ترجمة : ريام عيسى
________________
جزء من خطر الادمان على الكحول هو وراثي وينطبق نفس الشيء على اضطرابات الاكل. الان، وجد الباحثين في كلية الطب في جامعة واشنطن في سانت لويس ان من المحتمل ان تكون بعض من نفس الجينات تشترك في الاثنين. في عدد سبتمبر من دورية الدراسات عن الكحول والمخدرات، يقول الباحثون ان الاشخاص الذين يعانون من ادمان الكحول قد يكونوا اكثر عرضة وراثيا لأنواع من اضطرابات الاكل، والعكس ممكن ايضا.
تقول الدكتورة ميلسيا اي مون_ تشيرنوف الكاتبة الرئيسية للدراسة “لوحظ في الممارسات السريرية ان الافراد الذين يعانون من اضطرابات في الاكل لديهم ايضا معدلات مرتفعة من تعاطي الكحول وادمانها”. “ركزت دراسات اخرى على الربط الوراثي بين ادمان الكحول واضطرابات الاكل، لكن هذه الدراسات ركزت كلها على النساء. ودراستنا هي الاولى التي تضمنت الرجال ايضا.”
وفقا لمون تشيرنوف الباحثة في الطب النفسي في مرحلة ما بعد الدكتوراه “هذا مهم جدا لأنه على الرغم من ان اضطرابات الاكل تميل الى ان تكون من حيث الفكرة مشكلة نسائية، لكنها تؤثر ايضا على الرجل”.
بدراسة البيانات التي جُمعت لما يقارب 6000 توأم بالغ في استراليا، وجدت مون تشيرنوف وزملائها ان العوامل الوراثية الشائعة تكمن وراء الادمان على الكحول وبعض اعراض اضطرابات الاكل، مثل الشراهة في تناول الطعام وتطهير العادات التي تتضمن التقيؤ الذاتي واساءة استخدام المسهلات.
بدراسة التوائم، استخدم الباحثون طرق احصائية لتحديد الاحتمالات التي تحدد الميزات الناتجة من نفس الجينات. تلك الرؤى الاحصائية مستندة في الحقيقة على اشتراك التوائم المتماثلة بـ 100 بالمئة من تركيبهم الوراثي بينما تشترك التوائم الغير متماثلة بحوالي النصف. تشرح مون تشيرنوف: “بمقارنة النتائج بين التوائم المتماثلة والغير متماثلة، يمكننا تطوير تخمينات عن كمية الاختلاف بميزات خاصة بسبب الجينات او البيئة” “وجدنا ان بعض الجينات التي تؤثر على ادمان الكحول تؤثر ايضا على اضطرابات الطعام عند الرجال والنساء”.
حتى مع تزايد الوعي والتشخيص المتكرر لمشاكل مثل فقدان الشهية العصبي والنهام العصبي، فإن نسب الاشكال في مراحل متقدمة من هذه الاضطرابات منخفضة نسبيا، وتكون نادرة في التوائم. لذلك فإن مسح الباحثين لدراسة فيما اذا كانوا يعانون من اعراض اضطرابات التغذية. تقول مون تشيرنوف “يمكن ان تُقَلل الاعراض عبر عدة تشخيصات لاضطرابات الاكل، ولقد اقترحت العديد من الدراسات السابقة ان سلوك معين من الشراهة عند تناول الطعام بالإضافة الى تسهيل البطن وغيرها من السلوكيات التي نسميها السلوكيات التعويضية، ربما تكون مرتبطة بشكل كبير بإدمان الكحول والتي بسببها ركزنا على الاعراض.”
بسبب تحليل الباحثين للبيانات التي جمعوها مسبقا من دراسة مختلفة، لم يسألوا كل الرجال والنساء الخاضعين للدراسة عن شربهم للكحول واضطراب الطعام، فلا يُسأل كل شخص عن سلوك تعويضي كتسهيل البطن واستعمال المسهلات ومدررات البول، فقد تم سؤال التوائم النسائية فقط عن تلك الاعراض.
اجمالا فإن 25 بالمئة من الرجال و6 بالمئة من النساء كانوا مدمنين للكحول في وقت ما. تقريبا 11 بالمئة من هؤلاء الرجال انفسهم و13 بالمئة من النساء واجهوا نفس المشاكل باضطرابات الاكل. بالإضافة الى ان 14 بالمئة من النساء استخدموا التطهير او سوء استخدام المسهلات او مدررات البول. في مقياس احصائي بدأ من الصفر (لا جينات مشتركة) الى 1 (كل الجينات مشتركة)، وجد الباحثون ان الارتباط الوراثي بين اضطراب الطعام والادمان على الكحول مهم احصائيا عند 26. . من بين النساء اللواتي خضعن للدراسة، فإن الارتباط الوراثي بين السلوكيات التعويضية وادمان الكحول يصل الى 32.
تقول تشيرنوف :” تشير هذه الارقام الى وجود عوامل خطر جينية مشتركة لهذه السلوكيات كالتطهير والصوم.” “يظهر ان بعض الجينات المؤثرة في ادمان الكحول تؤثر ايضا في اضطرابات الطعام عند الرجال والنساء، والسلوكيات التعويضية عند النساء”.
تأمل تشيرنوف بتوسيع نطاق الدراسة في المستقبل، لأن معظم التوائم في هذه البيانات كانوا قوقازيين، و ترغب في دراسة التوائم من مختلف الاعراق لمعرفة ما اذا كانت هذه النتائج الجينية حدثت في مجموعات عرقية اخرى. وقالت ايضا بأنها ترغب في الحصول على ما خلف العلاقات الاحصائية وجمع عينات الدم واللعاب في محاولة لتحديد الجينات الفعلية التي تسهم في ادمان الكحول واضطرابات الاكل على حد سواء.
واضافت انها تعتقد ان على الاطباء والمعالجين الذين يعالجون الناس من ادمان الكحول واضطرابات الاكل ان يكونوا اكثر وعيا من ان المشكلتين ممكن ان تحدث معا. تقول “عند ذهابك الى مركز لمعالجة اضطرابات الاكل لن يسألوك اي سؤال عن الكحول، وعند ذهابك الى مركز لمعالجة الادمان لن تكون هناك اي اسئلة حول اضطرابات الطعام. اذا اولت هذه المراكز اهتمام اكبر بمعالجة المشكلتين بنفس الوقت سيكون ذلك مساعدة كبيرة”
حصل هذا البحث على تمويل من قبل المعهد الوطني لتعاطي الكحول والادمان عليها (NIAAA ) من المعاهد الوطنية الصحية (NHI ).
المصدر:
http://www.sciencedaily.com/releases/2013/08/130821084832.htm