التكتم هو الاخفاء المتعمد لمعلومات معينة عن الاخرين. مما يبعث للمتكتم شعورا بالامان حين عدم البوح بشئ يرى ان ظهوره قد يسبب خطرا عليه. وتنشأ حالة التكتم من وجود طرفين على الاقل الاول هو المحتفظ بالسر والاخر هو من يراد اخفاء المعلومات عنه. وتختلف دواعي التكتم بإختلاف نوعية المعلومات المراد إخفاءها.
للتكتم جانب مظلم. فكونك تمتلك سرا يعني انك تخفي امرا سيؤدي الى لومك او يسبب العار لك. وقد ربط الباحثون بين التكتم وبين عوارض عديدة مثل القلق والكآبة. ويظهر هذا الجانب جليا لدى المراهقين الذين يخفون اسرارا عن والديهم فبالاضافة للكآبة تظهر ايضا عوارض اخرى كالسلوك العدائي والميل للعنف. (جميع السلوكيات المذكورة اشير اليها بدراسات اجتماعية قائمة على تجارب واحصائيات ذكرت في الورقة الاصلية واكتفينا هنا بالاشارة الى الورقة الاصلية كمصدر).
في حين يرى باحثون آخرون جانبا مشرقا في تكتم المراهقين مثل فانكيناور (Finkenauer) الذي وجد ان التكتم لدى المراهقين يساهم في الاستقلال الشعوري عن الوالدين كما ان الاحتفاظ بالاسرار يتطلب السيطرة على النفس وتعزيز الخيار الشخصي للفرد. وفي الاحتفاظ بالاسرار يتوجب على الشخص ان يقرر من سيقوم بإطلاعهم على السر ومن سيقوم بإخفاءه عنهم وحتى متى. كما انه يتطلب السيطرة على الافعال والاقوال والافكار. وبالتالي فإن الاحتفاظ بالاسرار يساعد على تجاوز الاستعجال وعلى الكثير من السلوكيات والافعال – بإختصار انه يعزز السيطرة على الذات.
بين وجهتي النظر سيحاول هذا البحث ان يحسم بين الايجابيات والسلبيات للتكتم من خلال دراسة شملت 1173 من المراهقين الذين تتراوح اعمارهم بين 10-14 سنة حيث توقع القائمون بالبحث ان السلبيات النفسية التي تنجم عن التكتم (قلة تقدير الذات, المزاج الكئيب, الشد النفسي) سوف تستمر لفترة طويلة في المراهقة وقد شملت الدراسة ربط التكتم بالعدائية والجنوح. واخيرا فقد تنبئت الدراسة بأن التكتم على الوالدين يجب ان يكون مرتبطا بمشاعر متزايدة للسيطرة على الذات لدى المراهقين ولتلافي الارباك في الدراسة شملت الدراسة مجموعة من المتغيرات المتعلقة بالوالدين كالتواصل معهما والثقة بهما وتلقي الدعم منهما.
الاستبيان شمل طلابا للمدارس في هولندا وتم اجراءه على مرحلتين في صيف 2000 وشتاء 2001 وشمل اسئلة تتعلق بتقييم الذات والمزاج الكئيب والشد النفسي والسلوك العدائي والجنوح والسيطرة على الذات والتواصل مع الوالدين والثقة بهما ودعم الوالدين (من الامثلة على الاسئلة : سؤال يتعلق بتقييم الذات وخيارات الاجوبة كالاتي, احيانا اشعر انني عديم الفائدة, انا سعيد بما انا عليه).
وجائت النتائج كما في الجدول:
القيمة |
الاناث |
الذكور |
المجموع |
التكتم |
2.08 |
2.09 |
2.08 |
تقدير الذات |
3.08 |
3.23 |
3.18 |
المزاج الكئيب |
2.42 |
2.24 |
2.32 |
الشد النفسي |
2.33 |
2.21 |
2.27 |
السلوك العدائي |
1.23 |
1.33 |
1.28 |
الجنوح والاهمال |
1.1 |
1.34 |
1.22 |
السيطرة على الذات |
3.48 |
3.53 |
3.51 |
التواصل مع الوالدين |
4.34 |
4.36 |
4.35 |
الثقة بالوالدين |
4.95 |
4.93 |
4.94 |
دعم الوالدين |
4.05 |
4.03 |
4.04 |
ملاحظة: يشمل الجدول الاصلي قيم الاختبارات للجولتين التي تم القيام بهما للاستبيان وهي قيم متقاربة وقد تم انتقاء قيم الجولة الثانية فقط حيث عرض الجدول للتوضيح فقط. كما شمل الجدول الاصلي قيما للانحراف المعياري مع قيم معدلات الاجابة على الاسئلة المعروضة في الجدول اعلاه وتم اهمالها ايضا لقلة اهميتها للقارئ الاعتيادي.
بتحليل النموذج الذي تم الحصول عليه من البيانات كشف التحليل ان التكتم مع الوالدين كان مقترنا بقلة تقدير الذات والمزيد من المزاج الكئيب و من الشد ومن الجنوح والاهمال. وبخلاف المتوقع ايضا فإن التكتم على الوالدين كان مقترنا ايضا بضعف السيطرة على الذات. وقد اثبت التحليل ان للتكتم تأثيرا مباشرا على جميع المتغيرات الداخلة في نموذج البيانات.
المراهقون الذين اجابوا بالاستبيان انهم يخفون الكثير من الاسرار عن والديهم كانوا يعانون من مشاكل نفسية اكثر ومشاكل سلوكية اكثر وقلة في السيطرة على الذات.
وقد اظهر التحليل ايضا ان الثقة بالوالدين لا تؤثر على السلوك العدائي وعلى الشد النفسي بل يؤثر على هذين المتغيرين عامل التكتم لوحده. ولم يظهر التحليل فرقا بين الذكور والاناث في جميع العوامل التي تم قياسها بالمقارنة مع التكتم حيث يعاني الجنسين سوية من المشاكل ذاتها.
كما اظهر التحليل علاقة غريبة بين دعم الوالدين والتكتم حيث تقل اهمية دعم الوالدين وتأثيره حينما يخفي الطفل معلومات مهمة. ولا يعود هناك اثر يذكر لدعم الوالدين. مهما حاولوا او رغبوا بذلك.
المصدر:
Journal of Youth and Adolescence, Vol. 34, No. 2, April 2005, pp. 137–148 ( C 2005) DOI: 10.1007/s10964-005-3212-z Keeping Secrets From Parents: Longitudinal Associations of Secrecy in Adolescence – Tom Frijns,1 Catrin Finkenauer,2 Ad A. Vermulst,3 and Rutger C. M. E. Engels4 Received June 27, 2003; revised December 12, 2003; accepted January 30, 2004