بعض البحوث العلمية الدقيقة تدعم فكرة ان الاطفال يبدأون عملية التعلم قبل الولادة ولاسيما تفضيلاتهم الذوقية، في الواقع، التعليم قبل الولادة ليس مقتصرا على عملية التذوق، او حتى على البشر. فبناءاً على التجارب ظهرت لنا ادلة تدعم ان كل صنف من اصناف الحيوانات كبيرة كانت ام صغيرة تتعلم عن العالم قبل ان تدخله، عن طريق الانتباه الى النكهات، الروائح، والاصوات، وحتى المشاهد، المتوفرة لدى الطفل قبل عملية الولادة.
بيتير هيبير (peter hepper) من جامعة بيلفاست (university of Belfast) وزملاءه قاموا بتجربة يختبرون فيها اذا ما كنا نستطيع تعليم الاطفال قبل عملية الولادة محبة طعم الثوم. حيث تم عمل الدراسة على مجموعة من الامهات ممن يستهلكون الثوم غالبا خلال فترة الحمل وقارنوهم بامهات اطفال لم يستهلكوا الثوم قط خلال فترة حملهم الاخيرة.
دراستهم تضمنت 33 طفلا. حيث كانت نتائجهم ان الاطفال يستمرون في تفضيل طعم الثوم لسنوات عديدة بعد الولادة عند الامهات اللاتي كن يستهلكن الثوم، حيث كانوا يأكلون البطاطا المثومة عندما كانت اعمارهم باللثامنة او التاسعة.
هناك فكرة تفسر ما قام به هيبير، وهي ان النكهات تعبر الى السائل السلوي الذي يحيط بالجنين، لدى عندما يبأ الجنين بعملية الابتلاع، – بالاسبوع العاشر – سيجرب لأول مرة طعم النكهات.
النكهات ايظا يمكن ان تعبر من الفم الى دماء الجنين مباشرة من خلال دماء الام، وهذا صحيح خصوصا بالنسبة الثوم، مما يجعله يدوم لساعات بعد الوجبة التي نأكلها –مفسرة لماذا الناس القريبين منا يمكنهم شم رائحته من علينا حتى بعد يوم كامل.
ليس الامر مقتصرا على النكهات القوية كالثوم فقط، نفس الشي قد يكون صحيحا بخصوص النكهات الخفيفة.
في تجربة اقيمت بمركز بنسيلفينيا مونيل للاحاسيس الكيميائية (Pennsylvania’s Monell Chemical Senses Center) (برعاية شركة لطعام الاطفال)، قام الباحثون بالاختبار على امهات قاموا بقضاء الثلث الاخير من فترة الحمل والشهور الاول من الرضاعة بشرب الماء وعصير الجزر، مقابل امهات كانوا لا يشربون الا الماء فقط.
حيث توصل الباحثون الى خلاصة ان تعليم حب طعم الجزر يمكن ان يكون متعلما قبل الولادة من خلال السائل الذي يحيط بالجنين والمتأثر بالجزر، او بعد عملية الولادة بمرحلة الرضاعة من خلال الحليب المنكه بطعم الجزر الذي سيشربونة.
في الثدييات بشكل عام التذوق والشم تبدوان كمثيرات مهمة لهم، حيث يبحثون عنها حتى قبل عملية الرضاعة، يقول هيبير”عندما يضع الطفل فمه بثدي امه، سيختبر نفس النكهة التي كان يمتصها خلال 30 اسبوعا التي قضاها قبل الولادة، لدى سيتقبل طعم الحليب بشكل كامل ولو كان الطعم مخلتفا، ربما سيكون هناك مشكلة في عملية تقبله”.
عملية تعليم النكهة موجودة بكل الثديات، يمكن ان تراها كذلك بالارانب، الفئران، الكلاب، القطط على سبيل المثال.
ربما هي عملية قد تطورت لأهمية توجهنا نحو الغذاء السليم الامن وتعرفنا الأولي على الأم، يقول هيبير ” يبدو ذلك منطقيا” ” ان نكون مبرمجين للاستجابة الى المسؤول الاولى عن رعايتنا المبرمج بدوره للعناية بنا ”
المصدر http://www.bbc.com/earth/story/20160704-baby-animals-start-learning-before-they-are-even-born