لقد بشرت الخلايا الجذعية منذ فترة طويلة بأنها علاج محتمل لنطاق من امراض الدماغ، غير أن البحوث قد تركزت على اضطرابات الحركة مثل مرض باركنسون. تبين الآن عبر دراسة حيوانات جديدة ان الخلايا غير الناضجة يمكن ايضا ان تساعد الاعتلال المعرفي. بيَن فرانك م. لافريل (Frank M. LaFerla) وزملاؤه من جامعة كاليفورنيا، إيرفين، أنه يمكن للخلايا الجذعية العصبية ان تعكس فقدان الذاكرة.
تلاعب الفريق بجينوم الفئران بحيث يمكنهم الشروع بموت عصبي في الحصين عن طريق تفعيل جينات معينة. وأظهرت الفئران التي جرحت بهذه الطريقة ضعفا كبيرا في الذاكرة أثناء اختبارات التعرف على المكان. ومع ذلك، أدت الفئران وبعد الحصول على حقن الخلايا الجذعية العصبية من فئران سليمة، بشكل جيد مثل الفئران الصحية.
عند تعقب الباحثين للخلايا الجذعية في أدمغة الفئران، شاهدوا ان (5%) منها فقط تطورت فعليا الى خلايا عصبية، مما يشير إلى ان الخلايا لم تنقذ الذاكرة عن طريق استبدال الخلايا العصبية الميتة، يقول لافريل. بدلا عن ذلك، طورت الفئران المحقونة بالخلايا الجذعية عددا أكبر بكثير من الوصلات العصبية، أو الاتصالات بين الخلايا العصبية في الموقع المتضرر من الذي طورته الفئران المسيطرة. يعتقد لافريل ان المركبات البيوكيميائية (الكيميائية الحيوية) النيوروتروفينات (neurotrophins) التي تُفرز من قبل الخلايا الجذعية المحقونة – على الأرجح هي المسؤولة عن التأثير. قد تفتح هذه النتيجة بابا لعلاجات بالعقاقير مبنية على أساس هذه المركبات. يقول “سيكون علاج كهذا أقل خطرا بكثير من الحقن الفعلي للخلايا”، ويضيف أنه يحتمل للخلايا الجذعية المزروعة ان تنمو لتكون أوراماً.
يقول كروت فريت (Curt Freed) من جامعة كولورادو، مركز العلوم الطبية في دنفر ان تلك المخاطرة عقبة في وجه علاجات الخلايا الجذعية. فمثلا، لقد أظهرت الدراسات الحيوانية ان الخلايا العصبية المنماة في المختبر من الخلايا الجنينية الجذعية البشرية تُحسن من متلازمة باركنسون؛ ومع ذلك، فأي شئ يبقى من الخلايا الجذعية المصاحبة لهذه الأعصاب قد تشكل خلايا غير مرغوب بها. ولكن يحرز العلماء تقدما في صقل هذه العلاجات وتجري حاليا تجربة هي الأولى من نوعها لحقن خلايا جذعية بشكل مباشر في الدماغ في الأطفال المرضى بمرض باتين (Batten disease) وهو مرض نادر وقاتل يصيب الجهاز العصبي.
يتوقع فريت ان يدخل زرع الخلايا العصبية المشتقة من الخلايا الجذعية الجينية المجال السريري قريبا كذلك. “أعتقد أن مرض باركنسون سيكون الأول الذي تستخدم فيه هذه الخلايا، وسأقول ان ذلك محتمل الحدوث في اقرب وقت بعد عامين من الان.
المصدر:
Nicole Branan, “Stem Cells for Memory” Scientificamerican.com، February 1 2008