمت التجربة عليهم .
وقت الاحلام
لايزال الوقت مبكرا جدا على اغلاق عينيك , والتفكير بالعنقاء بعنفوانها لتبدأ بسماع الطابعة وهي تطبع عنقائك , لكن المشوار الذي قطعه الفريقين , ينبئك على الاقل بالطريقه التي تتقدم بها الامور , ويثبت امكانية ترجمة افكار كاملة الى اشياء مطبوعة , ربما تكون بعيده , لكنها ليست مستحيلة , وحسب كلام البروفيسور جاك كلالانت من جامعة كاليفورنيا بريكلي , قمنا بنشر الكثير من الاوراق البحثية حول باعادة بناء الصور والافلام لمعرفة مايراه البشر .
في شهر ابريل الماضي , فريق علماء بقيادة Yukiyasu Kamitani قام وباستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي لاشخاص نائمين , بمعرفة محتويات احلامهم . التجربة تمت اثناء وصولهم للمرحلة الاولى من النوم , والتي ترتبط بالاحلام , فيتم ايقاضهم وسؤالهم عن محتويات احلامهم من الاشكال والامور التي حصلت , وقد تم عمل 200 تقرير عن كل شخص خضع للتجربة.
قام العلماء بعدها بتجميع هذه الاشياء والمواضيع والمشاهد في الاحلام الى 20 مجموعة مترابطة حسب الكلمات الاكثر استخداما بينها , وتم اختيار صورة من كل مجموعه من هذه المجاميع , وتم فحص الاشخاص باشعة الرنين اثناء رؤيتهم لهذه الصور , وبعمل مقارنة للنمط المتكون في دماغهم اثناء اليقضة واثناء الاحلام , تم الوصول الى نسبة 60-70% من الدقه في توقع موضوع الحلم .
ربما تقاطعني عزيزي القارئ بان الموضوع ليس حلما كاملا , وليس تصويرا فديويا , الا اننا نتحدث عن تقنيات , كانت مجربد فكرتها خيالا علميا في سلسلة افلام Final Fantasy , انها تجارب تثبت البشرية على طريق رؤية الافكار التي توجد بداخل العقول .
المشكلة في الرنين المغناطيسي والذي يجعله بعيدا عن التطبيق , هو ان سعرها يتجاوز ال 3 ملايين دولار , وهذا يجعلها بعيده عن اجراء تجارب الطباعة ثلاثية الابعاد , ولو رأيت جهاز الرنين في حياتك , فستعلم انك ومع الاسف لايمكنك لبس الجهاز , او اي شخص اخر يمكن ان تعرفه .
_ترجمة محمد عارف , عن موقع ال BBC بالرابط http://www.bbc.com/future/story/20130613-3d-printing-your-thoughts , حقوق الملكية الفكرية لموقع ال BBC , وتمت ترجمة اقتباسات العلماء بما ارتأيته مناسبا ولم اقتبس حرفيا , يمكنك الرجوع للمقال الاصلي من اجل معرفة اسماء العلماء ومكانات عملهم والاقتباسات النصيه منهم , شكرا جزيلا على قراءتك للمقال .