هناك خرافة تقول أن الشخص المصاب بعمى الألوان حكيم جداً، رغم غرابة الأمر لكن الخرافة مردّها إلى مقولة الفيلسوف الألماني البيرت شويتزير (Albert Schweitzer) الذي قال «المتفائل شخصٌ لا يرى من الألوان إلا الأخضر، والمتشائم شخصٌ لا يرى من الألوان إلا الأحمر، لذلك لا بدّ أن يكون الحكيم فعلاً من يعاني من عمى الألوان..!».
هل سألتم أنفسكم يوماً كيف يبدو العالم في أعينهم؟ وماذا يشاهدون من رؤى وأشكال؟ هل العالم هو هو نفسه؟ أو إنه أفضل؟ هل تصدقون أن أول شخص وصف كوكب المريخ، كان رائد الفضاء الإيطالي شريبارالي (Giovanni Schiaparelli) والمصاب بعمى الألوان، كان يخلط بين اللونين الأخضر والأحمر دون دراية منه وقصد. لذلك لم يستطع التمييز بين بعض الظلال في المريخ، وإساءة تفسير «التراب» وافترضه قنوات «مياه».
بقي طبيب العيون الياباني شينوبو إيشيهارا (Shinobu Ishihara) مبهوراً طوال الحرب العالمية الأولى بظاهرة عمى الألوان، فبينما كان زملاؤه يبحثون عن الترفيعات والترقيات والمناصب، كان مشغولاً في ابتكار اختبار يكشف عمى الألوان. فانبثق الاختبار الذي بين أيديكم، والذي يمثل مجموعة بقع ملونة تحتوي في داخلها على أرقام ظاهرة ومخفية، وهذه الأرقام يمكن رؤيتها بعين الشخص السليم وليس الذي يعاني من عمى الألوان، والعكس صحيح.
اختبروا أنفسكم (يقتصر هذا الاختبار على الخلط بين اللونين الأخضر والأحمر)، ولنرَ هل من حكماء بيننا؟