ما هي افضل التمارين لمرضى السكري؟ وهل تؤدي التمارين الى زيادة السكر؟ عادة ينصح بالانشطة الجسمية المنتظمة والتمارين لاكثر الناس وذلك لتحسين صحتهم ولكن مع ذلك فان التمرين المتقدم والمكثف يزيد من خطورة الوقوع بانخفاض السكر للمصابين بمرض السكر من النوع الاول لذا فإن نصائح التمارين غالبا ما تركز على منع انخفاض السكر.

واحيانا يتجنب المصابون بالسكري من النوع الاول التمارين بسبب خطر الانخفاض. الاطفال والشباب قد يعانون من الاحراج بسبب فقدانهم الطاقة فجأة وهذا سبب يجعلهم يتركون التمارين الرياضية او الالعاب الجسمية. واحيانا لا يشجع الوالدين اطفالهم على التمارين بسبب الخوف من الانخفاض الحاد للسكر في الدم.

التمارين المكثفة تسبب رفع مستوى السكر بالدم بدل ان تخفضه

القلق من الانخفاض الحاد للسكري بسبب التمارين يزداد مع الاشخاص الذين لا تظهر لديهم اعراض واضحة للانخفاض, ولكن هذه المخاوف جميعها وكل ما يتعلق بالخوف من انخفاض مستوى السكر في الدم بسبب التمارين الرياضية قد تزول وتنعكس اذا ما عرفنا ان التمارين الشديدة تميل لرفع مستوى السكر في الدم بدل خفضه.

ان حقيقة دور التمارين الشديدة في رفع مستوى السكر في الدم قد تكون غير واضحة بالنسبة للكثير من المصابين بالسكري من النوع الاول. غير ان هذا الامر تم تأكيده من دراسات عديدة هذه الدراسات وضحت ان ذروة التمرين تسبب رد الفعل هذا. ان ذروة التمرين تحدث عند الـ 80% من القدرة الكلية للشخص على اداء التمرين وهو ما يعرف ايضا بـ VO2 max  والذي يرمز لذروة مقدار الاوكسجين الذي يستهلك اثناء التمرين. غير ان السؤال الذي يطرح هنا. ما نوع التمرين الذي تتم تأديته تحت الـ 80% هذه؟ النقاط التالية يمكن بواسطتها تخمين اذا ما كنت تؤدي التمارين تحت او فوق هذه السعة:

1. اذا كنت تؤدي التمرين بسرعة ثابتة لعدة دقائق فما فوق, مثل القيام بالركض او السباحة او قيادة الدراجة الهوائية وكان التنفس عميقا وسريعا بالشكل الذي يجعلك عاجزا عن الكلام مع الشخص القريب منك فأنت على الاغلب قد وصلت مستوى الـ 80% من الجهد وسيبدأ مستوى السكر بالصعود لديك.

2. اذا كنت تلعب رياضات عنيفة تؤدي الى دفعات قصيرة وسريعة مع فترات من الجهد الشديد كما في كرة القدم او كرة القدم الامريكية او كرة السلة او المصارعة او التنس او السكواش فإن مستوى السكر سيبدأ بالصعود. الشباب في المدارس ضمن فرق السباحة مثلا من الذين يمارسون التمارين بمعدل يفوق ذروة الجهد الخاص بهم في دورة معينة ثم يقومون بدورة اخرى خفيفة مثل القيام بدورة ركض ميل كامل بسرعة عالية ثم يقطعون ميلا اخرا بالهرولة فإن هؤلاء يعبرون معدل الـ 80% ويزيدون نسبة السكر في الدم.

لماذا ترفع التمارين الشديدة مستوى السكري في الدم بدلا من ان تخفضه؟

التمارين التي يفوق فيها النبض الـ 80% من ذروته, حيث يزداد نبض القلب الى حوالي 90% من ذروته او اعلى من ذلك؛ التنفس يكون صعبا. ونحن نميل  الى  التنفس بشدة لتلبية متطلبات اجسادنا للطاقة المطلوبة للنشاط الذي نقوم به. كما ان درجة الجهد الذي نقوم به تفعل الجهاز العصبي الودي (sympathetic nervous system) والذي يثير ردود الفعل القتالية فينا وهو بذلك يساعدنا لاكمال السباقات او الرياضات العنيفة. وهذه الاستثارة التي نعانيها تتطلب قدرا عاليا من صرف الطاقة التي نحصل عليها من تحفيز الجهاز العصبي الودي في استثارة الغدد الصماء (endocrine organs) مثل غدة الادرينالين. التي تطلق هورمونات الشد (adrenaline) و الـ (noradrenaline) في الدم, والتي بدورها تحفز الكبد على اطلاق المزيد من الجلوكوز لتسريع العملية اكثر من الطبيعي وعندما يكون معدل افراز الجلوكوز اعلى من الجلوكوز الذي يتم امتصاصه من الانسجة العضلية النشطة يرتفع معدل السكري عندئذ.

في احدى الدراسات خضع المصابون بالسكري من النوع الاول الى دورات متلاحقة بلغ فيها جهدهم ذروته وبقوا فيها مدة 4 ثواني ثم اتبعت بـ 4 دقائق من تمرين سهل, ولمدة 30 دقيقة اخرى من هذا النمط من التمارين السهلة المتبوعة ببضعة ثواني من التمارين المكثفة. لوحظ ان معدل السكر في الدم بدء يرتفع بعد الجولة الواحدة من التمارين. ولكن كمقارنة فإن الـ 30 دقيقة من التمرين والتي وصل فيها النبض الى 40% سببت انخفاضا في السكر.

وبالطريقة ذاتها فإن شدة التمرين تؤثر على استجابة معدل السكر في الدم فإذا بلغت الـ 80% فإنها ستسبب اطلاق هورمونات تساعد في اطلاق السكريات من الكبد لمساعدة العضلات في عملها.

كيف يمكن ان نستفيد من هذه المعلومات؟

ان المعرفة بخصوص الاستجابات الفريدة لمستوى السكري في الدم ولانواع مختلفة من التمارين سيكون مفيدا للتحكم بالسكري بالتأكيد. وانه لمن الضروري للمصابين بالسكري من النوع الاول ان يعلموا ان التمارين من الممكن ان ترفع مستوى السكر كما يمكن ان تقوم بخفضه. بخلاف وجهة النظر السائدة التي تفترض ان جميع التمارين تقوم بخفض السكر.

ان رد فعل صعود السكر في الدم نتيجة التمارين الكثيفة غالبا ما يكون معروفا لدى المصابين بالسكري من النوع الاول. وكثير منهم يجدون صعوبة بالتحكم بالسكري مع التمارين الكثيفة كما انهم قد يقومون بحسابات خاطئة. كما ان ارتفاع السكري اثناء التمارين قد يؤدي ايضا الى اضعاف الاداء الجسمي والمتعة في اداء التمارين وبالتالي يقود الى عدم تشجيعهم لاداء التمارين. فيتطلب الأمر معرفة فترة التمرين وشدته قبل اتخاذ الاجراءات المعتادة فيما يتعلق بجرعة الانسولين وكمية الكاربوهيدرات لتصحيح نسبة السكر في الدم والوقت المناسب للقيام بذلك.

المصدر:

http://diabeteshealth.com/read/2010/10/31/6751/exercise-often-raises-blood-glucose-in-type-1-diabetes-/